لوركا.. ضيف شرف الشعراء العرب

00:14 صباحا
قراءة 3 دقائق

تحل المملكة الإسبانية ضيف شرف على معرض الشارقة الدولي للكتاب. وفي المناسبة، يحلّ فيديركو جارثيا لوركا ضيف شرف على الشعراء العرب، أو هكذا يُفترض، أكثر شاعر إسباني عرفه العرب في مستويات قراءة متعدّدة بين النخب، وبين ما يمكن أن يُسَمّى القراءات الشعبية أو قراءة الشارع، إن جاز الوصف، و«الشارع» هنا يمكن أن يقرأ أفضل ممّا تقرأ النخبة.
على صعيد الترجمة، نُقِلَ لوركا إلى العربية في عشرات الاجتهادات الترجمانية العربية، وعُرِفَ مسرحه الشعري على خشبات عربية عديدة، وتمثّله بعض الشعراء العرب في قصائدهم كشخصية شعرية، بطولية، استشهادية، ترمز إلى الإنسانية، والمحبة والجمال.
وظّفه رسّامون عرب وأجانب في لوحات وبورتريهات تشعّ بالجمالية الرّوحية أيضاً، وإن لم تخن الذاكرة وظّفته السينما في أعمال فيلمية روائية، وهو أيقونة سلام وجمال في إسبانيا «الأندلسية» تحديداً، وتمدّدت أيقونيته هذه إلى المحيط الثقافي العربي، واعتبر دائماً نصيراً للغجر، ومن أجلهم كتب العديد من النصوص التي تكشف عن بساطته، وإنسانيته الحرّة.
عرفنا لوركا قبل ٤١ عاماً منقولاً إلى العربية بترجمة عدنان بغجاتي «دار المسيرة - بيروت ١٩٨٠»، وسنقرأ حوله مطالعة طويلة بقلم ج.ل. جيلي وسنعرف من هذه المقدمة أن معظم أصدقاء لوركا كانوا من الرسّامين والنحاتين والموسيقيين والشعراء. طبع أوّل ديوان شعر له بعنوان «كتاب الأشعار» في عام ١٩٢١. ومن ترجمة: عدنان بغجاتي هذه الفقرة «أريد أن أهبط البئر/ أريد أن أرقى أسوار غرناطة، لأرى القلب الطعين/ بإبرة الماء الصدئة».
في مناسبة لوركا إسبانيا والزيتون الأندلسي، وصعود الغجر إلى الجبال تجوّلت في كتب لوركا أو بعضها المنقولة إلى العربية، كنوع من الاحتفاء بهذا الضيف الأندلسي على معرض الكتاب.
في عام ١٩٩٥ نقله إلى العربية حسين عبد الزهرة مجيد في كتاب بعنوان «شاعر في نيويورك» ونشاهد في هذا الكتاب رسومات بريشة لوركا من بينها صورة ذاتية مع حيوان خرافي. ورأس لشاب ملتح، ثم إذا أردت أن تقارن بين ترجمة وأخرى بالعربية يستهويك أن تقرأ هذه القطعة من ترجمة عبد الزهرة مجيد: «وقفت طوال الليل على سقالات في الضواحي/ تاركاً دمي على مشاريع من الجصّ/ أساعد البحّارة وهم يطوون أشرعتهم الممزقة/ ووقفت بيدين فارغتين على خرير المصبّ/ لا خير أن يحرّك مولود جديد كل دقيقة/ الغصون الصغيرة لأوردته».
نقل د. علي سعد مسرحية «عرس الدم» إلى العربية في كتاب صدر في عام ١٩٨٥ عن دار الفارابي في بيروت، ويقول د. سعد إن لوركا في الفترة التي أمضاها في أمريكا عرف حيّ هارلم في نيويورك واتصل بحياة العبيد فيه ووجد عالماً مثيراً بتوحشّه وعفوية حياته الصاخبة.
في عام ١٩٨٠ أصدرت وزارة الثقافة والإعلام في العراق ضمن سلسلة عُرفت آنذاك بِ «سلسلة الكتب المترجمة» كتاباً يضم مجموعة مقالات نقدية حول لوركا لاثني عشر كاتباً أجنبياً منهم من قرأ لوركا من زاوية جمالية، ومنهم من قرأه من زاوية مسرحية، ومنهم من تناول ثيمة الموت، والواقع الحسّي، واللون في شعره.
هذا قليل من كثير لوركا في اللغة العربية وفي المُعطى الثقافي العربي، كأنما تحوّل إلى شاعر «منّا وفينا» كما يقولون في المحكية الشعبية العربية، ثم لا تنسى أن ما هو شعبي، وإنساني، وبسيط وغنائي في شخصيته جعل منه شاعراً حياً في العالم له قبر صغير في هذه الأرض، وهناك من يشكّك في صحة هذا الأمر.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"