مؤشرات حيوية النشر في الإمارات

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين

مؤشران تقتضي الكتابة الصحفية الثقافية التوقف عندهما هنا في الإمارات. الأول: عرضت جمعية الناشرين الإماراتيين في معرضي الكتاب الدوليين في الأردن والسعودية 569 عنواناً صدرت عن 27 دار نشر إماراتية قبل أيام في العاصمتين العربيتين، الثاني: قبل فترة عرضت هيئة الشارقة للكتاب مؤلفات 85 كاتباً إماراتياً مترجمة إلى اللغة الروسية في معرض موسكو الدولي للكتاب.
في أية إحاطة نقرأ هذين المؤشرين؟
في الإمارات أكثر من 27 دار نشر تصدر عناوين في الأدب والعلوم والفنون والتربية والاقتصاد والإعلام والأديان والحضارات، ويوازي هذه الحالة النشرية حالة ترجمة من اللغات الأجنبية إلى العربية، ومن العربية إلى اللغات الأجنبية، وأمامنا دائماً مثال نموذجي نعتز به في الإمارات يتمثل في مشروع «كلمة» للترجمة في أبوظبي، وتصدر الهيئة العربية للمسرح في الشارقة العديد من العناوين المسرحية المتخصصة، سواء في الثقافة المسرحية العامّة، أو على مستوى النصوص التي يجري «تعريبها» مسرحياً وعرضها على خشبات عربية.
نقلت هيئة الشارقة للكتاب إلى الفرنسية والروسية والهندية عشرات العناوين الأدبية لكتّاب إماراتيين وعرب مقيمين في الدولة، وفي كل معرض كتاب دولي تشارك فيه الهيئة يجري التعريف بهذه الإصدارات الإماراتية والعربية المنقولة إلى لغات العالم. ويمثل هذا التعريف الذي تقوم به الهيئة جسراً ثقافياً حقيقياً وعملياً، وليس نظرياً أو إعلامياً، فنحن نتحدث دائماً عن «جسر الثقافات» أو «جسر الحضارات» أو «جسر الأفكار» في إطار نظري أو تنظيري أحياناً، غير أن هذه الجسور تصبح حقيقية وعملية عندما يقرأ ما يُسمّى «الآخر» أدبنا العربي بلغته في ترجمة حرفية. وهذا ما قامت به هيئة الشارقة للكتاب، فقد نقلت إلى العالم مؤلفات بأكملها وليس مجرّد مختارات لعدد من الشعراء أو الروائيين.
الترجمة، في الإمارات، بوصفها جناحاً من أجنحة عملية النشر، تشهد محلياً مرحلة ذهبية بحق، ويقوم على هذه العملية أو ينفّذها دور نشر إماراتية، ومؤسسات ثقافية وضعت ميزانيات كبيرة لهذه المهمّة النبيلة.
دائرة الثقافة في الشارقة لها برنامج نشر منتظم منذ قيام الدائرة في أوائل ثمانينات القرن العشرين وحتى اليوم، ويتضمن هذا البرنامج عناوين منقولة إلى العربية في الأدب والفن.
اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات هو الآخر جهة نشرية ويتضمن برنامجه النشري أيضاً عناوين منقولة من لغات العالم إلى العربية، لا بل إن الإصدارات الأولى للاتحاد عندما بدأ النشر في عام 1985 كانت تتضمن نقلاً لروايات وأشعار عالمية إلى العربية.
وزارة الثقافة جهة نشرية، والدوائر الثقافية في الإمارات التي قامت منذ ثمانينات القرن العشرين وإلى اليوم تُعدُّ هي الأخرى جهات نشرية منتظمة.
الهيئة العربية للمسرح، كما ذكرت قبل قليل، جهة نشرية هي أيضاً، أكاديمية الشعر في أبوظبي جهة نشرية، الروايات الخمس الجديرة بالقائمة القصيرة في «البوكر» العربية هي أيضاً منشورات إماراتية، وفي دبي صدرت عن دوائر ومؤسسات عاملة جذرياً في العمل الثقافي العديد من الترجمات النوعية والمهمة على صعيد الأدب والتاريخ والفنون. 
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"