إرادة الحياة

عادت دبي لتنبض بالحياة من جديد، بعد أن طوت صفحة فيروس «كورونا» مع الإبقاء على الإجراءات الحمائية والاحترازية، وشرّعت أبوابها أمام الزوار بأحداث وفعاليات عالمية، دُرتها معرض «إكسبو 2020»، الذي منذ اليوم الأول لفتح أبوابه أمام الجمهور وهو ينشر السعادة، التي ترسم بريشة الأمل، صورة جديدة لحياة، افتقدنا حلوها خلال الجائحة، التي تكسرت مجاديفها أمام الإرادة الصلبة لقيادتنا الرشيدة، التي ندين لها بكامل الفضل، لعودة عجلة الحياة للدوران.
«إكسبو 2020 دبي» الذي تحول إلى قبلة للباحثين عن الفرح الممزوج بالإلهام، تمكن بين ليلة وضحاها من أن ينثر سحره لجلب أكثر من 771 ألف زيارة منذ بداية انطلاقته بنمو أسبوعي بلغ 12%، الأمر الذي يؤكد مدى الاهتمام الواسع بالحدث العالمي، الذي أسهم تغيير برامجه وفعالياته بشكل يومي، في استقطاب العديد من الزيارات بشكل متكرر، لزيارة أجنحة الدول وأجنحة إكسبو المتخصصة والفعاليات الترفيهية والثقافية واستكشاف المعرض، والتمتع بساحات اللعب للأطفال والعائلات والمطاعم والمقاهي.
كثيرة هي الأسباب التي تجعلنا نشدو بهذا المعرض العالمي، فبعيداً عن تقاليد الهندسة المعمارية المبتكرة، و192 جناحاً، وعدد كبير من الفعاليات، يكمن سحر المعرض في قدرة دبي على تنظيمه ليكون بوابة العالم لاستعادة حياته الطبيعية التي أثبتت دانة الدنيا أنه من الممكن المضي قدماً على طريقها، متى ما وجدت النية لذلك، وأُخذ بعين الاعتبار التوفيق بين سلامة المجتمع وإدارة عجلة الاقتصاد، فهذا المعرض العالمي لا يقف عند عروض الأجنحة المشاركة فقط، وإنما يبحر بالمستقبل لمواصلة الإنجاز واستشراف الغد، لإيجاد واقع جديد خالٍ من التحديات، وحافل بالفُرص، ما يجعل منه إكسبو العالم، والإنسانية، والمستقبل البشري المثالي المنشود.
«إكسبو 2020 دبي» الذي يتعدى كونه مجرد معرض دولي، يمثل فرصة لتلاقي الحضارات وتآلفها، وتقديم زبدة أفكارها، وعظيم اختراعاتها، وتشاركها خدمة للإنسانية، وعليه لم يكن من المستغرب أن يُرسّخ  خلال الأيام التي انقضت على افتتاحه  مكانة الإمارات، كنقطة ارتكاز في استشراف المستقبل، وريادة الدولة ومكانتها العالمية بدليل انطلاق أكبر الفعاليات وأكثرها تأثيراً في العالم دون أية مشكلات تذكر، واستقبال شعوب العالم في مكان واحد، وفق أعلى المعايير الصحية، لتسهم دار زايد بشكل كبير في تشكيل ملامح عالم ما بعد الجائحة، وخلق مستقبل أفضل للجميع، من بوابة «إكسبو 2020 دبي» الذي أرادته الإمارات منصة لتلاقي البشر من مختلف الجنسيات، والذي يعد زواره بالفرح منذ أن تطأ أقدامهم أرضه.
[email protected]