اتحاد المخترعين العرب

00:37 صباحا
قراءة دقيقتين

المخترعون العرب، حين تقولها يتبادر إلى ذهنك فوراً التاريخ والماضي المجيد الذي نتغنَّى به، والاختراعات التي أثرى بها المخترعون والمفكرون الأوائل العرب العالم بأسره. ويتبادر إلى ذهنك أيضاً كم تراخينا وابتعدنا عن تلك المنزلة الرفيعة التي لو كنا تمسّكنا بها وسرنا على دربها لبقينا في مرتبة متقدمة جداً بين دول العالم.
لم تزل لدينا الإرادة، ولم يزل لدينا مخترعون ومبدعون يشرفوننا ونتباهى بهم أينما كانوا وكلما برز اسمهم في الشرق أو الغرب. لم يزل لدينا من يسعى لدعم المخترعين والمفكرين والمبدعين في بعض الدول العربية، ويبحث عن الشباب ليفتح لهم الأبواب ويتيح لهم فرصاً عدة لإبراز مواهبهم وابتكاراتهم، مثلما تفعل الإمارات، لكن هل هذا يكفي كي نتقدم سريعاً في زمن بات الابتكار فيه ضرورة والمنافسات شديدة والتطور يحقق قفزات ولا يبطئ أو يتمهل؟ 
تأسيس اتحاد للمخترعين العرب يكون مقره الإمارات، مبادرة جاءت في محلها، وقد طرحها رئيس جمعية المخترعين الإماراتية، المخترع الإماراتي أحمد عبدالله مجان، فوجود جمعيات الاختراع والابتكار لا يكفي، بل يحتاج شبابنا العربي إلى اتحاد يدعم المخترعين العرب، ويشارك في تقديم شبابنا وكل الموهوبين لدينا إلى العالم. 
كل ابتكار أو اختراع فردي يبقى ضعيفاً ومدفوناً إذا لم يجد صاحبه من يؤمن به وبقدرته على التغيير، فيأخذ بيده ويخرج به إلى النور؛ كي يصير الحلم حقيقة، وتنتقل الفكرة من الافتراض والأمنيات إلى الواقع. 
الفائدة تكون عامة، تنطلق من صاحب الابتكار، لتشمل بلده الذي يمثله، والاتحاد الذي يدعمه، ثم انتماءه للعالم العربي الذي بدوره سيتشرف ويفخر بوقوف أبنائه وبناته وسط كبار المخترعين حول العالم.
الجهود التي تبذلها جمعية المخترعين الإماراتية ونقابة المخترعين المصريين، وكل ما تقدمه الإمارات ومصر من أجل دعم الشباب وتبنّي أفكارهم وإشراكهم في بناء المستقبل، هي المتنفس الحقيقي لكل مبدع عربي. شبابنا في أمسّ الحاجة إلى من يحتضنهم في الداخل؛ كي لا يخسرهم العالم العربي ويكسبهم العالم الغربي.
 تلك العقول والمواهب تحتاج إلى من يقف بجانبها، خصوصاً أن الغرب مستعد دائماً لاستقطاب كل باحث وعالم ومبتكر وعبقري، وأن يقدم له كل الدعم اللازم ليستفيد منه، بينما يكون الخاسر الأول هو البلد الذي خرج منه؛ لأنه لم يقدّر الثروة الفكرية التي يملكها، ولم يبالِ بأبنائه وابتكاراتهم، فهجروه بحثاً عن تحقيق الذات والنجاح في الخارج.
إنشاء اتحاد للمخترعين العرب قد يكون خطوة نحو التقدم بشكل أكبر في مجال الاختراعات، علّنا نستعيد بعضاً من التاريخ، ونرى المبدعين العرب يترجمون أحلامهم واختراعاتهم إلى حقائق نفخر ونتغنى بها جميعاً.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"