عادي

المياه..رحلة 10000 عام تصب في المجر

00:57 صباحا
قراءة 3 دقائق

إكسبو 2020 دبي: أنور داود
هل لك أن تتخيل أن تفتح زجاجة من الماء لتأخذك إلى 10 آلاف سنة إلى الوراء؟ يستعرض جناح المجر في «إكسبو 2020 دبي»، أنواعاً من المياه الطبيعية المجرية التي لا يمكن أن يجدها العالم إلا في المجر، ومنها مياه كوبياري 383، وهي مياه طبيعية غنية بالمعادن يقدر عمرها بنحو 10آلاف سنة، ومياه هارموني التي تأتي من ينابيع مختلفة في المجر، إضافة إلى مياه بريل.

وتعد المياه من الكنوز الثمينة التي تتمتع بها جمهورية المجر، حيث تتوفر المياه الحرارية والمعدنية الجوفية في باطن ما لا يقل عن ثلاثة أرباع مساحة أراضي المجر.

وتقوم المجر بتعبئة مياها المعدنية الغنية بالعناصر الغذائية في عبوات الشرب، كما تستخدم المياه الجوفية الحرارية في مجالات المعالجة والاستشفاء، والمحافظ على الصحة البدنية.

وتُعرف المجر أيضاً باسم أرض المياه، فهي موطن لأكثر من 1,300 من ينابيع المياه الحرارية. ويقدم الجناح تجربة استكشاف المعرض التفاعلي الذي يعرض موارد المياه المجرية الفريدة والمياه العلاجية وثقافة الاستحمام والاستشفاء بالمياه المعدنية.

تقع جمهورية المجر في وسط حوض الكاربات، لذلك غالباً ما يطلقون عليها لقب «قلب أوروبا». وقد تشكّل حوض بانونيا منذ نحو 30 مليون سنة، وبقي قائماً على مدار 9 ملايين سنة، إلى أن تحوّل إلى بحيرة مياه عذبة بعد أن أغلقته بحار العالم بشكل كامل. وبعد جفاف هذه البحيرة بدأت تحدث تحركات جديدة في طبقات الأرض، الأمر الذي أدى إلى ولادة سلاسل جبلية متوسطة الارتفاع، ونشوء مجاري أنهار، وأراض منخفضة، إضافة إلى تشكّل أكبر بحيرة في وسط أوروبا ألا وهي «بحيرة البالاطون» التي تطلق عليها تسمية «البحر المجري». وخلال حدوث هذه التغيرات على السطح، تراكمت كميات هائلة من المياه الجوفية الحرارية تحت حوض الكاربات، وما زالت عملية تجمعها مستمرة حتى يومنا هذا.

مخزون المياه الحرارية

تتميز جمهورية المجر بغناها بالمياه الحرارية، حيث يتم إنتاج نحو 90 مليون متر مكعب سنوياً. وتتدفق هذه المياه إلى السطح من خلال أكثر من ألف بئر حرارية مسجلة ومعتمدة، منها 280 بئراً مصنفة كمياه معدنية و270 بئر كمياه علاجية.

وتستخدم المياه المعدنية التي تزيد فيها كمية المعادن الذائبة على 500 ملغ / لتر كمياه للشرب، أما المياه العلاجية فقد ثبت علمياً أن لها أثراً استشفائياً في مرض واحد على الأقل، بفضل احتوائها على العديد من العناصر المعدنية.

ويستخدم الاحتياطي الكبير من هذه المياه بالدرجة الأولى في إمدادات مياه الشرب، وكذلك في العلاج، فضلاً عن الاستفادة من جزء منها في الزراعة والطاقة ومجالات العناية بالجمال.

علم المعالجة بالمياه المعدنية

لقد ولد علم «الاستشفاء بالمياه المعدنية» في القرن التاسع عشر، وتم في عصرنا الحاضر انتشار العلاج بهذه المياه بإشراف أطباء اختصاصيين يقومون بتوفير علاجات مرافقة، کشرب المياه المعدنية، واستنشاق بخارها، والتدليك العلاجي، إضافة إلى المعالجة بالقرين والنظام الغذائي الصحي (الحمية). ونظراً للتقدم التكنولوجي وأساليب العلاج أصبحت عملية الاستشفاء بالمياه المعدنية جزءاً أساسياً ليس في معالجة الأمراض فقط، بل أيضاً للمحافظة على الصحة العامة.

ويسلط جناح دولة المجر في معرض «إكسبو 2020»، الضوء على أهم الخصائص العلاجية لمنتجعاتها الصحية الطبيعية وتدعو زوار المعرض من خلال التصميم الفريد لجناحها للتعرف إلى أهم ملامح الدولة التي تعرف باسم «أرض المياه» والتي تجلب مياهها الشافية إلى أرض المعرض في دبي.

كما يبرز تصميم جناح المجر الذي أقيم تحت شعار «جذور المياه المجرية»، القوة العلاجية للمياه والعلاج بالمياه المعدنية، وهي طريقة قديمة لعلاج الأمراض عن طريق الاستحمام بالمياه المعدنية الحرارية.

كما يتضمن الجناح معرضاً تفاعلياً يكشف أصول ينابيع المياه الحرارية في المجر، ويمنح الزوار مساحة جيدة مجهزة تساعدهم على التعرف إلى ثقافة الاستشفاء والمنتجعات الصحية في هذا البلد، ودورها في تعزيز صناعتها السياحية الثرية. وسيقدم الجناح صورة كاملة عن التطبيقات الطبية لاستخدام المياه المعدنية لعلاج مختلف الحالات الصحية، بما فيها الإرهاق والتوتر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"