شخصيات ثقافية كرّمها معرض الكتاب

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

ذهب التكريم الرفيع الذي درج عليه معرض الشارقة الدولي للكتاب بصفة «شخصية العام الثقافية» إلى وزراء ثقافة عرب، وإلى روائيين، وإلى نقاد لهم اعتبارهم الإبداعي في الثقافة العربية، ففي الدورة ال 35 من المعرض اختير غسان سلامة، وزير الثقافة اللبناني الأسبق، شخصية العام الثقافية، وسلامة اسم علم ثقافي يجمع بين الفكر السياسي، والثقافة الأدبية. 
وفي الدورة ال 36 من المعرض ذهب اللقب إلى محمد صابر عرب، وزير الثقافة المصري الأسبق، وهو جاء إلى الوزارة من باب المعرفة والفكر والأدب وله حضوره على مستوى عربي ومصري. 
وفي الدورة ال 37 اختار المعرض عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة الجزائري، وهو شاعر صدرت أوّل مجموعة له في عام 1985 تحت عنوان «في البدء كان أوراس»، وله عدد كبير من الأعمال المسرحية والأوبيرتية ذات الطابع الوطني والتاريخي. وفي عام 1983 اختار المعرضالناقدة الأدبية اللبنانية الدكتورة يمنى العيد شخصية العام الثقافية، وتكتب د. العيد في النقد الأدبي العربي ودرّسته في جامعات عربية وأجنبية عدة، وتكتب منذ نصف قرن من الزمان، و«أمين الريحاني: رحّالة العرب» الصادر عام 1970 أوّل مؤلفاتها السيرية والأدبية والنقدية.
في هذه الدورة الأربعين من عمر المعرض اختار المعرض الكاتب الكويتي طالب الرفاعي (1958) شخصية العام الثقافية وتقول سيرته الذاتية إنه درس الهندسة المدنية، ولكنه وجد ذاته المبدعة في «الهندسة الروائية والقصصية»، إن جازت العبارة، كناية عن بنائيته السردية الدقيقة. وبدأ الرفاعي قاصّاً غزيراً في أوائل التسعينات، ليتحوّل إلى الرواية في عمله «ظل الشمس» 1998.
ينتمي طالب الرفاعي إلى الكتابة نصّاً وروحاً وسلوكاً، وقد أقصى من طريق تجربته الأدبية المنظّمة أيّ عائق من شأنه أن يؤثر سلباً في فكره الأدبي المنشغل بالحياة والإنسان والمكان الذي يلهمه هذه الطاقة السردية المتوالية، وهو في ضوء مشروعه الروائي والقصصي وانشغاله الأصيل بالكتابة يستحق هذا التكريم وهذه المبادرة الرفيعة من جانب معرض الشارقة الدولي للكتاب.
المعرض بهذا التقليد الذي درج عليه منذ سنوات يحترم الشخصية الأدبية والفكرية والثقافية في ذات الكاتب الذي يستحق التكريم. هذا من جانب، ومن جانب آخر لكل شخصية ثقافية تراث ونتاج وذاكرة، فكل من فاز بوسام المعرض السنوي كان قد قدّم للمكتبة العربية عناوين مقروءة ومعروفة في أفقنا الثقافي من شرقيّ الوطن العربي وحتى مغربه.
هذه شخصيات اعتبارية لها وزن إبداعي من الدرجة الأولى جعل منها في الوقت نفسه شخصيات إدارية أو قيادية ناجحة، كما هو الحال في صيغة الكتّاب العرب الذين حملوا حقائب وزارية، ومنهم الكثير في الوطن العربي، ولم يفرّطوا في الأدب والإنتاج الثقافي بل وازنوا بموضوعية بين العمل المؤسسي الحكومي، أو الوزاري، والعمل الأدبي الكتابي.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"