لا تدمر نفسك بيديك

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين

بعض الناس يكبّلون أنفسهم بقيود غير مبررة، هذه القيود تسبّب لهم الوهن أو المرض والتراجع المعرفي، بل اليأس في الحياة، وبحسب شدة ومدى تلك القيود يكون أثرها أقسى. بعض تلك القيود تصبح واقعاً في حياتنا نتيجة لتفاعلنا وتعاملنا مع الآخرين، فهي تتلبس بنا وتكبّلنا بسبب موقف ما أو حدث وقع أو نحوهما، وهي أمور متوقعة لا يمكن التحكم فيها بردة فعل الآخرين، وإن تسببت لنا بحالة من حالات التراجع فهذا يدل على مشكلة حقيقية نعانيها، فمن الذي سيتعامل مع الناس ويأخذ ويعطي معهم ولا يحدث اختلاف ولا سوء فهم؟
 هذا لا يمكن، فكما يقال لا يمكن التخلص من ألم التعامل والصدمة التي قد تحدث، ومع هذا فإن المشكلة كما يقال أو المعضلة قد تقع بسببنا، وقد نؤذي أنفسنا بأيدينا، وكأن الخيار متروك لنا ونحن من نختار القسوة على أنفسنا. من الجوانب التي نقوم بممارستها ونؤذي بها أنفسنا وبسببها نقلل فاعليّتنا، بل قد نسبّب الإخفاق والتراجع في مسيرتنا الحياتية، ممارسة السلوك المتشائم. ومع أن المتشائم يكتسب هذه العادة بسبب بعض الصدمات أو التجارب الخاطئة أو التعاملات غير الصحيحة، فيلوذ إلى حالة من التشاؤم لعله يحمي نفسه، فإن هذا السلوك لا يؤدي إلى الحماية ولا إلى تجنيب المتشائم الأخطاء والإخفاقات. لذا من البديهي أن يتم تجنبه وعلاجه حتى ولو لزم الأمر عند متخصص في العلاج السلوكي من أطباء علم النفس.
 لنتوقف عند بعض الممارسات التي يقوم بها الأشخاص المتشائمون وبسببها يفقدون الكثير من الفرص الحياتية الثمينة، فالمتشائم يعتبر نفسه قادراً على توقع الأحداث ولكنه يضعها في الجانب السلبي والسيّئ، ودون أية معرفة أو معلومات يقرر بأن هذا الفعل خاطئ أو سينتج عنه خطأ. وبسبب هذا النهج يبتعد عن السعادة ولا يجد نفسه في أي عمل يقوم به، حيث تسيطر عليه نظرة من الخوف غير المبرر أو الذي ليس له سبب. فضلاً عن هذا يقع المتشائمون في مشكلة أخرى عميقة تتعلق بعلاقاتهم الاجتماعية حيث يفقدونها وأيضاً لا يستطيعون تعويضها، فهم يفقدون الأصدقاء وفي نفس اللحظة لا يستطيعون أن يبنوا علاقات جديدة مع آخرين، عندها تحيط بهم الوحدة.
 ولا ننسى أن المتشائم يركن للجمود، فلا يمارس أي نشاط جديد ولا يبتكر ولا تجد لديه الحماس للتجربة وتقوية مهاراته ولا زيادة معرفته. خلص نفسك من سلوك التشاؤم، وابنِ حياتك على الواقع والمعرفة.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"