البشارة من الإمارات

01:04 صباحا
قراءة دقيقتين

لو كان للبيوت قدرة على الكلام والتحرّك لوجدتها الآن تهلل وتزغرد وترقص فرحاً. لو كان لها أن تعبّر عن مشاعرها، لفاقت في كلماتها أكبر الشعراء وهي تنظم القصائد في عودة الحياة إليها وعودتها هي إلى قلب الحياة!  
في الصيف الماضي، أي قبل أشهر قليلة توقع رئيس المجلس العلمي الفرنسي جان فرانسوا ديلفريسي، أن يكون موعد العودة إلى الحياة الطبيعية بعد تفشي فيروس كورونا ما بين عامي ٢٠٢٢ و ٢٠٢٣، وكان من الطبيعي أن نشعر بشيء من الإحباط، خصوصاً أن العالم يسعى بشكل فعلي إلى جعل اللقاح إلزامياً لجميع البالغين والكبار، والهدف الوصول إلى مرحلة التعايش مع الوباء مثلما نتعايش مع الإنفلونزا ونتحصن منها باللقاح ونعالجها ببعض الأدوية البسيطة. 
اليوم تأتينا البشارة من الإمارات، الدولة التي عرفت كيف تتصدى وتحد من انتشار الوباء وتحاصره، فإعلان الحكومة عن تحديث بروتوكول إقامة الحفلات والتجمعات والأعراس والعزاء في المنازل، يعيد إلى منازلنا حياة افتقدناها، يعيد إليها النبض والمشاعر والتفاعل مع كل حدث وتغير في أيامنا، تفرح معنا وتحزن لأحزاننا. نعم بيوتنا اشتاقت لتجمعات الأحبة فيها، واستضافة الأهل والأصدقاء وإحياء كل المناسبات بلا خوف. 
استقبال الضيوف في البيوت هو استقبال لروح الحياة من جديد، تمهيد جميل للعودة تدريجياً إلى يومياتنا وأسلوب عيشنا بشكل طبيعي.
يحدد البروتوكول الجديد الطاقة الاستيعابية للتجمعات في المنازل بنسبة ٨٠٪، على ألا يتجاوز مجموع الحضور ٦٠ شخصاً، وعشرة أشخاص كحد أقصى لتقديم خدمات الضيافة، نسبة لم نتوقع أن نحصل عليها هذا العام، وهي خير دليل على أن الإمارات نجحت وتصدت وثابرت وتحدت فحققت قفزة وسبقت غيرها في استعادة الحياة الاجتماعية من جديد، وتحرير أهلها وناسها من التباعد الذي فرضته كورونا، دون التخلي هن أساسيات الحماية والوقاية، مثل عدم المصافحة والتباعد الجسدي بين الأشخاص مسافة متر ونصف المتر، وتجنب الاختلاط بالآخرين لمن يشعر بأي تعب أو ارتفاع في درجات الحرارة.. 
مهم جداً الوصول إلى المناعة المجتمعية، ولولا توفير اللقاحات لكل الفئات المؤهلة لأخذ التطعيم، لما وصلنا سريعاً وقبل غيرنا بمراحل إلى استعادة جزء مهم من التواصل الاجتماعي المباشر بين الناس. لم نكن لننعم بهذا اللقاء مع الأحبة ومشاركة بعضنا بعضاً المناسبات الحلوة والمرة، لولا كل الإجراءات التي اتخذتها الدولة منذ ظهور كورونا وحتى اليوم، ولولا تحقيقنا أرقاماً عالية في نسبة الحاصلين على اللقاح، ٩٦.٤٥٪ من السكان حصلوا على الجرعة الأولى، و٨٦.٤٥٪ حصلوا على الجرعتين. 
لا مصافحة ولا عناق عند اللقاء في المناسبات العائلية، فليكن.. يكفينا أن نرى بعضنا عن قرب ونتحدث ونضحك ونواسي بعضنا بعضاً وتعود للبيوت حيويتها ويفرح كبارنا بلمّة العائلة من جديد.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"