عادي

اضطرابات النوم.. معاناة بدنية تعيق جودة الحياة

21:50 مساء
قراءة 5 دقائق

تحقيق: راندا جرجس
يحتاج الشخص الطبيعي من 6 إلى 8 ساعات للحصول على نوم جيد، أما الرضع والأطفال الصغار فيحتاجون إلى أكثر من 12 ساعة يومياً، ويؤدي عدم الحصول على الوقت الكافي إلى المعاناة من اضطرابات النوم، وعلى الرغم من أن حالة الأرق ترتبط على الأكثر بالمشكلات النفسية فقط، إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت علاقة الأمراض العضوية والبدنية بالتأثير السلبي في جودة النوم، ما يؤدي إلى التعب وخلل في التوازن العام، وجودة نوعية الحياة.

يقول الدكتور محمد الشافعي أخصائي طب الأعصاب: إن هناك أسباباً عديدة للإصابة باضطراب النوم، كالقلق، التوتر، الاكتئاب، والمشكلات المرضية كآلام العضلات، والتهابات المفاصل والأعصاب الطرفية، وخاصة لدى مرضى السكري، والذين يعانون تململ الساقين، والصداع، وأمراض الجهاز التنفسي العلوي، والسلس البولي الليلي، وتغيير الساعة البيولوجية أثناء السفر، أو الذهاب لأماكن بتوقيتات مختلفة، بالإضافة إلى الأمراض المتعلقة بجودة النوم كالأرق الأولي أو الثانوي، وبعض السلوكيات كالتحدث أو المشي أثناء النوم، وتوقف التنفس الانسدادي.

نظام غذائي

يلفت د.محمد إلى ضرورة استشارة الطبيب فور حدوث تغير مفاجئ في جودة النوم أو انتظامه، للمساعدة على اكتشاف سبب المشكلة وعلاج الأسباب الثانوية، وخاصة الأمراض العضوية للحصول على نوم صحي يساعد على الاسترخاء والراحة، لتحسين النشاط والتركيز عند الاستيقاظ، ويمكن أن تساهم بعض النصائح في الوقاية والالتزام بالغذاء الصحي من اضطرابات النوم، والإكثار من الخضر والفاكهة والأسماك وتقليل السكريات والكربوهيدرات، وعدم شرب كميات من الماء في المساء، وتقليل مشروبات الطاقة والكافيين، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، ومحاولة وضع مواعيد ثابتة لبدء النوم مع تهيئة الجو المحيط والابتعاد عن الضوضاء والأجهزة الإلكترونية، وتقليل الوزن والإقلاع عن التدخين.

مشكلات نفسية

يوضح الدكتور جيريش بانواري أخصائي الطب النفسي أن المشكلات النفسية تلعب دوراً رئيسياً في اضطرابات النوم، حيث إن ثلث المرضى الذين يعانون الأرق تكون شكواهم ناجمة عن تشخيص نفسي وتغيير في المزاج العام، كما أنه من الأعراض الشائعة للقلق والاكتئاب، وحالات نفسية أكثر حدة كالاضطراب ثنائي القطب والفصام، وكذلك الكوابيس ومشكلات ما بعد الصدمة، كما يؤدي شرب الكحول إلى تعطيل بنية النوم العادية، ومن المعتاد أن يعاني الأشخاص المصابون باضطرابات الإدمان أنماط نوم غير منتظمة.

نمط الحياة

يبين د. جيريش أن نمط الحياة الخاطئ للشخص يؤدي إلى اضطراب النوم، ولذلك فإن الممارسات الصحيحة تأتي بنتائج جيدة، عن طريق توفير بيئة صحية وهادئة لتعزيز جودة النوم، والحفاظ على ساعات منتظمة وميعاد الاستيقاظ، وتجنب الإفراط في تناول الكافيين والنيكوتين والعوامل المنشطة الأخرى، وعدم تناول وجبات ثقيلة في المساء، وممارسة التمارين الرياضية، وجعل إضاءة الغرفة ودرجة الحرارة معتدلة، واستخدام المرتبة المناسبة والوسادة، وارتداء ملابس مريحة، كما يفيد غلق الأجهزة الإلكترونية قبل وقت النوم بحوالي 30-60 دقيقة، حيث إن الانخراط والتحفيز البدني أو النفسي المفرط يؤثر سلباً في الحصول على النعاس بسهولة.

صرير الأسنان

تشير الدكتورة سويثا داس طبيبة الأسنان إلى أن الصرير أو الطحن مشكلة مرضية يمكن أن تحدث نهاراً أو ليلاً، وهي ربط الأسنان ببعضها والقبض على العضلات، وترافق هذه الحالة اضطرابات النوم على الأكثر، وتصعب السيطرة عليها، ويمكن أن تؤدي عند بعض الأشخاص إلى تآكل الأسنان، أو تصبح حساسة وقصيرة، وغير حادة، أو مكسورة، وتسبب ألم وتيبس الفك، والنقر على المفاصل المحيطة بهذه المنطقة، والتهاب اللثة، بالإضافة إلى الصداع والوجع في جانب الوجه، والنتيجة الجمالية السيئة الناجمة عن الضغط على العضلات والأنسجة وغيرها من الهياكل حول الفك.

أسباب وعوامل

توضح د.سويثا أن الصرير يحدث عادة عند الأطفال مع بداية ظهور الأسنان اللبنية، وعادة ما يتوقف عند بزوغ الأسنان الدائمة، وعلى الأغلب يكون ناتجاً عن الضغوط التي يتعرض لها الصغار كالغضب والقلق في المنزل أو أثناء اللعب أو في المدرسة، أو بسبب عضة غير طبيعية، وخاصة عندما لا يتم تطابق الأسنان العلوية والسفلية بشكل صحيح، أو نتيجة تناول بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب والذهان.

وتضيف: يتم تشخيص مشكلة صرير الأسنان من قبل الطبيب المختص، أو الأطباء وفقاً لأعراض المرضى مثل الصداع المنتظم الذي يظهر بعد الاستيقاظ مباشرة في الصباح، وألم الأذن، وتآكل أو كسر الأسنان، وانخفاض ارتفاع النصف السفلي من الوجه، وتضخم عضلات الفك وما إلى ذلك.

طرق التداوي

تشير د.سويثا إلى أن علاج صرير الأسنان يعتمد في المقام الأول على سبب المشكلة، كما يجب التعامل مع هذه الحالة وتفهم المريض حتى يستطيع التخلص منها، وتتوفر خيارات لتخفيف الأعراض، وزيادة الوعي أو العلاج الطبيعي أو التمارين التي تساعد على تحسن الطحن أثناء النهار، أما النوع الليلي فيحتاج إلى استراتيجيات أخرى، لأن المصاب لا يمكنه السيطرة عليها، أما إذا كانت المشكلة الأساسية هي الإجهاد أو توقف التنفس أثناء النوم، فربما يساعد تقييم الحالة في القضاء عليها.

تدابير علاجية

تؤكد د.سويثا على أن الحصول على قسط كاف من النوم ليلاً أو ممارسة الرياضة بانتظام يساهم بشكل كبير في الحد من حدوث صرير الأسنان، ويعد الاستخدام قصير الأمد لمرخيات العضلات من الخيارات الجيدة، وكذلك أنواع الجبائر التي تناسب الأسنان العلوية، أو السفلية بحسب التصميم، حيث تقوم الجبيرة بالحفاظ على الفك، ويكون في وضع أكثر استرخاء، كما توفر حاجزاً بحيث تتلف الجبائر بدلاً من الأسنان، ويمكن تعديلها أو استبدالها بعد فترة، كما يشجع الخبراء على مضغ العلكة، حيث يمكن أن يدمج الصرير والطحن في ذاكرة العضلات.

روتين صحي

تلفت د.سويثا إلى أن إدارة الإجهاد والقلق تساعد على تقليل أو منع صرير الأسنان لدى الأشخاص المعرضين لهذه المشكلة، كما تشجع مؤسسة النوم الوطنية على تطبيق الإجراءات الصحيحة للحصول على نوم جيد، بما في ذلك غرفة مظلمة ومعتدلة الحرارة وهادئة، وبدون أجهزة تلفزيون أو كمبيوتر أو غيرها من العناصر المتعلقة بالعمل، كما يقترح الخبراء الاسترخاء في الساعات التي تسبق النوم، والحفاظ على «روتين نوم مهدئ»، أما الأطفال فمن الأفضل لهم أخذ حمام دافئ، أو قراءة كتاب، أو الاستماع إلى الموسيقى.

واقي الفم

تبين د.سويثا أن ارتداء واقي الفم ليلاً يكون عامل حماية من صرير الأسنان، كما توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الفم باستخدام واقي الفم البلاستيكي الصلب الذي يغطي جميع الأسنان في القوس العلوي أو السفلي، ولا يُنصح باستخدام الواقيات الرياضية العامة، حيث يمكن أن تخرج من مكانها، أو تكون ضخمة، وتسبب إزعاجاً للشخص أثناء النوم وتفاقم المشكلة، وتجدر الإشارة إلى أن واقي الفم يمكن أن يتآكل بمرور الوقت، ويفقد فعاليته، إذا توقف الشخص عن استخدامه، وتعود الأعراض للظهور، لذلك لا يٌعتمد كحل دائم لصرير الأسنان.

ضغوط متعددة

تتسبب الأحداث المتعلقة بالحياة التي يمر بها الشخص بشكل يومي، في اضطرابات النوم بشكل مباشر، مثل: الضيق، والفشل في العمل أو الدراسة، أو وفاة أحد الأشخاص المقربين، والخلافات الزوجية، وغيرها من الضغوط المنزلية، ويمكن أن ترتبط هذه المشكلة بأمراض أخرى، مثل النوم القهري، وتوقف التنفس أثناء النوم، متلازمة تململ الساقين، والذعر الليلي، وغالباً ما تؤدي إلى التهيج، والنعاس أثناء النهار، وتراجع القدرات المعرفية مثل صعوبة التركيز، والشعور بالتعب، ويمكن أن تتفاقم الحالة وتؤدي إلى ردود الفعل البطيئة، انخفاض الإنتاجية، ما يساهم في زيادة الضغط النفسي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"