عادي
يبرز أثر التحولات العربية والعالمية

الملصق فن إبداعي يعزز الثقافة البصرية

23:22 مساء
قراءة 5 دقائق
بلال البدور ونجاة مكي وخالد الجلاف وهشام المظلوم وتاج السر حسن وعرفات النعيم وناصر عراق خلال الندوة
22
33
11

دبي - الخليج

نظمت ندوة الثقافة والعلوم ضمن برنامجها الثقافي، جلسة نقاشية بعنوان «الملصق وسيلة للتواصل الثقافي والاجتماعي» حضرها محمد المر رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، وبلال البدور رئيس مجلس الإدارة ود. صلاح القاسم المدير الإداري، ود. نجاة مكي، ونخبة من المتخصصين والمعنيين.

شارك في الجلسة هشام المظلوم أول مصمم إماراتي تخرج في جامعة الإمارات عام 1985 وأنجز عشرات الشعارات والبوسترات منها شعار تلفزيون الشارقة، وكان رئيساً لمجمع الشارقة للفنون. وخالد الجلاف رئيس جمعية الإمارات لفن الخط والزخرفة الإسلامية، ونائب رئيس تحرير مجلة حروف عربية الصادرة عن ندوة الثقافة والعلوم والمتخصصة في فن الخط العربي. ود. عرفات النعيم أكاديمي وفنان جرافيك ومصمم ومنسق مشاريع دولية في الفنون البصرية، وتاج السر حسن فنان تشكيلي وخطاط ومصمم حروف طباعية وباحث في مجال الخط العربي.

أدار النقاش الروائي ناصر عراق، وذكر أن عام 1798 قد يكون أول معرفة للعرب بفن البوستر عندما هبط نابليون أرض مصر ومعه 400 ألف جندي فرنسي واستطاع فرض شروطه وأوامره في مصر من خلال البوستر الذي يضم قرارات نابليون بلغة عربية بسيطة ومزودة ببعض الرسومات ومعلق على مداخل وأبواب الحارات المصرية، وبعدها عرف الناس الصحافة وفن البوستر مع وجود الفرق المسرحية منذ بداية الربع الثاني من القرن ال 19.

وأكد هشام المظلوم، أن مدارس فن التصميم تضم 5 فروع منها التصميم المعماري والصناعي وثلاثي الأبعاد والأزياء والمجوهرات والجرافيك وأن العناصر الأساسية للتصميم من الناحية الفنية تعتمد بساطة الفكرة المطروحة، وقوة التصميم والمضمون، ومدى ارتباطه بالحدث.

وتحدث المظلوم عن الجانب التقني في الملصق ومن ذلك أن لا يشتمل على أكثر من 3 ألوان، وأن يحافظ على المضمون والقراءة وقوة الوضوح، وأن يخضع للتصغير والتكبير دون أن يفقد معالمه الرئيسية. ومن التقنيات المهمة التي تحدث عنها المظلوم ضرورة أن يكون الملصق بسيطاً وواضحاً في فكرته. وتحدث عن أول ملصق عالمي صمم في لندن في القرن الخامس، وأقدم ملصق مطبوع في فرنسا منذ عام 1477 له بالضرائب والملكية، وأن بدايات الملصق الحديث تعود إلى القرن التاسع عشر مع بداية ظهور الطباعة.

وتحدث المظلوم عن ظهور الملصق في الدول العربية؛ في مصر الرائدة في هذا المجال، مرورا

بلبنان والعراق، منوها بدور المسرح في بروز فن الملصق من خلال الإعلانات المسرحية والسينمائية.

حضور قوي

وأكد المظلوم أن الملصق السياسي أكثر تأثيراً في هذا المجال وهذا ما نراه في الملصقات التي تتطرق إلى القضية الفلسطينية، كما كان لهجرة بعض الفنانين العرب دور مهم في تطوير فن الملصق، وتحدث عن إيران التي تعد من الدول الإقليمية التي تعمل في مجال فن تصميم الملصق بشكل قوي ومبتكر.

وعن تاريخ الملصق في الإمارات، ذكر المظلوم أنه قبل تأسيس الدولة كان للوجود الهندي في المنطقة دور في التعريف بفن الملصق، ومع ازدهار الطباعة والاستقرار الاقتصادي أصبح للملصق حضور قوي ومبهر محليا من خلال المؤسسات التعليمية والأكاديميات.

وتحدث كذلك عن مشكلة عدم دراسة فن الخط العربي مع التصميم، حتى يتم المزج بين الملصق وبين الخط وتصميم البوستر بشكل مبتكر وأصيل. وأكد أهمية تركيز المصممين على الخط العربي ودور ذلك في إبراز الهوية العربية.

الملصق والأحداث الوطنية

بدوره عرف خالد الجلاف الملصق بأنه إعلان ورقي مطبوع أو إعلان معروض للجمهور، ويستخدم كلمة «بوستر» ككلمة معربة، وللملصق عدة استعمالات سواء كان الترويج لمنتج أو حدث معين، كالأحداث الوطنية أو المهرجانات الاقتصادية والسياسية والفنية أيضاً.

وأكد الجلاف ضرورة أن يكون الملصق لافتاً لانتباه المارة، وأنه لا توجد طريقة محددة لتحقيق ذلك، فهي تعتمد على خبرة الفنان مصمم الملصق إضافة إلى موهبته.

وتحدث الجلاف عن خصائص الخط العربي بأنه يقبل التشكيل بأي شكل هندسي دون أن يطرأ على جوهره أي تغيير، وهو فن يقارب الأشياء ويقاربها نسبياً، وهي ميزة لا توجد في أي خط آخر، فمثلاً تم تشبيه الحاجب بحرف النون، والعين بحرف العين، والفم بحرف الميم وهكذا، كما تحدث عن تنوع مفردات الخطوط العربية وتعدد صور حروفها مما منح الخط العربي جمالية خاصة، كما تحدث المقاييس والنسب المقننة للحروف فلكل حرف من الحروف حقه من الطول والقصر والسعة والضيق والهيئة وهو بمثابة القانون الذي ينظم أشكاله ويضبط سلوك مفرداته، وقد تمت الاستعانة به لإضفاء جماليات على العمارة والحلي والمجوهرات والأسلحة والنسيج وغيرها من الاستخدامات.

وتحدث الجلاف، عن مزايا استخدام الخط العربي في فن الملصق، لما يتمتع به من انسيابية ومرونة، وذلك يبرز صفة الهوية العربية للملصق.

«الإمارات الدولي للملصق»

وتناول الدكتور عرفات النعيم دور الملصق وعلاقته بالوعي وبالتحولات الاجتماعية ووسائل استخدامه في تعزيز الثقافة البصرية، وأكد أنه شكل من أشكال التواصل البصري لتبادل المعلومات، والأفكار، والاستجابة للقضايا المحلية والعالمية وتعزيز المنتجات والخدمات، وهو يعتبر أكثر أشكال الجرافيك المعاصر قوة وأكثرها تأثيراً.

وناقش تجربة الملصق عربيا انطلاقاً من الملصقات المسرحية والسينمائية في بداية القرن العشرين والملصق السياسي في الستينات والسبعينات والثمانينات، وأبرز معارض الملصق التي تم تنظيمها في الساحة العربية كالمعرض الدولي لملصقات الحائط / بغداد عام 1979، ومعرض أفضل مئة ملصق عربي ومهرجان الإمارات الدولي للملصق.

وأشار إلى أن مهرجان الإمارات الدولي للملصق، يعد التجربة الأبرز في هذا المجال لاستمراريته واستقطابه لأعلام فن الملصق في العالم، ولكونه إطاراً إبداعياً أطلقته «الثقافة والعلوم» بدبي لتعزيز مكانة التصميم والابتكار في الإمارات والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولأنه مهم للتعريف بالمنجز الثقافي والإبداعي الإماراتي والعربي محلياً وإقليمياً ودولياً.

وجاء النعيم على مهرجان الإمارات للملصق الذي كان جزءاً من أسبوع التصميم في دبي، وكانت دورته الأولى حول «عام التسامح» واستقطبت 365 مصمماً من نحو 200 دولة، وكانت دورته الثانية حول الأمل واستقطبت 170 مصمماً من 56 دولة. والثالثة للمهرجان تنظم هذا العام وتتزامن مع «دبي إكسبو 2020» وموضوعها «تواصل العقول وصنع المستقبل»، وأسبوع التصميم في دبي 2021، ويضم 192 ملصقاً لأعلام فن الملصق في 52 دولة وهو عدد الدول المشاركة في «دبي إكسبو ٢٠٢٠».

نموذج غرافيكي

وذكر تاج السر حسن، أن الملصق هو نموذج تصميم غرافيكي (رقمي)، وله أهمية وفاعلية في جذب انتباه الجموع، وله أيضاً استخدامات في الوسائل التعليمية وأن له رسالة نصية صورية، قد تأتي مركزة أو مختزلة في مكونها في الصورة أو الرسم أو الغرافيك.

كما تحدث عن تأسيس (الرسالة/ الملصق) أو بلورته (كرسالة) تواصلية لها تاريخ في الحضارة الإنسانية منذ قوانين حمورابي والنصوص البابلية، والنقوش وكتابات الحضارة المصرية، وأيضاً المعلقات الشعرية على أستار الكعبة، وهناك أمثلة كثيرة عبر القرون.. أنتجت كمخطوطات منها الفرمانات العثمانية المعروفة.

وتحدث تاج السر عن تطور مفهوم الملصق (كرسالة) بعد تأسيس تقنية الطباعة والتقدم في صناعة الورق بعد القرن الخامس عشر؛ حيث صار ممكناً طباعة العديد من النسخ من رسالة واحدة وتوزيعها أو لصقها.

وتحدث حول مدى إفادة التطورات التقنية في انتشار الملصق كالتطبيقات الرقمية واستخدامات الفيديو ووسائل البث عبر السوشال الميديا.

تحديات

أكد محمد المر، أن فن الملصق لم يلق اهتماماً يليق به على المستوى العربي، وهو ضعيف مقارنة بنظيره العالمي، كما أشاد بجهود «الثقافة والعلوم» وتعريفها بفن الملصق إلا أن تلك الجهود بحاجة إلى مزيد من الإبراز، والحضور الجماهيري سواء مباشرة أو عبر التقنيات ووسائل التواصل، وهذا يفرض تحديات على مصممي الملصق.

وأكد أن فن الملصق من الفنون المهمة التي تحتاج إلى متابعة وبحث فهو إبداع يعكس أبرز التحولات الاقتصادية والثقافية والسياسية في العالم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"