جائزة النمذجة

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

لا شك أن النمذجة باتت من المسائل المحورية في مختلف القطاعات، ولكن عندما نتحدث عن التعليم عموماً فإنها تغدو حاجة ملحة، نظراً لمخرجاتها فكيف بها إذا كانت تتعلق بأصحاب الهمم على وجه التحديد، لا سيما أن مفهوم مدرسة نموذجية ينطوي على الكثير، إذ إن مدرسة نموذجية تعني مدرسة تعد إعداداً خاصاً لتكون نموذجاً لغيرها.
وبما أن الحديث عن التعليم وتعليم فئات أصحاب الهمم تحديداً، فمن الضروري التطرق إلى الخطوة الكبيرة التي اتخذتها الدولة عندما قررت دمجهم في المدارس، ضمن مشروع تعليمي كبير، ما أدى إلى نتائج إيجابية، انعكست على هذه الفئة التي بات أصحابها أكثر تقبلاً وقدرة على التواصل والإبداع.
وبهذه الخطوة التي رافقها توفير بيئة مثالية، تشتمل على جميع الخدمات، وتلبي احتياجات أصحاب الهمم، تحولت المنظومة التعليمية في الدولة عموماً وفي إمارة الشارقة خصوصاً إلى أيقونة تسعى إلى الوصول بهذه الفئة إلى ما بعد الجامعة، حيث يكونون عناصر مؤثرة في مجتمعهم، ويشغلون مراكز قيادية في مختلف القطاعات وشتى المجالات.
وما اختياري الحديث في مقالة هذا الأسبوع عن المدارس النموذجية إلا لسبب جلي يدعو إلى الفخر والاعتزاز، وهو حصول مدرسة الأمل للصم التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، على لقب المدرسة النموذجية طيلة 6 أعوام من شركة مايكروسوفت، وحصول 17 من معلميها على لقب خبير.
أما كيف تمكنت هذه المدرسة أن تكون نموذجاً حياً لغيرها من المدارس والمؤسسات التعليمية؟ فالإجابة عن هذا التساؤل يسيرة جداً، إذ إنها وجدت في العالم الافتراضي وفرة في الخيارات، فانتقت أفضلها وسخرتها في خدمة منظومتها التعليمية، كما عملت على تدريب الكادر التعليمي ومكنت قدراته ورفدته بتجارب وخبرات جديدة، فاستحقت هي وكادرها التعليمي تلك الألقاب.
إذاً، ليس من الصعب أن تتحول جميع مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية إلى نموذجية بامتياز، إذ إن عليها فقط دراسة وتقييم مستوى الطلبة، ومعرفة توجهاتهم، والكشف عن مواهبهم وقدراتهم، ثم اللجوء إلى البرامج الرقمية التي تتناول أساليب التعامل، وطرق التدريس في ضوء النتائج المتوفرة لديهم أي لدى إدارات المدارس حول طلبتها.
كما أن إمارة الشارقة شأنها شأن الإمارات الأخرى، توفر لمدارسها مناخاً تعليمياً متميزاً، وتوفر لها المنصات والأدوات اللازمة، التي من شأنها الارتقاء بالعمل التربوي، فضلاً عن أنها تكرم مدارسها التي تستطيع التميز، من خلال تقديم طرائق وأساليب جديدة تفضي إلى نتائج نوعية.
مما لا شك فيه أن المدارس النموذجية باتت اليوم تحظى بمكانة متميزة وسمعة كبيرة أعطاها زخماً كبيراً، كونها تجربة تربوية متطورة وجدت دعماً في الدولة، وأثبتت نجاحاً في العديد من الجوانب كونها تمثل بيئة خصبة للإبداع والتميز، وليس على مدارسنا سوى بذل مجهود أكبر حتى تتمكن من اجتياز حاجز النمذجة، والحصول على جوائز تنير سجلاتها، لتخرج لنا أجيالاً متفوقة ومتمكنة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"