عادي
وجه من فنزويلا

رفائيل كاديناس... فيزياء الذاكرة

23:45 مساء
قراءة دقيقتين

إعداد: علاء الدين محمود
سيكون زوار إكسبو 2020 على موعد مع المتعة والجمال في جناح دولة فنزويلا، وستكون في انتظارهم مساحة مستوحاة من أعمال الفنان العظيم «كارلوس كروز دييز»، أستاذ الفن الحركي وأحد أكبر رواده، وسيتنقل الزوار إلى ذلك البلد اللاتيني الجميل بمقاطعاته ال8، حيث سيستمتعون بإرثه الجغرافي والثقافي الرائع، وستكون الفرصة سانحة لتذوق الأصناف الفنزويلية الأصلية والتقليدية، بدءاً من الأطباق الشهية، وحتى المشروبات، والقهوة، والشوكولاتة، وهناك فرصة سانحة لالتقاط صورة ذاتية «سيلفي»، بخلفية تزينها شلالات «آنجل»، المهيبة.

تعتبر فنزويلا بلداً متعدد الثقافات، وهي غنية بكل أشكال وأنواع الفنون والتي لها تاريخ طويل، وتركز في الأصل على الزخارف التي تعبر عن حضارة قديمة، وتطور ذلك الأمر إلى مختلف أشكال الفنون الحديثة من رسم وتشكيل وغيره، ويتصدر المشهد الإبداعي في مجال الفن التشكيلي العديد من الأسماء الكبيرة التي لقيت شهرة عالمية بأعمال وممارسات متفردة، ويعتبر المتحف الفني الوطني في العاصمة كاراكاس مثالاً للمؤسسة التي تحافظ على الإبداعات الفنية، وتشتهر فنزويلا كذلك بالتراث الموسيقي والرقص بأنماطه وأشكاله المختلفة من التقليدي إلى الحديث.

وحكاية فنزويلا مع الأدب بأنواعها المختلفة من شعر وسرد قديمة، منذ الممارسات الشفاهية من قصص وحكايات شعبية وحتى الإبداع بصورته الحديثة وتياراته المنفتحة والمتعددة، حيث تشهد فنزويلا حركة أدبية مزدهرة وتضم نجوماً لامعين في سماء الكتابة الإبداعية مثل: «فرناندو كاستيو»، و«أوجينيو مونتيجو»، و«مارييلا كورديرو»، و«تيريزا دي لا بارا»، وغيرهم من الأصوات الشعرية والسردية التي أثرت في المشهد الأدبي الفنزويلي ووثقت لمختلف القضايا الوطنية والثقافية هناك.

ويعتبر الشاعر «رفائيل كاديناس»، المولود عام 1930، أحد أهم الأصوات الأدبية في فنزويلا، وهو أستاذ جامعي ومترجم؟ وكان ضمن تيار ومجموعة «المائدة المستديرة»، وهي جماعة أدبية معروفة هناك، بدأت مسيرته الشعرية منذ الستينات من القرن الماضي، وجرب حياة النفي والعزلة والاعتقال بسبب أفكاره، حيث فر إلى جزيرة ترينيداد ومكث فيها حتى عام 1957.

يوصف بأنه الشاعر الخجول أو قليل الكلام، فقد كان يميل كثيراً إلى الصمت والابتعاد عن الحياة الصاخبة، ومن أهم مؤلفاته الشعرية «دفاتر المنفى»، و«نصب تذكاري»، و«عاشقة»، وغيرها من الأعمال، ومسيرته مرصعة بالجوائز الكبيرة، في قصائده ثمة غموض وقوة يضيفان للشعر قوة ومهابة كأنه يقترح نوعاً جميلًا من فيزياء الذاكرة، حيث لا يمكن حصر الشعر بالزمن والمنفى والحدود.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"