حذرت وكالات أممية من أن أكثر من نصف الأفغان يواجهون «انعداماً حاداً في الأمن الغذائي»، وأعلنت روسيا أنها سترسل مساعدات «خلال أيام»، ودعت الغرب إلى دعم أفغانستان اقتصادياً، في وقت اجتمع وزير خارجية الصين مع وفد من حكومة طالبان، وتعهدت الحركة بحماية بعثة الاتحاد الأوروبي في البلاد، وفي حين قال المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان المستقيل: إن واشنطن لم تمارس ضغطاً كافياً على الرئيس السابق أشرف غني، قال مسؤول في طالبان: إن الحركة لم تكن تريد انهيار الحكومة السابقة، وكانت تعتقد أنه كان من الممكن وقف الحرب وإطلاق مفاوضات جادة.
تحذير من أزمة إنسانية
حذّرت وكالات تابعة للأمم المتحدة، أمس الاثنين، من أن أفغانستان على شفير إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، في وقت يواجه أكثر من نصف السكان «انعداماً حاداً في الأمن الغذائي». وأفادت الوكالات أن أكثر من 22 مليون أفغاني سيعانون انعداماً في الأمن الغذائي هذا الشتاء، في وقت يفاقم الوضع الجفاف المدفوع بتغيّر المناخ. وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي: «هذا الشتاء، سيجبر ملايين الأفغان على الاختيار بين الهجرة والمجاعة إلا إذا تمكّنا من زيادة مساعداتنا التي يمكن أن تنقذ حياة السكان». وأضاف في بيان: «تعد أزمة أفغانستان الإنسانية حالياً من بين الأسوأ في العالم، إن لم تكن الأسوأ، فقد انهار الأمن الغذائي». وحذر «نحن في مرحلة العد التنازلي لكارثة وإن لم نتحرّك فوراً، فسنكون أمام كارثة كاملة».
مساعدات روسية
قال ضمير كابولوف، مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين الخاص بأفغانستان، أمس الاثنين، إن موسكو سترسل مساعدات إنسانية إلى أفغانستان في غضون الأيام المقبلة؛ وذلك فيما تستعد قوى إقليمية لبحث الأزمة التي تشهدها البلاد خلال جولة جديدة من المحادثات الشهر المقبل. وقال كابولوف: إن باكستان تأمل في عقد اجتماع يشمل أيضاً روسيا والصين والولايات المتحدة، في إسلام آباد في النصف الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني.
ودعا كابولوف الغرب لمساعدة أفغانستان اقتصادياً لمنع البلد الذي يواجه أزمة إنسانية وأمنية خطرة، من الانزلاق إلى تجارة المخدرات والإرهاب. وقال للصحفيين: «إذا حاول الغرب خنق أفغانستان بالجوع فلن يكون أمامها من خيار سوى اللجوء إلى تهريب المخدرات». وأضاف: إن جزءاً من الأفغان الفقراء «إما إنهم سينضمون إلى منظمات إرهابية وإما سيتدفقون على أوروبا».
محادثات صينية مع طالبان
قالت وزارة الخارجية الصينية، أمس الاثنين، إن وزير الخارجية وعضو مجلس الدولة وانغ يي سيلتقي بوفد من حكومة طالبان الأفغانية المؤقتة خلال زيارته لقطر يومي أمس الاثنين واليوم الثلاثاء. وقال المتحدث وانغ وين: إن الجانبين سيتبادلان الرأي بخصوص الوضع في أفغانستان والقضايا «ذات الاهتمام المشترك».
تعهد بحماية البعثة الأوروبية
تعهدت حكومة طالبان، أمس الاثنين، بضمان أمن أي بعثة جديدة للاتحاد الأوروبي في كابول فيما تدرس بروكسل خطوة العودة إلى البلاد بحذر.
وقال مسؤول أوروبي لوكالة فرانس برس «يمكننا أن نؤكد أننا نعمل على إعادة حد أدنى من الوجود على الأرض».
وقال المتحدث باسم خارجية طالبان عبد القهار بلخي الاثنين: إن إعادة فتح بعثة الاتحاد الأوروبي ستكون «خطوة سليمة وإيجابية نرحب بها». وأضاف: «مثلما يتم ضمان أمن السفارات الأخرى في كابول سيتم ضمان أمن سفارة الاتحاد الأوروبي وموظفيه».
أعرب المبعوث الأمريكي السابق لأفغانستان زلماي خليل زاد، عن أسفه لأن واشنطن لم تمارس ضغطاً كافياً على الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني للموافقة على تقاسم السلطة مع طالبان، وفق ما جاء في مقابلة معه بثتها شبكة «سي بي إس».
من جهته قال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم «طالبان» ونائب وزير الثقافة والإعلام إن الانهيار السريع الذي شهده النظام السابق: «أضر بأفغانستان، لأنه لو تمكنا من وقف الحرب وإطلاق مفاوضات بناءة، لكان الوضع يختلف نحو الأفضل عما هو عليه الآن.. كان يمكن تفادي انهيار المؤسسات وفرار الناس من البلاد».
(وكالات)
