دبي: «الخليج»
كشفت ورقة بحثية جديدة أصدرتها مؤسسة فروست آند سوليفان للأبحاث والاستشارات عن تعافي سوق الخدمات اللوجستية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي من التداعيات الناجمة عن أزمة كوفيد-19، كما توقعت إسهام قطاع التجارة الإلكترونية المُزدهر في المنطقة في دعم نمو قطاعات التخزين والشحن والطرود خلال العام المقبل.
وأشار التقرير، المكون من 17 صفحة تحت عنوان «سلسلة التوريد والخدمات اللوجستية في دول مجلس التعاون الخليجي: أبرز الأولويات في رحلة التحول الرقمي»، إلى وجود زيادة بنسبة 15% في عدد الحاويات في الخليج خلال النصف الأول من العام الجاري، مع استحواذ الإمارات والسعودية على 83% من إجمالي سوق الخدمات اللوجستية في المنطقة لعام 2021.
وتم إعداد الورقة البحثية خصيصاً بمناسبة انطلاق معرض ماتيريالز هاندلينج ميدل إيست 2021، المعرض التجاري الإقليمي المتخصص بحلول المستودعات ونُظُم اللوجستيات وسلاسل التوريد، حيث تحدد الصعوبات التي يفرضها اعتماد حلول تكنولوجية متدنية المستوى على تحسين أداء القطاع في دول مجلس التعاون الخليجي على خلفية زيادة الطلب على التجارة الإلكترونية العابرة للحدود والتغيّر الذي طرأ على أولويات الرؤية الوطنية باتجاه أداء الخدمات اللوجستية.
ويُظهر التقرير أيضاً مدى انقسام قطاع الخدمات اللوجستية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي بين عدد كبير من الشركات الخدمية الصغيرة والمتوسطة، لا سيما في ضوء العمليات التي تفتقر للكفاءة، وضعف ممارسات إدارة سلاسل التوريد، ونظم تكنولوجيا المعلومات وبُناها الأساسية القديمة.
وأشار التقرير إلى أنّ «ممارسات إدارة خدمات النقل والتخزين تفتقر إلى الكفاءة بسبب ضعف إمكانات إدارة الأساطيل وسوء استخدام الأصول اللوجستية».
وأضاف التقرير: «أسفرت التكاليف الاستثمارية العالية المرتبطة بالتحول الرقمي عن إبطاء وتيرة اعتماد الحلول الرقمية. ويُعتبر نقل البضائع والتسليم للمستخدم النهائي من أبرز جوانب ضعف الكفاءة في سوق الخدمات اللوجستية في دول مجلس التعاون الخليجي».
وأوصى التقرير بضرورة «تركيز مزودي الخدمات اللوجستية في المنطقة على تحسين الكفاءة التشغيلية لديهم وتعزيز أداء أصولهم للبقاء في الصدارة، لا سيما في ضوء ازدياد المنافسة من جانب مزودي الخدمات العالميين».
إعادة صياغة الخدمات
ووجد التقرير «أنّ تقييم عروض الخدمات وإعادة صياغتها باستمرار سيكون عاملاً جوهرياً في وضع الاستراتيجية الكفيلة بتعزيز التنافسية وضمان الحصة في سوق المنطقة. إذ يفتح التحول الرقمي آفاقاً جديدة للنمو على المدى المتوسط. وتُشير جميع التوقعات إلى أنّ التركيز سيبقى موجهاً نحو أتمتة التخزين ومنصات الشحن الرقمية والابتكارات في شريحة التسليم للمستخدم النهائي. بينما ستكون شرائح التخليص الجمركي وتحديث البنية التحتية للموانئ ومراكز التجارة الإلكترونية من أبرز المستفيدين من عملية التحول الرقمي».
ويحتضن معرض ماتيريالز هاندلينج ميدل إيست 2021 ما يزيد عن 50 جهة عارضة، من أجل استعراض أحدث ابتكاراتها وحلولها التكنولوجية الكفيلة بحلّ أبرز التحديات التي يُواجهها مديرو المخازن وسلاسل التوريد في الوقت الراهن.
وتتراوح هذه الجهات من المنصات الصديقة للبيئة، وحلول التخزين والانتقاء الآلية، ورسم خرائط المستودعات باستخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي ثلاثي الأبعاد، إلى المعدات التقليدية مثل شاحنات المستودعات، ومعدات المناولة عن بُعد، وجرارات السحب، والرافعات، والتعبئة والتغليف.
وتشمل الفعالية، التي تمتد لثلاثة أيام وتنعقد كُل عامين، مؤتمر سكايلكس، الذي ت يسلط الضوء على أحدث الحلول التكنولوجية الأساسية والاستثمارات التي يتوجب على القطاع اعتمادها للحفاظ على ميزته التنافسية على الصعيد العالمي وتحقيق إمكانات وطموحات الرؤى الوطنية لدول مجلس التعاون الخليجي، بدءاً من الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والدرون والمركبات ذاتية القيادة، ووصولاً إلى حلول شفافية سلسلة التوريد وتعزيز سعة المستودعات.
جميع القطاعات
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال جوشويه باولوس، مدير عام المعرض لدى ميسي فرانكفورت ميدل إيست، الجهة المنظمة لمعرض ماتيريالز هاندلينج ميدل إيست: «يبحث القطاع في الحلول الذكية الكفيلة بتحسين إدارة الوقت وتعزيز الإنتاجية وتسهيل الاستخدام الفعال للمساحات المطلوبة لتلبية المتطلبات اللوجستية لرؤى حكومات المنطقة في مجالات التحول الصناعي والتصنيع»
وتابع قائلاً: «تحتاج جميع القطاعات بلا استثناء لهذه التحسينات في قطاع الخدمات اللوجستية. وتتداخل الحلول الذكية لمناولة المواد مع حلول التخزين بشكل وثيق؛ من السلع الاستهلاكية سريعة التداول إلى التصنيع ومن قطاع النفط والغاز وصولاً إلى التجزئة، لضمان تطوير منظومات تسليم حساسة من حيث الوقت وقادرة على فتح آفاق جديدة بالكامل لنمو الأعمال».
وتنطلق فعاليات معرضي ماتيريالز هاندلينج ميدل إيست وهايبرموشن دبي بين 2-4 نوفمبر المقبل في مركز دبي للمعارض في موقع إكسبو 2020 دبي.
