بعدما فاجأت محللي «وول ستريت» بنتائجها القوية عن الربع الثالث، ها هي «تيسلا» تفاجئ الجميع بالصعود الصاروخي لسهمها الذي تجاوز ال 1000 دولار، بعد يوم على تحقيقه رقماً قياسياً أهدى الشركة التي أسسها إيلون ماسك مكانة بين العمالقة بقيمة تتجاوز التريليون دولار.
ويقول آدم جوناس، المحلل في مجموعة «مورجان ستانلي» إن النتائج المتميزة الأخيرة للشركة كانت مهمة جداً، فعلى الرغم من النقص الموثق في الإمدادات على مستوى قطاع السيارات، تمكنت «تيسلا» من تحقيق نمو استثنائي، حيث تخطت مبيعاتها حاجز المليون وحدة، ووصلت إلى هذا الإنجاز بسهولة قبل 6 أشهر من توقعاته.
وهناك أمر أكثر إثارة للإعجاب، ففي الوقت الذي أظهرت فيه بيانات شركة «آي أتش أس ماركتس» تراجع الإنتاج العالمي للسيارات بنسبة 19.8% في الربع الثالث من 2021 على أساس سنوي، تمكنت «تيسلا» من زيادة مبيعاتها خلال نفس الفترة بنسبة 73% على أساس سنوي.
وتأتي هذه النتائج المبهرة في الوقت الذي يعاني فيه قطاع السيارات العالمي من نقص في موارد أشباه الموصلات وصعوبات في سلاسل التوريد واللوجستيات. وحققت «تيسلا» أكثر من 10 آلاف دولار من الأرباح قبل احتساب الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك عن كل سيارة باعتها.
وبحلول عام 2030، يتوقع آدم جوناس أن تسلّم «تيسلا» 8.1 مليون سيارة، صعوداً من توقعات سابقة تبلغ 5.8 مليون وحدة، كما رفع السعر المستهدف لسهم الشركة إلى 1200 دولار، أي بزيادة قدرها 17% عن المستوى الحالي لسعر السهم.
ثروة ماسك
وتنعكس هذه الأنباء إيجاباً على ثروة الرئيس التنفيذي للشركة، إيلون ماسك، حيث أصبحت ثروته الآن أكثر قيمة من شركة «إكسون موبيل» للنفط والغاز. وتوضح آخر البيانات الصادرة عن مؤشر «بلومبيرج» للمليارديرات، أن ثروة أغنى رجل في العالم ارتفعت إلى 288.6 مليار دولار. وجاءت المكاسب البالغة 36.2 مليار دولار في ثروة ماسك، في أعقاب ارتفاع سعر سهم «تيسلا» إلى حدود ال 1000 دولار بعد أن طلبت شركة «هيرتز جلوبال هولدينجز» للتأجير 100 ألف سيارة كهربائية من صنع الشركة.
وقد يبدو تجاوز قيمة إحدى الشركات في عالم الاقتصاد التقليدي «إكسون موبيل» علامة فارقة لا مفر منها في مسار ماسك. لكن سعر سهم شركة النفط لم يتغيّر هذا العام. وعلى الرغم من أن ماسك قد تجاوزها في بداية عام 2021، إلا أن شركة «إكسون موبيل» تفوقت على الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا مع ارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي. لكن مع استمرار دعوات التحول إلى الطاقة النظيفة فقد يساهم ذلك في تحفيز المزيد من مبيعات السيارات الكهربائية، كما قد يغذي ذلك التوقعات بأن يصبح ماسك أول تريليونير في العالم، وفقاً لتوقعات «مورجان ستانلي» قبل أسبوع.
المبيعات في الصين
بلغت مبيعات شركة تيسلا في الصين ما يقرب من نصف حجم ما تبيعه شركة صناعة السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة. وأعلنت الشركة عن مبيعات بقيمة 3.11 مليار دولار في الصين خلال الربع الثالث من العام الجاري، أو ما يقدر بنسبة 48.5% من مبيعاتها في الولايات المتحدة البالغة 6.41 مليار دولار في نفس الفترة، وفقاً لنشرة صادرة عن الشركة. وتظهر النشرة أن هذه النسبة ارتفعت عن 41.4% قبل عام، لكنها أقل بنسبة 10% عن عام 2018.
وارتفعت حصة الصين من إجمالي مبيعات «تيسلا» إلى 22.6% في الربع الثالث، مقارنة بأقل من 20% قبل عام.
وافتتحت الشركة مصنعاً ضخماً في شنجهاي، وسلمت أسطولها الأول من السيارات للعملاء المحليين قبل تفشي فيروس «كوفيد-19» في يناير 2020 مباشرة، كما بدأت في تسليم الدفعة الثانية من سياراتها في البلاد هذا العام.
وعلى الرغم من الانتقادات من وسائل الإعلام الحكومية ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، لا تزال سيارات تيسلا الكهربائية تحظى بشعبية كبيرة في الصين.
(وكالات)
