عادي
كاليفورنيا .. أسوأ أزمة مائية منذ قرن

تقرير دولي: تغير المناخ يجفف بحيرات العالم

22:19 مساء
قراءة 3 دقائق

إعداد: مصطفى الزعبي

أظهر فريق بحث دولي بقيادة الجامعة الحرة في بروكسل، أن البحيرات تتغير في جميع أنحاء العالم ويعود هذا إلى التغيرات العالمية في درجة الحرارة التي تسببها انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الهائلة منذ الثورة الصناعية.

وطور العلماء العديد من عمليات المحاكاة الحاسوبية مع نماذج من البحيرات على نطاق عالمي؛ حيث شغلوا سلسلة من النماذج المناخية، ووجد الباحثون أوجه تشابه واضحة بين التغييرات الملحوظة في البحيرات والمحاكاة النموذجية للبحيرات في مناخ متأثر بانبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى جانب قياس التأثير التاريخي لتغير المناخ. وحلل الفريق سيناريوهات مناخية مختلفة في المستقبل.

وقال البروفيسور لوك جرانت من الجامعة الحرة والباحث الرئيسي: «مع استمرار زيادة التأثيرات في المستقبل، فإننا نخاطر بإلحاق أضرار جسيمة بنظام البحيرات، بما في ذلك جودة المياه ومجموعات الأنواع السمكية».

وأضاف جرانت: «تغير المناخ الذي يسببه البشر قد أثر في البحيرات وتشير توقعات درجات حرارة البحيرة وفقدان الغطاء الجليدي بالإجماع إلى اتجاهات متزايدة في المستقبل لكل درجة مئوية زيادة في درجة حرارة الهواء العالمية، تشير التقديرات إلى ارتفاع درجة حرارة البحيرات بمقدار 0.9 درجة مئوية وتفقد 9.7 يوماً من الغطاء الجليدي». إضافة إلى ذلك، كشف التحليل عن اختلافات كبيرة في التأثير على البحيرات في نهاية القرن، اعتماداً على التدابير التي يتخذها الإنسان لمكافحة تغير المناخ.

وقال العلماء: «تؤكد نتائجنا الأهمية الكبرى لاتفاقية باريس لحماية صحة البحيرات في جميع أنحاء العالم، وإذا تمكنا من خفض انبعاثاتنا بشكل كبير في العقود المقبلة، فلا يزال بإمكاننا تجنب أسوأ العواقب على البحيرات في جميع أنحاء العالم». وأكدت الدراسة ما أعلنته إدارة الموارد المائية في كاليفورنيا التي قالت إن العام الحالي الأكثر جفافاً من حيث هطول الأمطار خلال قرن من الزمن، ويخشى مركز المناخ الإقليمي الغربي بولاية كاليفورنيا أن الأشهر ال 12 المقبلة قد تكون الأسوأ. وقارن علماء المناخ ظروف الجفاف التي امتدت لعامي 2020 و2021 بجفاف 1976-1977، والتي تضمنت أدنى مستوى في كاليفورنيا للجريان السطحي على مستوى الولاية في سنة مائية واحدة، وكان متوسط هطول الأمطار في 1976 و1977،28.7 بوصة، مقارنة في 2020-21، كان 28.2 بوصة. وقدر تقرير فيدرالي الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الجفاف في 1976-1977 بأكثر من مليار دولار، ويخشى البعض من أن الجفاف يمكن أن يشل نظام المياه في الولاية.

نفس المخاوف

أعاد الجفاف الحالي لسنوات عدة إحياء نفس المخاوف؛ حيث استنفدت الخزانات وصدرت إعلانات الجفاف الطارئة في 50 من أصل 58 مقاطعة في كاليفورنيا. دعا حاكم الولاية جافين نيوسوم سكان كاليفورنيا إلى تقليل استخدام المياه طواعية بنسبة 15٪، ويقول مسؤولو الولاية إنهم قد يفرضون قيوداً إلزامية على المياه إذا استمر الجفاف هذا الشتاء.

وتشير خريطة مراقبة الجفاف في الولايات المتحدة، وهي خريطة يتم تحديثها أسبوعياً تظهر الظروف المتعلقة بالجفاف في الولايات المتحدة، إلى أن أكثر من 87٪ من ولاية كاليفورنيا تعاني جفافاً شديداً أو استثنائياً، مع وجود ما يقرب من نصف الولاية في أسوأ فئة. وقال دانييل ماكيفوي، عالم المناخ في مركز المناخ الإقليمي الغربي: «إن بحيرة نيفادا، وهي مصدر رئيسي للمياه في لوس أنجلوس والغرب، تتراجع منذ عام 2000، والانتعاش قاتم، إنه حتى لو كانت هناك سنة مائية رائعة في الطريق، فلن تقترب حتى من إعادة ملء بحيرة ميد».

وأدت درجات الحرارة الأكثر دفئاً على نحو متزايد إلى تبخر هطول الأمطار وذوبان الجليد بشكل أسرع بكثير مما كان عليه في السنوات السابقة، وفقاً لدراسة حديثة أجرتها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"