عادي

وضاعت الوظيفة

22:13 مساء
قراءة 3 دقائق
محكمة
محكمة

كتب: أمير السني

حضرت (ف.ع) إلى البلاد، بعد أن غادرت وطنها وهي تبحث عن الرزق من أجل مساعدة أهلها الذين يعيشون حياة فقيرة، وقررت أن تجتهد في العثور على وظيفة، وانخرطت مع زميلاتها اللاتي جئن معها من البلد في التقديم لعدة وظائف، وحصلت على وظيفة عاملة منزلية من أحد مكاتب العمالة، حيث حضرت مواطنة إلى المكتب تريد عاملة منزلية وتم اختيار (ف.ع) لتعمل معها، وذهبت معها إلى المنزل.

 بدأت المواطنة في تعليمها المهام الموكلة إليها وهي نظافة المنزل، ورعاية الأطفال، والاهتمام بهم وغسيل ملابسهم، والخروج معهم، في حين تتولى عاملة أخرى مهمة الطبخ ونظافة المطبخ. 

وكانت تخرج مع صاحبة المنزل إلى السوق لشراء متطلبات المنزل، من خضار وأدوات نظافة، وبعدها صارت تعتمد عليها في الذهاب إلى السوق، وفي أحد الأيام ذهبت (ف.ع) إلى المركز التجاري برفقة السائق لشراء بعض الحاجيات، والتقت بشخص من جنسيتها ولاحظت اهتمامه بها ومتابعه لحركتها داخل مركز التسوق، وحاول التقرب منها إلا أنها خافت في بداية الأمر، لكنها بدأت تستجيب لنظراته وتبادله الابتسامة، وتقرب إليها أكثر وهمس إليها بأن تعطية رقم جوالها واستجابت على الفور، وبعدها غادرت إلى المنزل.

وبدأت العلاقة بينهما تتطور وصارا يتبادلان الرسائل عبر (الواتس آب) ويتحدثان طوال الليل واستمرا لعدة شهور يلتقيان في السوق، وأحياناً في الكورنيش في إجازتها الأسبوعية، وفي يوم أخبرها أنه يريد الزواج منها ولم تسعها الفرحة بأن حلمها الذي تريده كل فتاة سيتحقق، وتترك الوظيفة التي جعلتها تتغرب عن أسرتها وتعود معه إلى بلدها وتصبح ربة منزل لترتاح من تعب الحياة وتتفرغ لبناء أسرة.

وبعد أن توطدت العلاقة صار حبيبها يطلب منها طلبات غريبة، حيث أخبرها بأن تسهل له دخول المنزل الذي تعمل فيه ليلتقي بها ويجلسا في الغرفة المخصصة لها، والتي تقع في الجزء الخلفي من المنزل وفيه باب صغير يطل على الشارع تستقبل منه (ف.ع) طلبات المنزل من البقالة أو توصيل الوجبات ودخول عمال الصيانة في حال حدوث عطل كهربائي أو في المياه، بينما الباب الأمامي مخصص للأسرة والضيوف ودخول السيارات إلى فناء المنزل.

وفي بداية الأمر تخوفت (ف.ع) من طلب حبيبها ورفضت الفكرة باعتبار أن ذلك يمكن أن يوقعها في مشاكل وتفقد وظيفتها التي تعتمد عليها وتعول أسرتها منها، كما أن أصحاب المنزل وثقوا فيها ويعاملونها بلطف ويحسنون تعاملهم معاها، وقد تعلق بها الأطفال وصاروا يحبونها لأنها تلعب معهم وتلبي رغابتهم في الأكل وترتيب الغرف وملازمتها لهم عندما يتواجدون خارج المنزل.

فكان من الصعب أن تقبل فكرة استقبال حبيبها في المنزل، ولكنه كان يلح عليها ويرجوها وأحياناً يهددها بأنه إذا لم تستجيب سوف يتركها، وصارت في وضع يصعب أن ترفض ذلك الطلب، ووافقت بعد الضغط عليها وطلبت منه أن يمنحها فرصة لتجد اليوم المناسب الذي تخرج فيه الأسرة ويكون الوضع آمناً، وبعد مرور أسبوع أخبرته باليوم المناسب ووقف الحبيب في أول الشارع الذي يقع فيه المنزل ليراقب حركة المارة وبعدها ذهب إلى المنزل وفتحت له (ف.ع) الباب الخلفي الذي يجاور غرفتها.

وعاد أصحاب المنزل من الخارج ليجدوا الحبيب داخل غرفة العاملة المنزلية، وقام صاحب المنزل على الفور بالاتصال بالشرطة التي هرعت إلى المنزل وتمكنت من القبض على الحبيب و(ف.ع) وتم تحويلهما إلى النيابة العامة، حيث قدما اعترافاً بالجريمة، وأمرت النيابة بتحويلهما إلى المحكمة التي أدانتهما بالسجن لمدة 3 أشهر والإبعاد خارج البلاد عقب انتهاء العقوبة بتهمة تحسين المعصية والاعتداء على ممتلكات الغير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"