ملف
عشرات الزعماء والقادة يشخّصون التحديات غير المسبوقة لتغير المناخ ويبحثون الحلول

افتتاح «كوب 26» بنداءات لحماية الأرض وإنقاذ البشرية

01:57 صباحا
قراءة 3 دقائق
الوفود المشاركة في القمة في جلسة استراحة أمام الكرة العملاقة التي تمثل الكوكب(رويترز)

انطلقت، أمس الاثنين، الفعاليات الرسمية لقمة المناخ في مدينة جلاسكو الإسكتلندية التي تستمر على مدار أسبوعين، وتناقش الاستجابة الدولية لأزمة المناخ، فيما أطلقت الكلمات الافتتاحية للقادة نداءات إلى ضرورة التحرك بحسم لإنقاذ الأرض، ومستقبل حياة الأجيال المقبلة.

واستقبل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، الزعماء الواحد تلو الآخر بتحية المرفق والابتسام أمام ملصق عملاق لكوكب الأرض على خلفية زرقاء.

ويشارك ممثلو أكثر من 190 دولة للمشاركة في القمة التي تنظمها الأمم المتحدة، ويطلق عليها «كوب 26»، وتأتي وسط تحديات غير مسبوقة لتغير المناخ ظهرت في الكوارث الطبيعية التي عصفت بمناطق عدة حول العالم في وقت سابق من 2021.

صبر العالم ينفد

وخلال افتتاح القمة، قال جونسون إن الثورة الصناعية الخضراء أصبحت ضرورة عالمية. وأضاف خلال كلمته أنه «يجب علينا التصرف الآن بجدية تجاه التغير المناخي»، إذ إن هذا التغير سيعني تدمير العديد من المدن حول العالم. وأشار إلى أن درجة حرارة الأرض ترتفع بسرعة وبشكل مقلق.

وقال في خطابه: «غضب ونفاد صبر العالم لن يمكن احتواؤه إلا إذا جعلنا مؤتمر «كوب26» هذا في جلاسكو اللحظة التي ننتقل فيها إلى الجد حول التغير المناخي، بما يشمل الفحم، والسيارات، والمال، والأشجار». وقال رئيس الوزراء البريطاني، إنه إذا فشل الزعماء في تحقيق الهدف، فإن الأجيال التي لم تولد بعد «لن تسامحنا».

حافة الهاوية

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، إن الأعوام ال6 الأخيرة هي الأكثر سخونة على كوكبنا. وأضاف أن 4 ملايين شخص عانوا مؤخراً، من تداعيات التغير المناخي، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تسعى إلى جمع 100 مليار دولار في قمة جلاسكو لمواجهة تغير المناخ.

ودعا جوتيريس مؤتمر المناخ إلى «إنقاذ البشرية» في مواجهة التغير المناخي من أجل وقف حفر «قبورنا بأيدينا». وقال متوجهاً إلى عشرات قادة العالم المجتمعين في جلاسكو «لقد آن الأوان للقول كفى»، مضيفاً «كفى لانتهاك التنوع البيولوجي. كفى لقتل أنفسنا بالكربون. كفى للتعامل مع الطبيعة كمكب قمامة. كفى للحرق والحفر والاستخراج على أعماق أكبر. إننا نحفر قبورنا بأنفسنا». وشدد على أنه بدلاً من مواصلة استغلال الأرض «اختاروا إنقاذ مستقبلنا وإنقاذ البشرية».

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أن الإنسانية «دُفعت إلى حافة الهاوية» بسبب زيادة الاحترار. وبالنسبة إلى الدول الجزرية على وجه الخصوص، المهددة بارتفاع مستوى سطح البحر، سيكون فشل «كوب26» في تكثيف الجهود للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بمثابة «حكم إعدام».

فرصة للطاقة النظيفة

من جهته، دعا الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في كلمته، إلى أن تكون القمة بداية عقد جديد لمعالجة قضية الاحتباس الحراري. وقال بايدن أمام قادة العالم: «لتكن انطلاقة لعقد من الطموح الابتكار للحفاظ على مستقبلنا المشترك». واستعرض بايدن خطورة التغير المناخي، قائلاً إنه «ليس تهديداً افتراضياً»، بل ظاهرة شهدت كل مناطق العالم آثارها الضارة من حرائق وفيضانات تكلف العالم تريليونات الدولارات. وقال: «السؤال هو هل سنتحرك؟ هل سنفعل ما هو ضروري؟ هذا العقد سيحدد الإجابة».

وأضاف أن «هذا العقد سيكون حاسماً. يمكننا خفض معدلات الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية إذا اجتمعنا سوياً. إذا تعهدنا القيام بواجباتنا بعزيمة وطموح». وأضاف أنه «في سياق الكارثة المتنامية، أعتقد أن هناك فرصة رائعة، ليس للولايات المتحدة فقط، ولكن لنا جميعاً» لاستغلال الطاقة النظيفة وخلق ملايين الوظائف والحفاظ على البيئة.

وأكد الرئيس الأمريكي أن الاستراتيجية الأمريكية تهدف للوصول إلى «صفر انبعاثات سامة»، بحلول 2050، كما أشار إلى نيته الإعلان عن مبادرة جديدة في مجال محاربة التصحر.

ووصل أكثر من 120 رئيس دولة وحكومة إلى جلاسكو لحضور قمة تستمر يومين في بداية «كوب 26»، الذي يقول المنظمون إنه ضروري لرسم مسار البشرية بعيداً عن الاحتباس الحراري الكارثي. ويأخذ المؤتمر أهدفه من اتفاق باريس التاريخي الذي أبرم في عام 2015 الذي شهد موافقة الدول على وضع حد للاحتباس الحراري العالمي عند «أقل بكثير» من درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي.(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"