راية الإمارات الذهبية

01:27 صباحا
قراءة دقيقتين

هكذا رفرفت كلمات الشاعر العراقي صَفِيِّ الدينِ الحِلِّي بحماستها الشعرية العربية:
سلي الرماح العوالي عن معانينا واستشهدي البيض هل خاب الرجا فينا
بِيضٌ صنائعنا سُودٌ وقائعنا خُضْرٌ مَرابِعُنا حُمْرٌ مواضينا
لا يمتطي المجدَ من لم يركب الخطرا ولا ينالُ العُلا من قدم الحذرا
وهكذا برعت لمسات السفير الإماراتي عبدالله محمد المعينة في تصميم علم الإمارات برباعيته اللونية الماثلة في الواقع الجغرافي والتاريخي، حيث الفكرة الفنية للعَلَم المتولّدة من بيت الشعر الحاضر في ذاكرة الأجيال، بما تمثله الألوان من مرموزات متكاملات في المعنى المعجمي المجتمعي، ودلالات يحدثنا عنها عبدالله المعينة: (اللون الأبيض يرمز للخير والسلام والتسامح والإحسان والعطاء، أما اللون الأسود فيعبر عن الشموخ وقوة أبناء الإمارات وارتباطهم الوثيق بالأرض، بينما يعبر اللون الأخضر عن الشجرة المثمرة والبيئة المعطاءة وأيضاً عن النماء والازدهار، في حين يدل اللون الأحمر على الفداء والوطنية وتضحيات شهداء الوطن لحماية منجزاته ومكتسباته).
هكذا كان الحديث الدلالي للباقة اللونية الرباعية، وهكذا يأتي الحدث التاريخي الجغرافي للعلم الإماراتي العربي المتحد الألوان السباعية المتصالحة مع نفسها وأنفاسها، حيث جاءت الرفرفة الأولى لراية دولة الإمارات العربية المتحدة في سجلها الزمني والمكاني الرسمي في الثاني من شهر ديسمبر عام 1971 في «دار الاتحاد» في إمارة دبي، إذ رفعه القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بحضور إخوانه حُكّام الإمارات، الممثلين معاً «روح الاتحاد» التي أضفت على الشعب محبتهم وحرصهم على طمأنينته ورفاهيته؛ حيث صاحب لحظة رفع العلم إطلاق المدفعية لإحدى وعشرين طلقة تحية هذه المناسبة، كما لو أنَّ لكل إمارة سبع طلقات طليقات في سماء الحرية، ثمرة الانسحاب البريطاني من مياه الخليج العربي ومن أرضه السليلة الأصل والفصل.
هكذا كانت اللحظة الحاسمة لانطلاقة العلم الإماراتي في الفضاءات التاريخية والجغرافية، حيث «دار الاتحاد» في دبي، فيما رفرفت راية الاتحاد لأول مرة في إمارة أبوظبي بعد الإعلان عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة حين توجّه صاحب السمو الشيخ خليفة ين زايد آل نهيان، حفظه الله، ولي العهد رئيس الوزراء في إمارة أبوظبي آنذاك، إلى ساحة «قصر المنهل» وأمر برفع العلم الاتحادي على سارية القصر، إذ قام اثنان من جنود الحرس الأميري برفعه، فيما رفع سموه يده بالتحية لعلم الاتحاد الإماراتي العربي الذي رفرف في سماء أبوظبي لأول مرة في تاريخه، والذي تحتفل به كافة العناصر المؤسسية والبشرية الفردية في الوطن الإمارات في الثالث من نوفمبر من كل عام إماراتي، احتفاء بذكرى تولي صاحب السمو الشيخ خليفة رئيس الدولة، حفظه الله، مقاليد حكم الاتحاد في 3 نوفمبر 2004، خلفاً لوالده المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"