عادي

مسؤولية الذكاء الاصطناعي

21:59 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

مع تطور التقنيات المتعلّقة بقدرة السيارات على السير بطريقة آلية ذاتية، ما هو المدى الذي ينبغي أن تبلغه هذه التقنيات لتكون قادرة على إعطاء إجابات فعلية لجهة تحمّل المسؤولية؟ هذا السؤال وغيره من الأسئلة تطرحه إحدى هيئات الأمم المتحدة على الجمهور للحصول على إجابات عملية، فما الذي يمكن أن تؤول إليه الأمور، إذا حدث في يوم من الأيام أن اصطدمت سيارة ذاتية القيادة بجسم ما ولم يصادف أي وجود لشهود عيان؟ هل تسجّل السيارة حدوث التصادم؟ وهل تتوقف وترسل إشارة اتصال بخدمات الطوارئ؟ هل السيارة قادرة على وصف الحادث، أو بكلمات أخرى هل باستطاعة نظام القيادة بواسطة الذكاء الاصطناعي أن يستعيد القرارات الآلية التي اتخذها وأدت إلى اصطدام السيارة بأحد المشاة؟
أظهر استطلاع أجري في هذا الشأن أن تركيز الناس ينصب أولاً على المعلومات المهمة، أو بتعبير آخر وفي سياق الذكاء الاصطناعي، مستوى القدرة اللازمة في تلك الأنظمة لشرح وتبرير ما حدث، وكذلك في تسجيل ما حدث، ومن غير المستغرَب، أن تظهر النتائج الأولية للاستطلاع توقعات الناس بعدم قيام السيارة ذاتية القيادة بالفرار بعد الحادث للهروب من الشرطة، بل إن الاستطلاعات تظهر أيضاً توقعات واضحة بأن يقوم نظام القيادة بالذكاء الاصطناعي بتسجيل بيانات كافية تتيح وصف وشرح حادث ما، في حين يعلّق معظم الناس آمالهم أيضاً على وجوب أن تتضمّن هذه البيانات تسجيل ما حدث على مقربة من مسار الاصطدام.
انبثقت جهود بحثية كبيرة لضمان تحسين المركبات ذاتية القيادة للسلامة على الطرقات من خلال المناقشات التي أُجرِيَت خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، التي نظّمها الاتحاد الدولي للاتصالات، حيث تشير البيانات إلى أن أكثر من مليون شخص يلقون حتفهم سنوياً في حوادث المرور على الطرقات، كما أن 9 من كل 10 وفيات على الطرقات، تحدث في البلدان التي يُعتبر سكانها من ذوي الدخل المتوسّط والمنخفض.
وتضمن نتائج الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام على مر السنين، العديد من مجموعات التركيز المُسبق للتوحيد القياسي، مثل كراسي «بالكومب» Balcombe، على السيارات ذاتية القيادة. كما أن العمل جار على سبيل المثال، على إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الصحة، وزيادة كفاءة الطاقة، وإدارة الكوارث الطبيعية.
ومن المرجّح أن تبقى تكلفة المركبات ذاتية القيادة مرتفعة جداً بحيث يتعذر اعتمادها على نطاق واسع في البلدان ذات الدخل المنخفض بحلول عام 2030، وهو العام الذي تهدف الأمم المتحدة مع حلوله إلى خفض عدد وفيات حوادث الطرقات إلى النصف. بينما يقول خبراء إن الكثير من البيانات التي يمكن جمعها حول السيارات ذاتية القيادة يمكن أيضاً جمعها من المركبات الأقل تكلفة والمجهزة بأنظمة القيادة المساعدة.
«مونت كارلو»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"