هل نحن صنّاع للمحتوى؟

00:39 صباحا
قراءة دقيقتين

ستظل المسائل المتعلقة بصناعة المحتوى الرقمي العربي تمثل تحديا ًكبيراً، ليس للجمهور وحسب ولكن كذلك للمؤسسات والأفراد المعنيين بهذه المسؤولية الكبيرة، خاصة مع كل الأرقام التي تعكس ضعفاً غير محتمل في مخرجات كل هذه الجهود حتى اللحظة، كما أن هناك تحديات كبيرة قد لا تكون ناتجة بالضرورة عن تحيزات ثقافية واجتماعية مقصودة، وإنما بإدراكنا لماهية المحتوى وآليات صناعته بالطريقة الصحيحة. فما هو المحتوى الرقمي العربي؟ وكيف يمكن أن نتعامل مع تحدياته الكثيرة؟
حسب تعريف لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا - الإسكوا، المحتوى الرقمي العربي هو «أي محتوى يرد بشكل رقمي باللغة العربية على الإنترنت ويتضمن المواقع على الويب والبوابات والخدمات الإلكترونية بالإضافة إلى المحتوى بالصوت والفيديو، ويشمل أيضًا البرامج وقواعد البيانات والمنتجات المفتوحة المصدر التي تروّج لوظائف اللغة العربية وأدواتها». ويشكل تطوير هذا المحتوى خطوة ضرورية نحو التحول الرقمي على مستوى الدول والمؤسسات والأفراد، إذ يساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة ويدعم إيجاد فرص عمل وإطلاق شركات ناشئة.
بعد هذا التوضيح، يبدو أن هناك فجوة كبيرة تتعلق بنصيب اللغة العربية على الشبكة العالمية يشير إليها تقرير صادر في سبتمبر ٢٠٢١، فعلى مستوى المتحدثين تحل العربية في الترتيب الرابع بنسبة ٥.٢٪، أما على مستوى المحتوى فتحل في المرتبة ١١ بنسبة لا تتجاوز ١٪، في حين تتصدر الإنجليزية لغات العالم بفارق مهول يصل إلى ٦٠.٦٪ تليها باقي اللغات مثل الروسية في الترتيب الثاني بنسبة ٨. ٣٪ مخلفة فجوة من الصعب القفز عليها بأدواتنا الحالية.
حتى ننتقل إلى ضفة صنّاع المحتوى المتحكمين بزمام اللعبة علينا أن نتعامل مع تحديات كثيرة مثل: البنى التحتية والتشريعات، عقلية تتبنى مفاهيم مثل المصادر المفتوحة وحقوق الملكية الفكرية، صناعة البرمجيات والأدوات، القيادات الرقمية المؤهلة، الدعم المادي والاستثمار، التأهيل الأكاديمي والمهني للكوادر، وتحديات تحيزات اللغة والسياقات الثقافية. هذه التحديات يمكن أن تمثل فرصاً ذهبية إن وجدت الرؤية المستقبلية الواضحة من موقفنا الرقمي في هذا العالم.
هناك خطوات كبيرة تساهم في خلق توجهات رقمية عربية تدعو للتفاؤل من بينها مبادرة المليون مبرمج عربي، الهادفة إلى تزويد الشباب العربي بالقدرات والمهارات الأساسية التي سيحتاجون إليها في الحصول على فرص عمل في المستقبل، كذلك خطوة المركز السعودي للمحتوى الرقمي «رقمن» بتخصيص ٤.٢ مليار دولار أمريكي لدعم صناعة المحتوى الرقمي في مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد مليون مقالة عربية «ويكي دون»، لنقل التراث والتاريخ السعودي من خلال منصة داعمة للتحول الرقمي، وخدمة الصناعة من خلال وضع المعايير والسياسات وتدريب وتأهيل المختصين.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"