العنوان والمقصد

02:04 صباحا
قراءة دقيقتين

منذ سنوات صار للتسوق وجهة واحدة، الكل يعرف أن دبي هي العنوان والمقصد، من يسكنون في الإمارات كانوا ينتظرون مواسم البهجة والتسوق، والقادمون من الخارج يضبطون مواعيد رحلاتهم للسفر إلى الإمارات كل عام خلال تلك المواسم. أما هذا العام، فقد جعلت دبي الأجندة مزدحمة بالمواعيد، ليشعر المرء بأنه محاط بالفرح من كل اتجاه، وعليه أن يشعر بالسعادة لا مفر.
«إكسبو دبي ٢٠٢٠» الذي يعتبر الحدث المميز للعام الحالي، يستقبل الزوار ستة أشهر، وتعتبر وسائل التواصل الاجتماعي وصفحات الناس على السوشيال ميديا هي المقياس والانعكاس الحقيقي لتفاعل الزوار مع ما يرونه ويكتشفونه والتجارب التي يعيشونها في إكسبو، ومن لم يزر المعرض حتى الآن، يتحمس لشدة الانبهار الذي يراه في عيون وكلمات المتجولين بين الأجنحة. ووجود هذا الحدث الاقتصادي العالمي الضخم في دبي، لم يمنع المدينة من المحافظة على أحد أوجه البهجة المتأصلة والملتصقة باسمها، «القرية العالمية»، والذي اعتقد البعض بأن وجود ١٩٢ دولة على أرض إكسبو سيطغى ويلغي وجود القرية العالمية هذا العام. 
«القرية» هي الوجه الترفيهي والثقافي، ووجودها يكمّل المشهد العام لملتقى شعوب العالم على أرض واحدة. صحيح أنها تضم أجنحة تمثل ثقافات مجموعة من دول العام، لكنها مختلفة تماماً عن إكسبو والهدف من وجوده ومضمونه. الوجه الترفيهي والثقافي يكمل الوجه الاقتصادي والإبداعي والعلمي لدبي، والكل يلتقي هنا فتكتمل لوحة الإنسانية وتلاقي الشعوب والحضارات والتواصل المباشر بين البشر من كل الجنسيات والألوان والتوجهات. 
القرية العالمية، افتتحت موسمها السادس والعشرين، بالإبهار المعهود وبمزيد من العروض المسرحية والفنية والألعاب والمغامرات، ولم تتخل عن مبدأ إضافة لمسة جديدة كل عام، لتقدم في هذا الموسم مسرحاً متحركاً رباعي الأبعاد وزيادة مساحات وممرات وشوارع؛ إذ من الطبيعي أن يقصدها زوار جدد قادمون من «إكسبو».
كل الطرق تؤدي إلى الإمارات، وكل الطرق في دبي موصولة لتقود خطاك إلى حدثين لا مكان فيهما سوى للبهجة والاكتشاف والاستمتاع والاستفادة.
إذا كان القلب يتأرجح بين إكسبو والقرية العالمية، فدبي تحجز لك موعداً إضافياً في منتصف ديسمبر مع مهرجان التسوق. حركة اقتصادية لا تهدأ، وأسواق وشوارع تضج بالحياة التي افتقدناها كثيراً يوم أجبرنا الوباء على الاختباء وقطع حبال التواصل بين الدول براً وبحراً وجواً، وفرض علينا حالة من الخوف من كل شيء حتى من البشر.
لا مكان للملل ولا الفراغ يعرف طريقه إلى من يعيش في الإمارات ومن يأتي لزيارتها؛ أفراد وعائلات، مدارس ومؤسسات، من الداخل ومن الخارج، الكل يلتقي والحركة تنعش الاقتصاد كما تنعش الخيال وتحثنا على التعلم والاكتشاف والعمل من أجل مستقبل مفعم بالعمل والنشاط والفرص الحقيقية.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"