«داعش - خرسان».. خطر داهم

00:35 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

لا يكفي أن تعلن حركة طالبان أن تصبح ««داعش» - خراسان» بعد قليل «مجرد ذكرى». هذا كلام فيه تبسيط للتهديد الذي تمثله «داعش» لطالبان بالذات وللشعب الأفغاني، ولدول الجوار والعالم، إذا ما اشتد ساعدها، وأصبحت قوة خارجة على السيطرة.
 صحيح أن طالبان كسبت الحرب، واستولت على السلطة بعد انسحاب القوات الأمريكية والأطلسية من أفغانستان في منتصف شهر أغسطس/آب الماضي، لكن الصحيح أيضاً أن طالبان تواجه تحدياً لسلطتها، وامتحاناً عليها كسبه أيضاً في معركتها ضد «داعش»، وعليها أن تحسم أمرها، وتقرر أنها جدية في كسب هذه الحرب، لأنه يتعلق بوجودها أساساً، ثم بمصداقيتها تجاه العالم الذي تحاول الحصول على تأييده في مواجهة الكثير من التحديات التي تواجهها، وخصوصاً الدعم الاقتصادي والمالي والصحي كي تتمكن من مواجهة آفة الفقر والجوع التي تهدد الشعب الأفغاني.
 لقد كشف الهجوم على المستشفى العسكري في كابول، أمس الأول، الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 25 شخصاً، من بينهم القائد العسكري «الطالباني» حمدالله مخلص، وإصابة أكثر من 50 آخرين، عن هشاشة الوضع الأمني في كابول والمناطق الأخرى، بعد سلسلة الهجمات الإرهابية التي استهدفت مساجد ومدارس وأسواقاً شعبية ودوريات عسكرية، ومدنيين على طريق المطار، منذ سيطرة طالبان على الوضع، ما يعني أن «داعش» لديها القدرة على شن هجمات دموية في أكثر من مكان تأكيداً لقوتها، وفي تحدٍ واضح لسلطة طالبان؛ إذ تمكن عناصر «داعش» من التسلل إلى داخل المستشفى واقتحام أجنحته والاشتباك مع الحرس وتفجير أحزمة ناسفة داخله.
 لحركة طالبان مصلحة مباشرة في المبادرة إلى مواجهة ««داعش» - خراسان»، وعدم التقليل من خطرها، ولها مصلحة أيضاً في التعاون مع القوى الإقليمية والدولية للاتفاق على صيغة تعاون للمواجهة المشتركة، كي تنال تعاوناً واعترافاً دولياً، وتثبت جدارتها في الاستجابة للمخاوف الدولية المتعلقة بخطر هذا التنظيم، وتحتل مكانة الشريك الموثوق في هذه الحرب.
 من الواضح أن طالبان وحدها لن تتمكن من هزيمة ««داعش» - خراسان» التي تمكنت من ترسيخ قواعد وخلايا عسكرية لها في العديد من الأقاليم وصولاً إلى العاصمة كابول، وهو ما أكده كريستوفر راي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية بقوله «الجماعات الإرهابية الأجنبية داخل أفغانستان تتاح لها الفرصة لإعادة التشكيل والتخطيط في فضاء يصعب علينا جمع المعلومات منه والعمل ضدها مباشرة»، في حين أشار وليام بيرنز مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية في شهادة له أمام الكونجرس إلى أن «الانسحاب الأمريكي قلل من القدرة على جمع المعلومات من داخل أفغانستان والتصرف على أساسها»، وهي المخاوف نفسها التي أبدتها روسيا والصين إزاء ما يمكن أن تشكله «داعش» من خطر على دول وسط آسيا والمناطق الصينية المحاذية لأفغانستان.
 طالبان أمام خيارات محددة، والتعاون مع العالم لمواجهة الإرهاب يشكل نقطة تحول.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"