قمة إنقاذ البشرية

00:30 صباحا
قراءة دقيقتين

يترقب العالم بكثير من القلق ما ستسفر عنه قمة المناخ «كوب 26» التي انعقدت في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني في مدينة جلاسكو الإسكتلندية، بمشاركة 120 من قادة الدول، لمدة يومين على مستوى القادة، بينما تستمر فعالياتها على مدار نحو أسبوعين، خصوصاً أنها تأتي مباشرة بعد إخفاق قمة العشرين في روما في التوصل إلى تعهدات واضحة وملزمة من جانب الدول المتقدمة المسؤولة عن نحو 80 في المئة من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
 مبعث القلق ناجم عن انعدام الثقة أولاً في ترجمة الأقوال إلى أفعال، خصوصاً أن ما تواجهه البشرية من أهوال ومخاطر جراء التغيير المناخي، لم يعد يحتمل ترف الخطابات التجميلية، بقدر ما هو بحاجة إلى عمل جماعي وإجراءات عملية والتزامات جدية من الدول الغنية بمساعدة الدول النامية على خفض الانبعاثات والتكيف بعد أن أخفقت قمة العشرين في تخصيص 100 مليار دولار سنوياً للدول النامية بناء على تعهد صدر للمرة الأولى في عام 2009، ليصار إلى تأجيله إلى عام 2023. 
 ومع ذلك، فإن انعقاد القمة يمثل أمراً حيوياً لإعادة إحياء واستمرارية اتفاق باريس للمناخ الذي أبرم في عام 2015 ونص على الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية وحصرها بحدود 1,5 درجة مئوية؛ حيث تسبب ارتفاع درجة الحرارة بأكثر قليلاً من درجة مئوية واحدة منذ الثورة الصناعية في تعرض الأرض إلى موجات حر أكثر شدة من أي وقت مضى، كما تسبب بفيضانات وعواصف استوائية، أدت إلى ارتفاع منسوب مياه البحار. وبالتالي فإن عدم الوفاء بالالتزامات وإبقاء الأمور على حالها سيؤدي إلى احترار «كارثي» بمقدار 2.7 درجة مئوية، وفق الأمم المتحدة، وهو ما معناه «إننا نحفر قبورنا بأنفسنا» وفق ما يقول أنطونيو جوتيريس الأمين العام للمنظمة الدولية. مهمة الوصول إلى الهدف الذي حدده اتفاق باريس عام 2015 بحصر ارتفاع درجة الحرارة بحدود 1,5 درجة لن تكون سهلة بالتأكيد، لكنها لن تكون مستحيلة أيضاً إذا ابتعدت عن التسييس أو توظيفها سياسياً لصالح هذا الطرف أو ذاك، فالرئيس الأمريكي جو بايدن، أكد اعتزام الولايات المتحدة الوصول إلى «صافي انبعاثات كربونية صفرية» بحلول عام 2050 في حين وضعت الصين، وهي من أكبر مصادر انبعاث الغازات، خطة لدى الأمم المتحدة بشأن تخفيض معدلات التلوث، بينما تعهدت روسيا بتصفير انبعاث الغازات لديها بحلول عام 2050. 
 ومن اللافت أيضاً أن الهند والبرازيل، تعهدتا مجدداً بخفض الانبعاثات. ولعل الأمر الأكثر حيوية هو التوصل إلى اتفاق تاريخي وقع عليه نحو 100 من قادة العالم لحماية واستعادة غابات الأرض.
 وبالعودة إلى توقعات القمة، فإن ما يبدد القلق لدى شعوب الأرض هو إظهار عزم القادة على الوحدة والعمل الجماعي وإخراج ما تتخذه القمة من قرارات إلى حيز التنفيذ الفعلي لإضفاء المصداقية على جهود إزالة كل ما يتسبب بتدمير كوكب الأرض وإعادته إلى حالته الطبيعية وإنقاذ البشرية من الهلاك.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"