عادي

حكايات يرويها 70 عملاً فنياً فريداً

23:17 مساء
قراءة 3 دقائق
معرض عندما تتحدث الصور تصوير: هيثم الخاتم
معرض عندما تتحدث الصور تصوير: هيثم الخاتم
معرض عندما تتحدث الصور تصوير: هيثم الخاتم
معرض عندما تتحدث الصور تصوير: هيثم الخاتم
معرض عندما تتحدث الصور تصوير: هيثم الخاتم

دبي: زكية كردي

في الحكاية الأولى بدأت الأسئلة بالتدفق بداخلنا أمام عمل طاغي الحضور للفنان السوري سبهان آدم، محاطاً بالأحمر الدموي، يقف فيه الكائن الغريب البشع على جذع شجرة بنظرته المبهمة، مرتدياً كمامة تحميه من وحشية البشر، هكذا كان يحاول الفنان الدفاع عن كائناته التي يعبر من خلالها عن الوحشية التي يراها في إنسان اليوم، معلناً انقراض الإنسان الجميل في عالمنا الحالي.

إنها البداية فقط في جولة استثنائية أمام مجموعة من الأعمال الفنية الفريدة لأبرز الفنانين العرب، وأيضاً لأبرز المقتنين ضمن مبادرة «مقتنيات دبي» التي تعد بالكثير من المعارض المحلية والدولية، سعياً لإبراز مرحل تطور التجربة الفنية العربية، وثقافة الاقتناء، ومد جسور الحكايات كما في السطور المقبلة التي حاولنا فيها تقديم لقطات من معرض «عندما تتحدث الصور».بإيقاع صوفي هادئ توزعت أعمال الفنان التونسي خالد بن سليمان، مستحضراً حالة الاتكال على الله في معظم الأعمال الدنيوية، حيث تدون عبارة «وفقه الله» في مختلف الوثائق من زواج، وعمل، وشراكة، وغيرها. كما نقف لنتأمل عملاً للفنان السوري صفوان داحول يكرر فيه البورتريه المنكسر ذاته في ثماني لوحات، ويبهت اللون لوحة بعد الأخرى إلى أن يصل إلى التلاشي، ويحمل العمل حكاية تحمل وجهين حسب هالة خياط، المدير الإقليمي ل «آرت دبي»، وتقول: على الصعيد الشخصي يشهد هذا العمل مرحلة تحول داحول من الألوان إلى الأبيض والأسود، إذ كان يرد على المتسائلين عن الألوان في أعماله بأنه لم يعد يرى الألوان نتيجة ظروف وفاة زوجته، وخروجه من بلده الأم سوريا، بسبب الحرب في الفترة ذاتها، إضافة إلى تأثره بالأحداث التي تدور في سوريا، إضافة إلى رده على منتقديه بشأن تكرار نفسه كفنان بتكريس فكرة التكرار وتسليط الضوء عليها مباشرة.

وتوضح خياط أنه تم اختيار الأعمال الفنية ال70 المعروضة من مجموعة كبيرة لتخدم الهدف الفكري للمعرض، الذي يركز على رصد تطور الحركة الفنية في المنطقة، لكن في العموم، يمكن القول إن الأعمال عموماً تنتمي لمرحلة الحداثة العربية، إذ بدأ الفنانون العرب يخرجون من جلباب الفن الغربي ليخلقوا هويتهم الفنية الخاصة، وتستشهد بلوحة من المعرض للفنان العراقي جميل حمودي، بأسلوبه التكعيبي المعروف الذي استخدمه في الفترة نفسها التي كان بيكاسو فيها يعتمد هذا الأسلوب، مشيرة إلى أن الفنانين العراقيين كانوا يبتكرون فنهم الخاص في تلك الحقبة. وتهدف «مقتنيات دبي» إلى الترويج لفكرة الاستثمار بالفن في المنطقة والعالم العربي، ونشر ثقافة الاقتناء، بغاية دعم الفن والفنان العربي، وأيضاً المؤسسات الفنية المتخصصة بالفن عموماً، لتعزيز الاقتصاد الثقافي والإبداعي في المجتمع.

وتقول منى فيصل القرق، رئيسة لجنة التقييم الفني في «مقتنيات دبي»: عملنا للتحضير لهذا المعرض بالتعاون مع الفريق الفني ل«آرت دبي»، وأشرفت القيمة الفنية د. ندى شبوط على اختيار الأعمال، من حيث أهمية كل منها ضمن محاور «منوعات تجريدية»، أو«المجتمعات في مرحلة انتقالية»، أو«استحضار البيئة»، والتي تعمل على إبراز تطور وتنوع الفن في العالم العربي، وتوثيق هذه المراحل المهمة في التاريخ من خلال أهم الأعمال التي وثقت للأحداث والتغيرات التي عاصرها الفنان، وعمل على توثيقها بأسلوبه الخاص، كلوحة الفنان أسعد عرابي التي نلاحظ فيها اختفاء العنصر الرجالي من العائلة ليرمز إلى الحروب، ولوحة الفنان الفلسطيني سليمان منصور التي استغرق في رسمها قرابة 25 سنة ويرمز فيها إلى الإنسان الفلسطيني بالأسلاك الشائكة التي غطت هويته بالكامل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"