الريادة عنوانها كتاب

00:26 صباحا
قراءة دقيقتين

معرض الشارقة الدولي للكتاب يتصدر معارض العالم في بيع وشراء حقوق النشر في عام ٢٠٢١، محتضناً ١٥ مليون كتاب من ٨٣ دولة تحت سقف واحد، مسطراً عنواناً جديداً للريادة الثقافية والمعرفية، والمنجز الإنساني الذي تعهّده بالرعاية منذ البداية رجل الثقافة عربياً وعالمياً، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. فما هو سر هذا الإنجاز الجديد؟ وكيف تمكّنت الشارقة من أسر قلوب القراء من كل مكان في لحظة فارقة من تاريخ العالم؟
السر يكمن في الثقافة، حجر زاوية أي بناء حضاري وإنساني ممتد عبر الزمن، الثقافة وما تجمعه من قيم رسخت في بصمتنا الجينية الإماراتية، فكانت الإنسانية، والتسامح، والتواصل، والمعرفة، والإحسان هي مفاتيح هذه الفرادة التي تنعكس في كل شيء نختبره على أرض الشارقة. وفي وطن الكتاب وجدنا متعة كبيرة في السؤال، والبحث والاكتشاف، كما وجدنا لكل ما يشغلنا كتاباً، أو جلسة نقاشية، أو نشاطاً أو لقاءً بين الأروقة.
في موسمه الأربعين، أزهرت الكثير من الدور الوطنية بعد سنوات من التجربة في صناعة الكتاب ودعم القائمين عليها، وهناك أجنحة حلقت بنا في آفاق غير اعتيادية من خلال إصدارات تلامس واقع احتياجات القارئ المعاصر. إن أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها الطيبة، تركوا بصمة لافتة هذا العام، لا على مستوى مساحات الأجنحة المكانية، بل امتداداتها النفسية والفكرية كذلك.
من دور النشر الجديدة التي تستحق الاهتمام، منشورات غاف، التي تربط الكتاب بالحياة في زواياها الفكرية المتجددة، مقدمة لنا أعمالاً مهمة في الشعر الإماراتي، مثل الأعمال الكاملة للشاعر عبدالعزيز جاسم، وكتاب «في موكب الحب والحياة» للغائب الحاضر محمد بن حاضر، وأخرى مثل «بيض عيون» للكاتبة إيمان اليوسف. كذلك دار روايات وهي إحدى شركات مجموعة كلمات للنشر، التي ترسم خطاً يدعم التجارب الإماراتية والعالمية في مجالات الشعر والأدب والفكر والفلسفة، وقد أثرت مكتباتنا هذا العام بأعمال فكرية راقية، مثل كتاب «معالم الحداثة» للدكتور سعد البازعي، «والتجربة الألمانية» لسفير الإمارات السابق في ألمانيا وفرنسا الأستاذ علي الأحمد، وترجمات مهمة لكتاب مثل: هنري كول وجون بانفيل. وأخيراً دار سما للنشر والإنتاج والتوزيع، التي حازت جائزة أفضل دار نشر محلية في هذا الموسم، مقدمة كل ما يحتاج إليه أطفالنا اليوم لتطوير مهاراتهم اللغوية العربية.
هذا الحضور الاستثنائي على مستوي التقديم والتلقي، نتج عن الاهتمام الكبير من مؤسساتنا الوطنية بدعم المعرفة من خلال الملتقيات والجلسات والأنشطة، ما أبرز بعداً عميقاً ومستقبلياً في صناعة الكتاب العربي على مستوى المحتوى، الشراكات الوطنية والعربية والعالمية، بالإضافة إلى توجهات المعرفة المستقبلية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"