لقاءات افتراضية وواقعية

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

نقرأ لكاتب معين، نتخيل لقاءنا معه، نعتاد صورته التي رسمناها في مخيلتنا، نحب شكله وهو يطل عبر حروفه، ونحب قلب الشاعر وهو يرفرف ناشراً ظلاً على قلوبنا مع كل كلمة تحفز مشاعرنا وتبصم على أرواحنا تاركة لنا دهشة لذيذة تتجدد مع كل قصيدة.
كل قارئ يرسم صورة خاصة به لكاتبه أو أديبه أو شاعره المفضل، يراه من خلالها، ويحدثه، ويتعرف عليه وكأنها الصورة الواقعية له.
القراءة تمنحنا القدرة على التخيل، على لقاء الكثير من الأبطال والشخصيات، فضلاً عن الكتاب والشعراء أنفسهم. ومواقع التواصل الاجتماعي تمنحنا قدرة أخرى على رؤية ما يراد لنا رؤيته ومعرفة ما ينبغي لنا معرفته، نشاهد صوراً لمبدعينا الذين نتابعهم، فنكتب قصصاً في مخيلاتنا هم أبطالها، ثم ما نلبث أن نعرف الكثير المتناقض أو المكمل لتلك الصور حين نلتقي معهم وجهاً لوجه.
معارض الكتاب هي إحدى تلك الوسائل التي تتيح لنا التعرف على المبدعين في شتى المجالات المقروءة، فكم من كاتب التقيناه في حفل توقيع إصداره وكم من شاعر قابلناه بعد أمسيته الشعرية وكم من أديب ناقشناه بعد ندوة أو أمسية ثقافية، بعضهم يكونون أقرب للصورة التي رسمناها في أذهاننا، فيما نصدم بالاختلاف الكبير بين الصورة والواقع لبعضهم الآخر. بعض تلك الصدمات إيجابية وتصب في صالح المبدع نفسه أخلاقاً وتواضعاً ومستوى، فيما تكون بعضها صدمة في الاتجاه السلبي حول هذا المبدع وذاك بسبب سوء خلق أو تكبر أو عدم القدرة على التحدث بسلاسة كما الكتابة.
ما نتمنى ألا يحدث مجدداً هو تكرار تلك الأسماء، إذ نتمنى أن نجد في كل عام أسماء جديدة غير مكررة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"