نهضة صحية

بين الأمس واليوم، إنجازات تفوق الخيال تتحقق وبشكل مستمر على أرض الإمارات، بفضل من الله سبحانه وتعالى والدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة التي سخرت الإمكانيات لتوفير متطلبات واحتياجات أبناء الوطن وفق أعلى المستويات، ومتابعة الحكومة للارتقاء بمستوى الخدمات وسهولة الوصول إليها، إلى جانب الأداء المتميز للكوادر البشرية التي تبذل قصارى جهدها في أداء واجبها الوظيفي، وحرصها على الابتكار والاجتهاد.
الإمارات أصبحت وجهة عالمية لعلاج مرضى السرطان بمختلف أنواعه، بعد أن كانت حالات السرطان في الدولة لها الأولوية القصوى في الإيفاد للعلاج في المراكز التخصصية في الخارج، نظراً لعدم توفر البدائل العلاجية لهذه الحالات داخل الدولة، فكان الحل الأمثل إرسالها للخارج طلباً للعلاج، وفي هذا تكلفة خيالية إلى جانب اغتراب المريض مع المرافق لشهور طويلة في البحث عن العلاج.
رئيس جمعية الإمارات للسرطان الدكتور حميد ألشامسي كشف عن استقبال مستشفيات ومراكز علاج السرطان في الدولة في السنوات الأخيرة الكثير من حالات السرطان من مختلف دول العالم طلباً للعلاج داخل الإمارات، ووجود مراكز علاجية على مستوى عال من الكفاءة في التعامل مع مختلف أنواع السرطان وعلاجها وفق أحدث التقنيات المعتمدة عالمياً وبإشراف كوادر بشرية ذات كفاءة عالية وخبرة واسعة في الدولة، جعل الإمارات تنافس الدول المتقدمة في استقبال حالات السرطان وعلاجها.
خدمات تشخيص وعلاج حالات السرطان كانت في السابق مقتصرة على عدد محدود جداً من المستشفيات الحكومية، واليوم تتنافس غالبية المستشفيات الحكومية والخاصة في توفير أفضل أنواع العلاجات لهذه الحالات سواء كانت جراحية أو كيميائية أو إشعاعية، فأصبح لا مبرر أمام غالبية حالات السرطان السفر للعلاج في الخارج.
تطبيق التأمين الصحي الذي بدأ في العام 2007 في إمارة أبوظبي، ولاحقاً في دبي أسهم وبشكل كبير في استقطاب الاستثمارات الضخمة في القطاع الطبي الخاص، والذي أصبح شريكاً استراتيجياً للقطاع الحكومي، فكانت النتيجة نهضة صحية شاملة، وتصدر الإمارات مراتب متقدمة عالمياً في العديد من المؤشرات الصحية، وهذا مفخرة لجميع المواطنين والمقيمين في الدولة.
هذه الإنجازات الصحية في ربوع الوطن تتطلب من القطاعات المعنية وعلى رأسها شركات التأمين الصحي تحمل مسؤولياتها على الوجه ألأكمل، بأن تبادر إلى تغطية نفقات الفحوص التشخيصية الدورية للكشف عن جميع أنواع الأورام السرطانية في مراحلها المبكرة، فكلما تم اكتشاف هذه الأورام مبكراً، خفّ الضغط على المنشآت الصحية ورفع نسب الوصول إلى الشفاء التام.
 [email protected]