عادي
خلال ندوة نظمتها وزارة الاقتصاد بالتعاون مع «النقد الدولي»:

الإمارات تنجح في تجاوز تبعات «كورونا» بفضل الاستجابة السريعة والشفافية

00:02 صباحا
قراءة 4 دقائق

دبي: عبير أبو شمالة
قال عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد إن سرعة الاستجابة للجائحة والشفافية والتواصل الفعال مع الشركات هي العناصر الرئيسية التي مكنت الإمارات من الخروج سريعاً من الأزمة، لتعلن في سبتمبر أنها باتت بعيدة عن خطر الجائحة.

وأضاف: «إن جملة «لا تشلون هم» من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كان لها الفضل الكبير في إرساء الاستقرار ودعم ثقة قطاعات الأعمال لنرى اليوم نمو عدد الرخص التجارية الجديدة بما يزيد بنسبة 40% على مستوياتها في 2019 ونمواً قوياً في التوظيف مع 160 ألف تأشيرة عمل شهرياً ما يفوق عام 2019».

1

لفت بن طوق إلى أن البيانات وسرعة توفيرها من خلال الإحاطات الإعلامية الأسبوعية حول تطورات «كوفيد- 19» لعبت دوراً مهماً في مساعدة الشركات على أن تكون لها رؤية أفضل تساعدها على اتخاذ القرار السليم ما مكن العديد من الشركات من تجاوز تبعات الجائحة بسلام.

قانون الحماية الاجتماعية

جاء ذلك خلال ندوة نظمتها وزارة الاقتصاد، بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، أمس الخميس، حضورياً في دبي، تحت عنوان إرث الجائحة وتأثيرها في الشركات والعاملين بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وأكد ابن طوق خلال مشاركته في الندوة، أن أهمية البيانات من أهم الدروس المستفادة من الأزمة.

وقال: كان التحول الرقمي والتواؤم معه، لافتاً إلى أن وزارة الاقتصاد على سبيل المثال كان لديها 8 مراكز خدمة خلال الأزمة، لكنها تمكنت من إغلاقها بالكامل بالاعتماد على الخدمات الرقمية وتحويل الخبرات التي لا يمكنها العمل عن بعد إلى أعمال أخرى ضمن الوزارة.

وكشف عن أنه يتم في الوقت الحالي دراسة قانون الحماية الاجتماعية من البطالة، وهو من نتاج الدروس المستفادة من جائحة «كوفيد- 19».

وقال: إن الإمارات قطعت شوطاً طويلاً في خطة التعافي من تبعات الجائحة والمبادرات ال 33 لدعم النمو، وقال إنه تم بالفعل إنجاز المرحلة الأولى من الخطة بالعودة إلى مستويات نمو 2019، وإن الدولة نجحت في تحقيق 50% من المرحلة الثانية لتنويع مصادر النمو الاقتصادي، أما المرحلة الثالثة والخاصة بتطوير أشكال الاقتصاد الجديد مثل الاقتصاد الجاري وغيرها ستبدأ في العام المقبل، وتوقع أن تخلق أنماط الاقتصاد الجديد من 50 إلى 100 ألف وظيفة خلال العامين المقبلين.

خطر التضخم

وتحدث جهاد أزعور مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى صندوق النقد الدولي، عن التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي واقتصادات المنطقة في هذه المرحلة، مبرزاً منها التضخم الذي يعد خطراً قائماً على مستوى العالم، ولفت إلى أن الصندوق من جانبه يتوقع أن نرى ارتفاعاً في مستويات التضخم فقط هذا العام لتعود أسعار المستهلك للتراجع تدريجياً في الأعوام القليلة المقبلة. ولفت إلى أهمية الإسراع ببرامج التطعيم في دول المنطقة لترسيخ التعافي الحالي. ومن التحديات التي تواجهها الاقتصادات الناشئة في المنطقة كذلك ارتفاع مستويات الدين نتيجة لتبعات الجائحة التي خلفت ندوبها على اقتصادات المنطقة وعلى الشركات فيها وبخاصة المتوسطة والصغيرة.

وقال إن اقتصاد الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، بدأت تحقق التعافي الحقيقي من تبعات الأزمة، لافتاً إلى أن الفضل في ذلك يرجع لسرعة التعافي والنمو في الاقتصاد غير النفطي على العكس مما يتوقع البعض، فارتفاع أسعار النفط لم يكن هو الداعم الرئيسي للنمو والتعافي الاقتصادي وإنما القطاعات غير النفطية.

وأكد من جهة أخرى، أهمية التعاون والتضامن والحوار المشترك بين دول المنطقة لترسيخ التعافي ومواجهة التحديات مثل التغير المناخي وغيرها بما يصب في مصلحة الجميع.

وقال: إن من الدروس المستفادة من الجائحة ضرورة تعاون الدول مع جيرانها لتجاوز الأزمات وبناء نمو أفضل.

وأضاف: «إن الإمارات أثبتت نجاحاً في التعامل مع تبعات الجائحة وتعد اليوم نموذجاً يمكن لدول المنطقة أن تحتذي به في تعاملها مع الأزمات وتحويل التحديات إلى فرص».

الاستثمار في الشباب

ولفت رونالدو مشحور نائب رئيس شركة «أمازون» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى دور الشركات متعددة الأطراف في المساندة في مسار التعافي والنمو، وتحدث عن التحديات التي تواجه المنطقة مثل الحاجة إلى مصادر نظيفة للمياه والبطالة.

وأكد أن الإيمان بالشباب مهم، لكن الأهم هو الاستثمار في الشباب لتهيئتهم للعمل وللمشاركة الفعالة في مسار النمو الاقتصادي. وتناول مشاركة المرأة في العمل قائلاً إن هناك حاجة إلى تغيير الثقافة في أماكن العمل لقبول أكبر لمشاركة المرأة في القطاعات غير التقليدية.

ربا جرادات: الشباب والنساء من الفئات الأكثر تضرراً من الجائحة

قالت ربا جرادات، مدير عام مساعد والمدير الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية: إن فئة الشباب والنساء كانت الأكثر تضرراً من الجائحة، لافتة إلى أهمية تفعيل المبادرات الحكومية ومبادرات القطاع الخاص أيضاً لتعزيز النمو في فرص العمل. وأشارت إلى أن نحو 43% من خسائر الوظائف في 2020 على مستوى الدول العربية كانت من الشباب. وقالت إن أكبر المتضررين من الجائحة كانوا كذلك من العاملين في الاقتصاد غير الرسمي، ويمثلون 67% من إجمالي العاملين على مستوى المنطقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"