أجندة رئيس الوزراء الياباني رقم 100

21:52 مساء
قراءة 3 دقائق

د. عبد العظيم محمود حنفي*

انتخب «الحزب الديمقراطي الليبرالي» الياباني الحاكم LDP، يوم 29 سبتمبر الماضي «فوميو كيشيدا» زعيماً له. ثم من 4 أكتوبر أصبح رئيساً لوزراء اليابان رقم 100 في تاريخ النظام الديمقراطي الياباني بعد انتخابه بأغلبية مقاعد مجلسي البرلمان اللذين يمثلان الهيئة التشريعية اليابانية.

خلف كيشيدا رئيس الوزراء يوشيهيدي سوغا، الذي أعلن تنحيه أوائل شهر سبتمبر، وكان الرأي العام الياباني ينظر إليه كبديل مؤقت لسلفه شينزو آبي الذي حكم اليابان لأطول مدة في تاريخها الحديث واستقال في العام 2020، بداعي المرض.

في الانتخابات العامة لمجلس النواب التي جرى تنظيمها أواخر شهر أكتوبر. تحدى الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم في اليابان بزعامة كيشيدا التوقعات واستطلاعات الرأي التي أشارت إلى أن الحزب تضرر من التصورات بأنه أساء التصدي لجائحة فيروس كورونا، مما أثار حالة من عدم اليقين السياسي نادراً ما تحدث في الحزب الحاكم، ولذا فإنه سيحتاج إلى الاعتماد على شريكه الصغير في الائتلاف الحاكم للحصول على الأغلبية.

لكن الحزب حصل على 261 مقعداً مقابل 276 مقعداً كان يشغلها قبل الانتخابات وهي أغلبية مطلقة مستقرة ستمنحه السيطرة على اللجان البرلمانية وتسهيل سن القوانين بما في ذلك مقترحات الميزانية الرئيسية. مما عزز مركز كيشيدا باعتباره زعيم حزب صعب المراس وسيسمح له بحرية حركة أكبر في البرلمان، وإذا استطاع حزبه تحت قيادته الحفاظ على الأغلبية في انتخابات الغرفة العليا للبرلمان (مجلس المستشارين) التي ستنظم في شهر يوليو 2022، فسوف يحكم كيشيدا قبضته على السلطة، ويتوقع محللون أن تكون فترة حكمه طويلة الأمد ويسودها الاستقرار.

يرى هؤلاء أن اليابان تجتاز الآن مرحلة من الثبات والاستقرار بعد عقد من التحول النوعي، وخاصة في المجالات الاقتصادية والأمنية، ولقد كان هذا التحول الذي ساد المجتمع يرتبط بالقدرة على التكيف مع العولمة. كما تتفق غالبية التحليلات على استمرار كيشيدا في اتباع نهج شينزو آبي في سياسة الأمن الوطني لليابان التي شهدت خلال العقد الماضي تحولاً من السياسة الداخلية المنغلقة ذات التأثير السياسي الضعيف الموروث منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إلى سياسة أكثر تأثيراً في القضايا العالمية ومترافقة مع تعزيز العلاقات المتكاملة مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبقية الدول التي تتشابه مع بعضها في طريقة التفكير في المحيطين الهادئ والهندي، وخاصة الهند وأستراليا، وبذلت جهوداً مشهودة للتنسيق مع الولايات المتحدة وطمأنتها أثناء تنفيذ مهمة الدخول إلى المنطقة. وأنه عندما يتم رفع القيود المفروضة بسبب فيروس «كوفيد – 19»، فربما يكتب على اليابان أن تبحر في مياه أكثر اضطراباً بسبب التنافس الأمريكي – الصيني، وسوف تحتاج لجهود كيشيدا لتدعيم أسس السياسة والاقتصاد. علماً أن الحزب الديمقراطي الليبرالي أضاف إلى برنامجه الانتخابي التعهد غير المسبوق بمضاعفة الإنفاق الدفاعي ليصل إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي، في إشارة إلى رغبته في الإسراع بالحصول على أسلحة لردع الجيش الصيني في بحر الصين الشرقي المتنازع عليه.

وبالنسبة للأجندة الاقتصادية لرئيس الوزراء الياباني الجديد، فقد عبّر السوق عن ارتياحه لأغلبية الحزب الحاكم عبر صعود بورصة طوكيو، وتخفيف مخاوف سوق السندات من إصدار ضخم للسندات لأن من المرجح أن يرفع ذلك الضغط عن كيشيدا وهو يقرر حجم ميزانية تحفيز التعافي من الجائحة.

وقال كيشيدا «إن المعركة ضد فيروس كورونا كشفت الستار عن مشاكل كبرى في الاقتصاد وفجوات أخرى في اليابان وانقسامات في المجتمع الدولي. وأكد على أهمية مضمون شعاره «من الانقسام إلى التعاون». وأنه سيعمل على تعزيز السياسات الاقتصادية التي تركز على الأشخاص ذوي الدخل المتوسط مثل رفع الحد الأدنى للأجور وخفض تكاليف التعليم والإسكان. كما طرح خطة لتعزيز استخدام التقنية الرقمية في المناطق الريفية. كما تعهد كيشيدا بالعمل من أجل ميزانية إضافية بحلول نهاية العام الجاري.

* أكاديمي مصري

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​كاتب مصري - أستاذ للعلوم السياسية والاقتصادية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"