تعليم المستقبل

01:11 صباحا
قراءة دقيقتين

لا يخفى على أحد، حجم الحراك الكبير الذي تشهده دولة الإمارات هذه الأيام على الصعد كافة، وإن كان على رأسها معرض «إكسبو 2020 دبي»، الذي يزوره يومياً الرؤساء وكبار المسؤولين من دول العالم كافة، مروراً بالحوارات الكبرى والمعارض العالمية والثقافية والسياحية والطيران، وغيرها الكثير، لينضم إلى ركبها اليوم منتدى التعليم العالمي والمعرض العالمي لمستلزمات وحلول التعليم في نسخته الرابعة عشرة.
هذا المعرض يشهد مشاركة واسعة من كبار المتخصصين في مجال التعليم من جميع أنحاء العالم، ويتضمن جلسات وحلقات نقاشية وورش عمل، تستهدف المعلمين والعاملين في هذا المجال، ويركز على طرح أحدث الأفكار حول تطوير المناهج الدراسية، وتدريب المعلمين، والتقدم التكنولوجي.
في التعليم لو عقد في كل يوم مؤتمر أو ورشة أو نشاط، فهو بالتأكيد سيكون لمصلحة الجميع، لأن في التعليم اللبنة الأساسية للنجاح في مناحي الحياة كافة، وما وصلت الإمارات إلى ما وصلت إليه، إلا باستثمارها الجيد في التعليم، وتوجيهها لأبنائها إلى شرق الدنيا وغربها للتعلم، والتزود بكل ما يخدم البلاد والعباد.
لو تقدّمت الإمارات درجات أعلى في التعليم، وصار حال تعليمها كما القطاعات الأخرى التي تصدرت بها الدولة المؤشرات العالمية في التنافسية والبنية التحتية وغيرها الكثير من المؤشرات، فهل لنا أن نتصور حجم التقدم والنجاح الذي قد تحققه أكثر وأكثر.
 منتدى التعليم العالمي يبحث في تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في تعليم الرياضيات وحل المشاكل السلوكية، ويشهد ورشاً عدة تركز على الاستدامة والابتكار، ودور المدارس والمجتمع في خفض بصمتنا الكربونية، و«جودة الحياة» ومنها الحياة الرقمية، والصحة النفسية، ومضار الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على جودة حياة أطفالنا، ولو طرحت هذه الأفكار سابقاً لما وجد القائمون على المعرض من يتحدث فيها أو يناقش مشاكلها، لعدم أو ندرة العالمين بها، أما اليوم، فلا شك في أن عدم مناقشة مثل هذه القضايا، سيجعل من المؤتمرات والندوات، وكأنها غير مواكبة لما يدور حولها من تطور ونماء.
حال التعليم في المستقبل القريب، أن يكون الموجه والداعم للطلبة بأن يبدأ في استشراف المستقبل الذي هم ذاهبون إليه، وكلنا نعي حجم السوداوية التي اجتاحت البشرية عندما أُعلن أن الذكاء الاصطناعي سيلغي ملايين الوظائف حول العالم، ولكن قرّاء هذا الخبر لم ينتبهوا إلى النصف الثاني من الكأس، ويكملوا قراءة المعلومة بأن هذا الذكاء سيستحدث أيضاً ملايين الوظائف الأخرى، لكن بشكل وقوالب غير تقليدية، وبدنية مهلكة كما اعتدنا عليها.
التعليم مفتاح لكل شيء، والمطلوب استشراف ما تحتاج إليه البشرية مستقبلاً وليس اليوم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"