صياغة المستقبل

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

الإمارات لا تهدأ.. لا تتوقف عن الابتكار والعمل للمستقبل.. تعج بالنشاط والحيوية والإيجابية.. الحكومة أمنت وحصّنت شعبها وسكانها من الجائحة التي ضربت العالم، وأطلقت العنان نحو نجاحات جديدة.

هناك في غلاسكو فازت بشرف استضافة أهم تجمع لقادة العالم للمحافظة على كوكبنا من التغير المناخي الذي يقلق البشرية، في اعتراف دولي بمكانتها وجهودها ونجاحاتها، وهنا في دبي تحتضن 190 دولة في إكسبو، في مسعى ناجح لتواصل العقول وصنع المستقبل.

وما بين الحدثين العالميين، ترسّخ الشارقة الثقافية مكانتها بتنظيم أكبر معرض للكتاب في العالم، هذا الحدث السنوي الذي بات منذ زمن على الخريطة العالمية ينتظره الكاتب والناشر والقارئ، أما غداً فتستضيف العاصمة أحد أكبر الأحداث العالمية في الصناعة النفطية عبر مؤتمر ومعرض «أديبك» بمشاركة 150 وزيراً ومسؤولاً وخبيراً، بينما تطلق دبي نسخة جديدة من معرض الطيران، كأول حدث عالمي من نوعه بعد الجائحة، ليؤذن بتحليق الطيران نحو أفق جديد.

بين هذا الحراك وتلك الحيوية كان هناك حدث لا يقل أهمية عنها؛ بل يوازيها ويواكبها، لأنه يُعنى بالتفاصيل، ويرسم ملامح المستقبل للحكومات والشعوب على حد سواء، إنه «حوار التوجهات الكبرى» الذي استضافته حكومة الإمارات في دبي على مدار يومين بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي.

هذا الحوار الذي حضرت جانباً منه، جمع عشرات الخبراء والعلماء والأكاديميين من مشارب متعددة وفي اختصاصات متنوعة، والهدف صياغة معالم المستقبل لخير البشرية التي تواجه تحديات جمّة، والمملوءة بكنوز الفرص التي تحتاج إلى ابتكار وإبداع، لاستغلالها بما يخدم الجميع. 

لكن ما التوجهات الكبرى للمستقبل؟

صياغة المستقبل تتلخص بعجالة: بالاستثمار في رأس المال البشري أولاً، وفي التكنولوجيا الرقمية ثانياً، وفي التنمية المجتمعية ثالثاً، وفي بناء الثقة مع الحكومات رابعاً، وتمكين الشباب خامساً، وتحقيق الاستدامة سادساً، وتوفير نظم اقتصادية عادلة سابعاً، والتعاون السياسي الدولي ثامناً، وبناء الدولة العادلة تاسعاً، وتمكين المجتمعات الأقل حظاً في المستقبل عاشراً. 

شدني ما ذهبت إليه البروفيسورة تاييدي وودز من جامعة أكسفورد في طرحها، عندما قالت: إن التحدي الأساسي يتمثل في تبني الحكومات عقلية إيجابية، تمكنها من تحقيق التغير المطلوب، لكي تصبح من خلاله أكثر تفاعلاً وقرباً من المجتمع، وأكثر كفاءة في تحقيق تطلعات أفراده، معتبرة أن الثقة تمثل أساساً مهماً لبناء الفرص المستقبلية سواء كانت بين المجتمع والحكومة، أو بين حكومة وحكومة، أو بين مجتمع ومجتمع. 

أما لماذا شدني الطرح القادم من مؤسسة تعليمية عريقة بحجم أكسفورد والموجه لحكومات العالم؟

 فلأن هكذا ممارسة تطبقها حكومة دولة الإمارات على أرض الواقع يومياً، ومنذ زمن بعيد، ولهذا باتت الإمارات نموذجاً عالمياً، ولهذا محاكاتها للمستقبل باتت صناعة محلية تمضي بسلاسة وسرعة قلّ نظيرهما إقليمياً وعالمياً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"