عادي

منتدى التعليم العالمي يعزز مهارات المستقبل خلال الخمسين القادمة

19:56 مساء
قراءة 5 دقائق

دبي: محمد إبراهيم

كشف الدكتور محمد المعلا، وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية، ملامح منهجية عمل الوزارة خلال الخمسين عاما المقبلة، إذ ترتكز على بناء نظام تعليمي ذو جودة عالية يضمن التنافسية في مرحلة الطفولة المبكرة، ومنظومة تعليمية عالمية مبتكرة تعزز مهارات المستقبل، وتوائم مخرجات التعليم العالي مع احتياجات سوق العمل المستقبلي.

جاء ذلك خلال منتدى التعليم العالمي ومعرض مستلزمات وحلول التعليم (النسخة الرابعة عشرة)، الذي بدأ أعماله أمس برعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تحت شعار «إبداع اليوم.. فرص الغد».

وشهد حفل الافتتاح الدكتور حمد اليحيائي، الوكيل المساعد لقطاع المناهج، ومطر الهاملي، الوكيل المساعد لقطاع الخدمات المساندة، وبمشاركة عدد من الضيوف والمتخصصين في التعليم الذين سيشاركون في الجلسات والورش المقامة في المعرض طوال انعقاده لطرح أحدث الأفكار عن تطوير المناهج الدراسية، وتدريب المعلمين والتقدم التكنولوجي.

قناعات ورؤي

وأكد الدكتور محمد المعلا، خلال كلمته أمام المؤتمر، أن الوزارة تركز خلال ال 50 عاماً المقبلة على بناء منظومة مؤهلات وطنية متقدمة ومرنة، تتواكب مع متطلبات التنمية الاقتصادية المستقبلية، فضلاً عن منظومة خدمات مستدامة لأصحاب الهمم بدءاً من الاكتشاف المبكر إلى قيادة المستقبل، ومنظومة شمولية استباقية لرعاية المواهب، تحفز على الإنتاج والتنافسية، وتوفير رفاه وجودة حياة مستدامة في بيئات التعلم. مشيراً الى أن الهدف الاستراتيجي من هذه المرتكزات يكمن في التحول إلى بيئات تعلم مستقبلية، تحفز الابتكار وتدمج التعليم في كافة القطاعات.

وقال إن التظاهرة التربوية تأتي عن قناعات ورؤية راسخة بضرورة استدامة التعليم، والبحث في أفضل الحلول المستقبلية لضمان مسارات أكثر تشعباً وفعالية، تحقيقاً لجودة التعليم. عادّاً وجود ثلة من الخبراء والمتخصصين فرصة استثنائية متجددة لمناقشة قضايا تعليمية معاصرة ومستجدة، والبناء على ما تجسد من إنجازات تربوية، بعد فترة عصيبة مرّ بها العالم نتيجة جائحة «كورونا»، التي ألقت بظلالها على قطاعات عدة ومنها التعليم، وهو ما استدعى تعاون العالم وتكاتفه من أجل تجاوز هذه المحنة، والذي أسهم بدوره في تسريع وتيرة التعافي، والاعتماد على الحلول الذكية وتكنولوجيا التعليم لمواصلة رحلة التعلم.

سفيرة متجولة

وفي الجلسة الرئيسية قدمت بيرجيت ليو، السفيرة المتجولة للتعليم بوزارة التعليم والبحوث في إستونيا، ورقة عمل بعنوان «جودة الحياة في أوقات التعليم الهجين»، تحدثت فيها عن التغييرات غير المتوقعة التي واجهت التعليم وخاصة المعلمين والطلبة خلال الجائحة، وتطرقت إلى تجربة إستونيا في هذا الجانب ومدى التأثيرات التي خلقتها الجائحة، بالرغم من أن إستونيا من الدول المتميزة في التعليم الإلكتروني، منذ سنوات. وأشارت إلى أن كثيراً من المشكلات كانت موجودة في تجربة التعلم الإلكتروني قبل الجائحة ولكن لم تعرف أو ترصد.

التكنولوجيا والموهبة

في الجلسة الثانية التي حملت عنوان «التكنولوجيا والموهبة يشكلان مستقبل التعليم»، تحدث الدكتور «بيتارستويانوف» المؤسس والشريك الإداري لشركة ابتكار، عن التحديات التكنولوجية واستشراف المستقبل، مؤكداً أن العالم يمتلك إرثاً من الابتكار والتعليم والتطور التكنولوجي عبر علوم الفلك والنجوم. مشيراً إلى اختلاف التحديات التي كانت يواجهها العالم سابقاً عن الوقت الحاضر، وكذلك المهارات.

حاجة ماسة

من جانبه تحدث وسيم قدورة خبير المناهج في الوزارة، مدير تنفيذي في تمكين التعليم الرقمي، في جلسة نقاشية تحت عنوان «تطبيق الذكاء الصناعي والتقنيات الحديثة في تعليم الرياضيات وحل المشاكل السلوكية» عن أن هناك حاجة ماسة لجيل قادر على إيجاد برمجيات للاستفادة من كم البيانات المتوفرة وتطوير حلول استناداً لهذه البيانات، مشدداً على ضرورة إعادة الفهم العميق لمادة الرياضيات ليتمكن الطلبة من خلق الحلول دون رهبة او خوف، مشيراً إلى أن تعليم الرياضيات بات أكثر سلاسة، موضحاً أن الوزارة عملت على بناء شبكة تضمنت 2600 مهارة اساسية في الرياضيات، وأطلقت مسابقة استهدفت طلبة المدارس شارك فيها أكثر من 127 الف طالب نشط على المنصة.

مهارات جديدة

وأشار إلى إعداد امتحان للطلبة شارك فيه نحو 72 ألف طالب اختبرت مهاراتهم ومعارفهم في السنتين السابقتين بنسبة 75 % وخصص 25% للمهارات الجديدة، موضحاً أن المسابقة مكنت الطلبة من إنجاز أكثر من مليون نشاط، مشدداً على أن تقنيات الذكاء الاصطناعي لا يمكن لها أن تحل مكان المعلم، بل تساعده وتوفر وقته وتضع قدراته في مكانها.

وأوضح أنه نفذت 600 ساعة تدريبية العام الماضي لعدد من المعلمين ويجري الإعداد ل12 دورة مختلفة عن الاستفادة من المعلومات التي تقدم عبر المنصات وقال ان الطلبة اصحاب المستويات الضعيفة تكون سلوكياتهم سلبية بسبب عدم فهم المائدة وحالة الشعور بالملل التي تتسلل لهم.

التأهيل السلوكي

وتحدث فهد النمري، مؤسس ومدير تنفيذي لمنصة «ينمو» عن كيفية الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في علاج السلوكيات السلبية، واستعرض عدداً من الحلول الجديدة لكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في تأهيل المتعلمين سلوكياً في القاعات الصفية وخارج المدرسة.

ويوفر هذا الحدث للمهنيين التربويين منصة تتيح لهم التعرف إلى الحلول المبتكرة، لمعالجة مشاكل التعلم ومشاركة أفكارهم وخبراتهم عن أحدث أساليب التدريس المصممة، التي تلبي احتياجات الفصول الدراسية التربوية الحديثة، وتغير الطريقة التي يتعلم بها طلاب اليوم.

1
د. محدثة الهاشمي

فرصة التواصل

وقالت الدكتورة محدثة الهاشمي، رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص، تركز الهيئة من المشاركة في منتدى هذا العام، على تحقيق أقصى قدر من الاستفادة، لأهمية هذا الحدث، الذي يتيح فرصة التواصل مع الخبراء التربويين من جميع أنحاء العالم، ومشاركتهم استراتيجيات التدريس المبتكرة، والحلول الفعالة في تطوير معرفة ومهارات الطلبة، وتلبية احتياجاتهم ومساعدتهم على تحقيق نتائج أكاديمية أفضل.

وأكدت أهمية مشاركة الهيئة في الأحداث التعليمية الدولية، «كونها تضع الطلاب في قلب عملية التعلم، لمساعدتهم على إنشاء خبراتهم التعليمية الفردية وتحقيق التميز، موضحة أن المشاركة توفر فرصة كبيرة للاطلاع على آخر المستجدات التعليمية، والتطورات التي يشهدها الحقل التربوي، لاعتماد أفضل ممارسات التعلم في هذا المجال، والارتقاء بجودة التعليم الخاص في إمارة الشارقة».

1
علي الحوسني

اكتساب الخبرات

وأوضح علي الحوسني، مدير هيئة الشارقة للتعليم الخاص، أن الهيئة تسعى باستمرار إلى المشاركة في الفعاليات والمعارض المعنية بواقع التعليم، بهدف مشاطرة تجربتها التعليمية، واكتساب المزيد من الخبرات، والاطلاع على التطورات المتلاحقة التي تشهدها المنظومات التعليمية المختلفة في العالم، بهدف إدماجها وتطبيقها بما يلبي طموحات الهيئة وتوجهاتها، عبر مواصلة العمل على تطوير أدواتها، وتعزيز قدرات أطرافها من الإداريين، والمعلمين، والطلبة وأولياء الأمور.

وأضاف الحوسني أن المشاركة الكبيرة التي يشهدها المعرض، لنخبة من المتخصصين في واقع التعليم ومجالاته، تسهم في التعرف إلى الأفكار المبتكرة حول تطوير مناهج التعليم، وتمكين قدرات المعلمين، بما ينعكس على الواقع التعليمي العام، ويضمن تحقيق مخرجات أكاديمية، وينشيء أجيال من الطلبة القادرين على التميز والإبداع في خدمة مجتمعهم وازدهاره.

وتضمنت فعاليات اليوم الأول ندوات وجلسات مبتكرة وحلقات نقاش وورشاً، بمشاركة مئات الشركات التي تعرض أحدث المنتجات والخدمات التعليمية، والحلول التعليمية وأحدث التقنيات التي ينتهجها المعنيون بالحقول التعليمية، لاستخدامها في سعيهم نحو تحقيق التميز في فصولهم الدراسية.

منصة مثالية

يعد المنتدى والمعرض منصة مثالية لالتقاء المسؤولين والتربويين والعاملين والمهتمين بقطاع التعليم، والاطلاع على أحدث المنتجات والحلول العصرية المواكبة لاحتياجات الفصول الدراسية، ويعكس المعرض حرص وزارة التربية والتعليم على الاستفادة من مختلف التجارب التعليمية الرائدة في دول العالم، فضلاً عن جهودها الحثيثة لمواكبة آخر التطورات التقنية والتكنولوجية في مجال التعليم.

حلول ذكية

أكد الدكتور محمد المعلا، وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية، أن الحدث يجسد فرصة استثنائية متجددة لمناقشة قضايا تعليمية معاصرة ومستجدة، والبناء على ما تجسد من إنجازات تربوية، بعد مرحلة عصيبة مرّ بها العالم نتيجة جائحة "كورونا"، التي ألقت بظلالها على قطاعات عدة ومنها التعليم، وهو ما استدعى تعاون العالم وتكاتفه من أجل تجاوز هذه المحنة، الذي أسهم في تسريع وتيرة التعافي، والاعتماد على الحلول الذكية وتكنولوجيا التعليم لمواصلة رحلة التعلم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"