عادي
أكد العمل على تحديث الاستراتيجية الوطنية للطاقة

المزروعي: ملتزمون برفع الطاقة الانتاجية إلى 5 ملايين برميل يومياً

20:33 مساء
قراءة 5 دقائق

أبوظبي: عدنان نجم و«وام»

أكد المهندس سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، أن الإمارات ملتزمة برفع الطاقة الإنتاجية إلى 5 ملايين برميل بحلول 2030، مشيراً إلى أن على الدول أن تقوم بدورها في زيادة الاستثمارات.

وقال المزروعي في حديث لوسائل الاعلام على هامش معرض «أديبك»: «سعداء بفوز مصر باستضافة فعاليات كوب 27، و كذلك نحن فخورون في الامارات باستضافة كوب 28، وهذا يدل على التزام دول الشرق الاوسط بتغير المناخ، واننا كدول وشعوب مستعدون للعمل مع بعض مع دول العالم نحو الالتزامات المناخية، و لدينا التزام بتوفير مصادر طاقة مستدامة خلال الفترة الانتقالية التي ستشهد طلب على الطاقة، خاصة مع ازدياد اعداد شعوب العالم، الى جانب مكافحة الفقر».

المحافظة على البيئة

وكذلك، قال خلال مشاركته في الجلسة النقاشية الوزارية الافتتاحية لمؤتمر ومعرض أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2021» إن دولة الإمارات تحرص على أن تكون أحد الرواد العالميين في مجال المحافظة على البيئة والحد من تأثير التغير المناخي على العالم أجمع، ومركزا عالميا للحفاظ على بيئة مستدامة تدعم الاقتصاد الأخضر مؤكدا أن التزام الدولة لا يقتصر فقط على تصدير النفط بل بتحقيق مستوى صفري من انبعاثات الكربون، عبر تشريعات ومبادرات ومشاريع طموحة هدفها خلق توازن بين إنتاج الطاقة والنمو الاقتصادي وبين المحافظة على البيئة ودعم قضية التغير المناخي.

وشدد على أن الإمارات لديها خطط ومبادرات للحياد المناخي لتكون بذلك أول دولة شرق أوسطية تعلن عن مبادرتها الاستراتيجية للحياد المناخي 2050.

وقال : «رغم أن دولة الإمارات تتمتع باحتياطيات نفطية وفيرة، إلا أنها تعد من البلدان الأكثر اهتماما بالطاقة النظيفة و بدأت منذ وقت مبكر تحديد المبادرات والرؤى الطموحة للانتقال لمرحلة جديدة، عنوانها تنويع مصادر الطاقة، والمحافظة على البيئة وإن الدولة ستؤكد للعالم التزامها بالحياد المناخي وقدرتها على التطور الاقتصادي المستدام وتفادي القضايا غير المرئية التي من الممكن أن تقود إلى مشاكل أخرى منها البطالة والفقر».

وأوضح، أن الإمارات تعمل بشكل دؤوب على زيادة كفاءة عمليات إنتاج البترول والغاز والبتروكيماويات وتقليل البصمة الكربونية، وذلك من خلال اعتماد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتقنيات المستدامة منها على سبيل المثال التقاط الكربون واستغلاله في تعزيز إنتاج البترول وعبر عن التطلع إلى بناء القدرات لتكون الدولة أحد المزودين الرئيسين لطاقات المستقبل بكافة أنواعها المتجددة، والنووية، والهيدروكربونية، وطاقة الهيدروجين.

العالم الجديد

وفي سياق متصل، أكد سهيل المزروعي في الجلسة الوزارية الثانية التي حملت عنوان «الطاقة في العالم الجديد»، أن مصادر الطاقة هذا العام، لا سيما الوقود الأحفوري، شهدت إقبالا كبيرا بفضل عودة الحياة إلى طبيعتها وانتعاش النشاط الاقتصادي العالمي بعد جائحة «كوفيد 19» وتخفيف القيود على السفر.. لافتا إلى أن التزام «أوبك +» وحلفائها بزيادة إنتاج النفط 400 ألف برميل يوميا على أساس شهري، يساهم في استقرار السوق، والتوازن بين العرض والطلب وتوقع زيادة العرض مقابل الطلب خلال الربع الأول من العام المقبل 2022 ما يعتبر عام التوازن بين العرض والطلب، داعيا إلى ترشيد استهلاك الطاقة بمقدار الثلث، لتجنب نضوب جميع مصادر الطاقة وأكد أن تكنولوجيا المستقبل ستلعب دورا مؤثرا وفاعلا في حل هذه الإشكالية.

وقال: «إن دولة الإمارات مستمرة في استثماراتها في قطاع الطاقة، وذلك لسد الطلب المتنامي وضمان الاستقرار في الأسواق العالمية، وأنه من الضروري المحافظة على التوازن بين العرض والطلب في أسواق النفط والغاز، من خلال التنسيق والعمل المشترك بين الدول المنتجة لتحقيق نمو مستدام وبوتيرة مناسبة لجميع الأطراف، وإنه في ظل الأجواء العامة بقرب التعافي التام من أزمة»كوفيد 19«، يجب علينا جميعا الحذر من النمو المتسارع في قطاع الطاقة» مؤكدا في الوقت ذاته أن دولة الإمارات ملتزمة نحو التحول لمستقبل منخفض الكربون والمحافظة على المناخ من خلال تقليل الانبعاثات، وإننا في الإمارات نسعى لتحقيق تلك المستهدفات من خلال تنفيذ استراتيجية الطاقة 2050 والتي تستهدف خفض ثاني أكسيد الكربون في الدولة بواقع 70%.

إلى ذلك، أكد الوزير أن الإمارات من الدول السباقة عالمياً في التحول نحو الطاقة النظيفة، وقال إن الدولة حدّدت مبكراً أهدافها طويلة المدى في مجال الطاقة، وفي سبيل ذلك أطلقت الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050، والتي تسعى من خلالها إلى خفض الطلب على الطاقة بنسبة 40%، ورفع مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في الدولة إلى 50%.

وقال في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الإمارات «وام»، على هامش فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2021»، إنه يجري العمل حالياً على تحديث الاستراتيجية الوطنية للطاقة؛ لمواءمة التطورات الحاصلة في قطاع الطاقة على المستويين المحلي والعالمي، وأكد أن الدولة التي انتهجت استراتيجية مبنية على تنويع مصادر الطاقة كجزء مهم لهدفنا الأكبر وهو خلق اقتصاد متنوع ومزدهر ومستدام، كانت ولا تزال سباقة في اعتماد أفضل الممارسات العالمية في قطاع الطاقة جنباً إلى جنب مع آخر التطورات التكنولوجية العالمية.

الطاقة النظيفة

وذكر أن الطاقة الإنتاجية للمصافي في الإمارات تبلغ 1.2 مليون برميل يومياً، فيما تصل الطاقة الإنتاجية من النفط الخام في الإمارات إلى 4.2 مليون برميل يومياً لتعزز الإمارات مكانتها ضمن أكبر 6 دول من حيث احتياطيات النفط والغاز على مستوى العالم.

و أضاف أن الإمارات تمكنت خلال فترة قياسية من التوسع في مجال الطاقة النظيفة، بفضل التشريعات والقوانين التي واكبت التطورات الحالية والتحديات المستقبلية، ووضع أهداف طموحة للمستقبل، والتي بدورها عززت من منظومة الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي، الذي يمثل محور الاقتصادات الوطنية.

وأشار الوزير إلى أن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050 يعكس جهود الدولة لتحقيق استدامة موارد الطاقة وضمان التنمية المستدامة في الدولة، التي حققت إنجازاً نوعياً بصياغة أول استراتيجية موحدة للطاقة بها، تتضمن الإنتاج والاستهلاك، وتعدّ مؤشراً على قوة ونضوج قطاع الطاقة بالإمارات.

مزيج الطاقة

وأضاف: «الإمارات كانت من أوائل الدول التي اعتمدت الطاقة المتجددة كجزء مهم في منظومة مزيج الطاقة.. وقمنا على أرض الواقع بتنفيذ العديد من المشاريع العالمية كمجمع الشيخ محمد بن راشد للطاقة الشمسية، الذي يعدّ الأكبر من نوعه في العالم، والعديد من المشاريع الأخرى في إمارة أبوظبي، بالإضافة إلى ذلك، تعمل الجهات المعنية في الدولة على دراسة الفرص المتاحة لمصادر الطاقة الجديدة».

وقال المزروعي: «إن النفط والغاز سيظل جزءاً أصيلاً لا يتجزأ من خليط الطاقة المستقبلي للدولة، إلى جانب الطاقة النظيفة، ونحن نستهدف من خلال الاستراتيجية الوطنية للطاقة رفع حصة مساهمة الطاقة النظيفة إلى نسبة 50% من خليط الطاقة، وذلك بحلول عام 2050.

وأضاف أن الدولة بدأت في البحث عن مصادر جديدة للطاقة، متمثلة بالبحث عن إمكانية الاستخدام المستقبلي للهيدروجين كأحد مصادر الطاقة، وتقوم الإمارات بإنتاج واستهلاك الهيدروجين كجزء من عمليات تكرير النفط، ويعتبر إنتاج الهيدروجين من مصادر الوقود الأحفوري في منطقتنا وهو الأكثر تنافسية حالياً حيث يبلغ 1.5 دولار للكيلوجرام؛ لذلك يمثل إنتاج الهيدروجين من الهيدروكربونات نقطة انطلاق مهمة في توظيف الهيدروجين كمصدر للطاقة، بدءاً من الهيدروجين الرمادي، والانتقال إلى الهيدروجين الأزرق، ومن ثم الأخضر.

وقال: «إننا في الإمارات منفتحون على جميع أنواع الطاقة التي تتوافق مع مواردنا الطبيعية، وحريصون على تنويع مصادر الطاقة والحفاظ على التوازن بين مختلف مصادر الطاقة، بما يدعم التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر، ونحن في وزارة الطاقة والبنية التحتية نركز حالياً على التعاون المحلي والدولي للقطاع الخاص لدراسة تقنيات المستقبل في الطاقة النظيفة، مثل الطاقة الشمسية والحرارية والهيدروجين».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"