عادي

تعرف إلى لاعبين من زجاج

12:37 مساء
قراءة 5 دقائق
جاريث بيل«اللاعب الزجاجي» في ريال مدريد
ديمبلي «اللاعب الزجاجي» في برشلونة
جاك ويلشير بعد تعرضه للإصابة مع أرسنال

إعداد: معن خليل
هناك طرافة شاعت مؤخراً عن الفرنسي عثمان ديمبلي جناح برشلونة، تقول بعدما أظهرت الكاميرات تعابير وجهه عندما شارك بديلاً في مواجهة دينامو كييف في دوري أبطال أوروبا في نوفمبر الجاري، إن اللاعب بدا مستغرباً بعدما رأى أنسو فاتي يرتدي الرقم 10 بدلاً من ميسي الراحل إلى باريس سان جيرمان الفرنسي في الصيف، وإن هناك لاعباً شاباً جديداً في التشكيلة اسمه جافي، كما استغرب من عودة تشافي مدرباً بعدما كان يظن أنه مازال يلعب، وسيستغرب أكثر عندما يرى البرازيلي داني ألفيش يعود مجدداً للنادي، لأن كل ذلك يحصل في النادي الكتالوني، وهو يقضي معظم وقته في العيادة وليس المستطيل الأخضر.
الطرافة تعبر عن حقيقة وضع ديمبلي الذي تعرض في الثالث من نوفمبر الجاري للإصابة في التدريبات بعد يومين من أول مباراة يشارك فيها لمدة 25 دقيقة أمام دينامو كييف إثر عودته من إصابة كانت أبعدته لفترة 5 أشهر عن الملاعب.
وكلف ديمبلي خزينة برشلونة 120 مليون يورو عندما انضم إليه في أغسطس 2017 قادماً من دورتموند الألماني وحتى أغسطس 2019 كان غاب عن الملاعب لفترة 263 يوماً، وحتى 3 نوفمبر 2021 تعرض إلى 13 إصابة، ولم يخض سوى 119 مباراة وغاب عن 98 لقاء كاملاً، ليستحق لقب «اللاعب الزجاجي» عن جدارة.
مصطلح شائع
أصبح مصطلح «اللاعب الزجاجي» شائعاً في كرة القدم، وذلك بسبب كثرة إصابات بعض اللاعبين، الذين يتم تشبيههم بالزجاج الذي يتعرض للكسر عندما يضرب، وحتى ولو كانت الضربة خفيفة، وهناك لاعبون استحقوا هذه التسمية، حيث غابوا عن أنديتهم بنسب أعلى بكثير من مشاركتهم فيها، والمفارقة أن من يتصدر القائمة في السنوات الخمس الأخيرة هو ديمبلي الذي أهدر موهبته الفذة في العيادة.
وتعيد حالة اللاعب ديمبلي قصص العديد من اللاعبين الزجاجيين، وقد يكون أبرزهم أيضاً في السنوات الأخيرة لاعب ريال مدريد الإسباني.
وانضم جاريث بيل إلى ريال مدريد في عام 2013 بصفقة قياسية بلغت 100 مليون يورو، وقد عانى منذ ذلك الوقت إصابات عضلية متلاحقة، أبعدته عن الملاعب لمدة طويلة، وأصبح يقضي وقته في عيادة النادي أكثر من ذلك الذي يقضيه على الملعب، كأنه لاعب مصنوع من زجاج، وقد حصل وبجدارة على لقب «اللاعب الزجاجي» وهو سجل حتى عام 2017 فقط 20 إصابة وابتعاداً طويلاً عن الملاعب وصل في سبتمبر الماضي إلى قرابة 100 مباراة غياب.
رقم قياسي
ويعترف الفرنسي أبو ديابي لاعب أرسنال السابق أنه يطلق عليه في فرنسا لقب «اللاعب الزجاجي»، وقال في مقابلة صحفية سابقة: «يقولون إنني مصنوع من الزجاج، يمكن أن يتسبب هذا الوصف بألم نفسي، لا يعرفون التضحية التي أقدمها كل يوم لمحاولة استعادة عافيتي، ماذا يمكنني أن أفعل؟ هذه قصة حياتي».
كان أبو ديابي يبلغ من العمر 19 عاماً عندما تعاقد معه أرسنال الإنجليزي عام 2006 قادماً من أوكسير الفرنسي، وقد استبشر فريق «المدفعجية» به خيراً، وشبهته الصحف الإنجليزية بأنه الخليفة المنتظر للنجم السابق باتريك فييرا، ولكن بدل أن يكون كذلك، قضى معظم وقته في غرف العلاج، وأصدرت صحيفة «الديلي ميل» تقريراً عندما غادر اللاعب في العام 2015 إلى مرسيليا الفرنسي، كشفت فيه أن اللاعب تعرض لرقم قياسي من الإصابات بلغ 42 إصابة خلال تسع سنوات.
ويتضمن السجل الكروي الغريب لأبو ديابي أنه لم يلعب سوى أربع مباريات فقط مع أرسنال في الدوري موسم 2011-2012 ثم 11 لقاء في الموسم التالي، ومباراة واحدة في موسم 2013-2014، كما لعب خمس مباريات فقط في موسمين فقط مع مرسيليا الفرنسي الذي انتقل إليه عام 2015.
وحسب تقرير «الديلي ميل» فإن «اللحظة التي غيرت مسيرة أبو ديابي وجعلتها تمضي بهذه الصورة المؤسفة، حين كان يبلغ من العمر 19 عاماً وخمسة أشهر فقط عندما قام لاعب سندرلاند دان سميث بعرقلته بعنف ما أدى إلى تهشيم كاحله، وتنتشر مقاطع فيديو لهذه الإصابة على موقع «يوتيوب» تحت عنوان «أكثر الإصابات المروعة في عالم كرة القدم»، ووصف فينجر( مدرب نادي أرسنال آنذاك) التدخل بأنه عرقلة قاتلة».
من جهتها، كشفت صحيفة «ميرور» الإنجليزية أن «أبو ديابي لم يشارك سوى في مباراتين فقط في كافة المسابقات ( من 2013 حتى 2015)، و23 لقاء في 4 مواسم( حتى 2017 مع أرسنال ومرسيليا)».
وأضافت الصحيفة أن «اللاعب الفرنسي شارك في 182 مباراة مع أرسنال على مدار 9 مواسم بمعدل 22 مباراة في العام، وسجل 19 هدفاً».
وكان أبوديابي أصبح في فترة من الفترات محط سخرية عارمة من طرف الجماهير ومادة دسمة للصحف العالمية بعد أن دخل تاريخ كرة القدم، وبات اللاعب الوحيد في عالم كرة القدم الذي يتعرض لإصابات في جل مناطق جسده، لذلك فان لقب «اللاعب الزجاجي» استحقه عن جدارة لسهولة وسرعة تعرضه للكسور وإصابات الملاعب.
كما كشفت صحيفة «الديلي ميل» أن «اللاعب الفرنسي دخل تاريخ كرة القدم باعتباره الوحيد الذي غاب أكثر مما لعب، حيث إن الرجل الزجاجي غاب عن الملاعب ما يعادل 222 أسبوعاً».
وهناك لاعب آخر دخل سجل الأرقام القياسية لـ«اللاعب الزجاجي»، هو الألماني ماركوس ريوس مهاجم نادي بوروسيا دورتموند الألماني، وصاحب الموهبة الكبيرة، التي كان يمكن من خلالها أن يصبح أحد أفضل اللاعبين في العالم لولا كثرة الإصابات التي تلاحقه.
ويعرف ريوس بأنه «اللاعب الزجاجي» الأول في ألمانيا، وخلال لقاء صحفي سابق، قال ريوس: «مستعد لإنفاق جميع ثروتي من أجل الشفاء من الإصابات، وذلك من أجل القيام بعملي فأنا أحب لعب كرة القدم».
وأخطر إصابة تعرض لها ريوس كانت في مايو 2017، حيث تعرض لتمزق جزئي في الرباط الصليبي لركبته اليمنى خلال مواجهة دورتموند أمام آينتراخت فرانكفورت في نهائي كأس ألمانيا، مما استوجب علاجه لفترة دامت 8 أشهر.
وانضم ريوس إلى بوروسيا دورتموند عام 2012، وقبلها كان مع بوروسيا مونشغلادباخ، وهو تعرض لنحو 40 إصابة في ظرف ثمانية مواسم، وغاب بسبب ذلك عن بطولات كبرى مع منتخب ألمانيا، وهي كأس العالم لعام 2014، وكأس أمم أوروبا 2016 في فرنسا، وكأس القارات 2017 في روسيا.
ولا يمكن إغفال أيضاً سوء الحظ الذي رافق مسيرة اللاعب الإنجليزي أوين هاريجريفز، الذي اختير كأفضل لاعب إنجليزي في كأس عالم 2006، لكن استحق أن يكون «الرجل الزجاجي» عن جدارة، حيث لم تكن مسيرته في الملاعب أطول من مسيرة إصاباته، فبدأ غيابه عن الملاعب عام 2007 عند تعرضه لإصابات متعددة مثل كسر في الساق وإصابة في وتر الركبة ووهن في عضلات الساق المكسورة، وكان من أكبر المفارقات أن اللاعب الذي لعب أيضاً مع بايرن ميونيخ الألماني، عاد للعب في نوفمبر عام 2010 في مباراة مع فريقه مانشستر يونايتد الإنجليزي بعد غياب دام 777 يوماً، ثم خرج مصاباً بعد ست دقائق من الدفع به.
أما التشيكي توماس روزيسكي فله حكاية مشابهة، ولشدة موهبته أطلقت عليه تسمية «موزارت الصغير»، لكن لاعب أرسنال كان من أكثر اللاعبين عرضة للإصابات، وأشهرها عام 2008 خلال مباراة له مع أرسنال أمام نيوكاسل يونايتد في كأس الاتحاد الإنجليزي، حيث لم يشارك إلا خمس دقائق ثم خرج مصاباً ومنذ تلك المباراة، غاب عن مباريات منتخبه التشيكي في يورو 2008 ولم يشارك معه إلا في عام 2009 في مباريات تصفيات كأس العالم 2010.
جاك المنحوس
أما الإنجليزي جاك ويلشير، فهو بحق «اللاعب الزجاجي» المنحوس، وقد عاد في سبتمبر عام 2012 إلى الملاعب بعد غياب لمدة 14 شهراً بسبب مشكلة مزمنة في الكاحل، وتعرض لإصابات كثيرة بعد ذلك، ولم يلعب مع أرسنال من موسم 2008-2009 حتى موسم 2017-2018 سوى 197 مباراة، ومع وست هام من موسم 2018-2019 حتى 2020-2021 سوى 19 مباراة في كافة المسابقات.

الصورة
أبو ديابي
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"