دولة الأرقام الكبيرة

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين

تؤكد الإمارات يوماً بعد يوم أنها دولة الأحداث الكبيرة، والأرقام الكبيرة، ومن يطالع خريطة الدولة، خلال هذا الأسبوع، سيجد أنها استطاعت أن تجمع العالم، من خلال الفعاليات والمؤتمرات والمعارض التي تغطي قطاعات مختلفة، وتستقطب زواراً من كل القارات، جاؤوا سواء للمشاركة، أو للزيارة، أو لعقد صفقات واتفاقيات، أو لبحث خطط مستقبلية مع أطراف من دول مختلفة. 
الأرقام تتحدث أحياناً فتكون خير معبِّر عن الواقع، تعكس الصورة الشاملة وكأننا من خلالها نرسم خريطة، فتتشكل لوحة تنبض حياة. الحدث الأكبر هو «إكسبو دبي ٢٠٢٠» الذي سجل ٣,٥٧٨,٦٥٣ زيارة فردية حتى منتصف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أي بعد ستة أسابيع فقط، من انطلاق فعاليات هذا الحدث الدولي الضخم، والممتدة حتى الاختتام مدة ستة أشهر، ومن الطبيعي أن يشهد في الأشهر المتبقية الكثير من الزيارات والإنجازات التي ستضاف إلى رصيد الإمارات. 
ليس «إكسبو ٢٠٢٠» هو الحدث الأوحد الذي يجذب الناس إلى دانة الدنيا، فقبل يومين كان افتتاح معرض دبي للطيران الذي خالف كل التوقعات بعد أن بلغت قيمة صفقات يومه الأول فقط ١٣٨ مليار درهم، متحدياً القلق العالمي من انعكاسات ظروف كورونا على هذا القطاع، وتلك الصناعة. 
العاصمة أبوظبي محطة مهمة أيضاً للقاء شخصيات عالمية، حيث افتُتح أمس مؤتمر ومعرض أبوظبي الدولي للبترول «أديبك ٢٠٢١»، وهو أحد أكبر المعارض الخاصة بصناعة الطاقة العالمية؛ أبوظبي تستضيف في هذا الحدث وحتى ١٨ نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أكثر من ١٦٠ شخصية بارزة من وزراء البترول والطاقة، إلى رؤساء أكبر وأهم شركات البترول والطاقة في العالم، وخبراء متخصصين في هذا المجال.
الشارقة استضافت نحو مليون و٧٠٠ ألف زائر من ١٠٩ جنسيات في عرسها السنوي «معرض الشارقة الدولي للكتاب» الذي استمر ١١ يوماً، واختتم دورته الأربعين التي كان شعارها «هنا.. لك كتاب»، بنجاح يبشر باستمرارية الإقبال بشغف ولهفة على القراءة، وحرص الناس على شراء الكتاب، وانتصار الفكر والثقافة التي تمكنت من مواكبة التطور والاندماج مع عالم الإلكترونيات والتكنولوجيا. في الشارقة تلاقى الناشرون من مختلف أنحاء العالم مع القراء الذين يعيشون على أرض الإمارات، ومع كل من ينتظر هذا الحدث السنوي كي يشارك، أو يزور ويستفيد. 
دولة الأرقام الكبيرة، تفتح دائماً قلبها الكبير لتستضيف كل من يقصدها بالقدر نفسه من الاحترام والمساواة، وتحرص باستمرار على أن تكون في الطليعة، وستبقى كذلك.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"