عرس الثقافة

00:14 صباحا
قراءة دقيقتين

علاء الدين محمود

على مدار 11 يوماً عاش عشاق القراءة والاطلاع في رحاب معرض الشارقة الدولي للكتاب؛ المهرجان الثقافي العالمي، والمنصة الأكبر لبيع الكتب، وخلال الأيام الفائتة استمتع جمهور المعرض بما حملته دور النشر من مؤلفات وإصدارات، وبالأنشطة الثقافية والفنية والإبداعية المختلفة، من ندوات وأمسيات شعرية، ومحاضرات جمعتهم بكبار الشخصيات العالمية في مجال الأدب والإعلام والتكنولوجيا الرقمية والفنون، في أجواء مثالية تحث على المتعة واقتناء المؤلفات والكتب، فكان أن توافدت الحشود الجماهيرية منذ أول يوم، بفئاتهم المتباينة، الكبار والصغار، وبمختلف ميولهم الأدبية والإبداعية والمعرفية، ليشهدوا أياماً تبقى في الذاكرة، ليكون الوعد هو دورات قادمة تحمل الجديد والمبتكر، وتشهد لمعرض يظل يتطور من دورة إلى أخرى نحو الأفضل متجاوزاً المحلية والإقليمية ومعانقاً للعالمية بما قدم وظل يقدم من بذل ثقافي ومعرفي وابتكار متجدد.

ولئن كانت كل دورة من دورات المعرض تحمل جديداً على مستويات التنظيم والأنشطة الثقافية، فإن الدورة ال40، قد جاءت حافلة بالإنجازات على صعد مختلفة؛ حيث حققت تقدماً تفاخر به البلدان العربية، وتستقبله الدول العالمية بكل بشر وحفاوة، ومن تلك الإنجازات الكبيرة والعديدة، كان الإعلان عن «الشارقة للكتاب»، المعرض الأكبر في العالم على مستوى بيع وشراء حقوق النشر لعام 2021، متفوقاً على منصات عالمية ذات اسم وصيت كبيرين تزيد في أعمارها على مئات السنوات، وهو الأمر الذي يشير إلى الاهتمام الكبير الذي يجده، والدعم السخي الذي يتوفر له، والإمكانات الهائلة التي يحظى بها، وقد ظهر ذلك جلياً من خلال الضيوف المشاركين، وكان على رأسهم عبد الرزاق جورنا الفائز بجائزة نوبل للأدب خلال دورتها الأخيرة، إلى جانب عدد من الضيوف المؤثرين في مجالهم على مستويات الأدب والإعلام والتحفيز والفنون وغيرها من المجالات الإبداعية.

وجاءت الدورة الحالية، والعالم يخرج تدريجياً من أزمة جائحة «كورونا»، التي كان لها انعكاساتها السالبة على الثقافة والنشاط الإبداعي في مختلف أنحاء العالم؛ إذ كاد أن يتوقف تماماً، ولئن كانت الدورة الفائتة قد عقدت في أثناء الجائحة بروح التحدي الإنساني الذي يغالب الصعاب، فإن النسخة الحالية شهدت عودة الحياة، عبر استئناف البرامج والأنشطة الثقافية والإبداعية بصورة مباشرة للجمهور، فكانت تلك الفعاليات، التي اجتهدت إدارة المعرض في التحضير لها بصورة جيدة، هي العلامة البارزة، وهي تشكل عودة الروح للمنصة العالمية التي صارت قبلة جمهور القراءة من الداخل والخارج، وكذلك للناشرين من مختلف أنحاء العالم وبأعداد كبيرة، شاركوا في مؤتمر الناشرين الذي سبق انطلاق الدورة ال 40، وفي المعرض نفسه وهو الأمر الذي يشير كذلك إلى دقة التنظيم ووجود إدارة متمكنة تدير شؤون المعرض بصورة علمية.

ولا شك أن الناشرين وأصحاب الدور، يتسابقون لحجز مكان لهم في المحفل الثقافي الكبير في كل عام؛ وذلك لما يجدونه من اهتمام وحسن رعاية وتنظيم ودعم، وهو الأمر الذي يحفزهم لتقديم أفضل ما لديهم حتى يرتقوا لمستوى الحدث الثقافي الكبير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

صحفي وكاتب سوداني، عمل في العديد من الصحف السودانية، وراسل إصدارات عربية، وعمل في قنوات فضائية، وكتب العديد من المقالات في الشأن الثقافي والسياسي، ويعمل الآن محررا في القسم الثقافي في صحيفة الخليج الإماراتية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"