اتهمت الحكومة الفرنسية، أمس الثلاثاء، بيلاروسيا بتدبير «مسرحية مروعة» عند الحدود مع بولندا باستغلالها «آلاف المهاجرين اليائسين». وقال المتحدث باسم الحكومة غابريال أتال للصحافة «إنهم يأخذون آلاف المهاجرين اليائسين، يحشدونهم عند الحدود، يلتقطون بأنفسهم الصور، بهدف إثارة انقسامات بيننا وشرذمتنا في أوروبا، وبث الخوف بين الأوروبيين». وفي رد على سؤال حول ما إذا كانت باريس تؤيد بناء بولندا لجدار عند حدودها، أبدى المسؤول «تضامن» فرنسا مؤكداً أنه «لا يعود لنا إعطاء دروس لدول تواجه أوضاعاً كهذه». وشدد أتال على أن «أوروبا موحدة منذ بدء هذه الأزمة» في وقت يعد التكتل مع الولايات المتحدة لفرض عقوبات جديدة على نظام بيلاروسيا.
من جانبه، قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الذي يواجه تهديداً بعقوبات جديدة من قبل الاتحاد الأوروبي، إنه يسعى إلى تهدئة أزمة المهاجرين على حدود بلاده مع التكتل وسط اندلاع أعمال عنف على الحدود بين القوات البولندية وحشود من المهاجرين الغاضبين. وقال لوكاشينكو بشأن المباحثات الهاتفية التي أجراها الاثنين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إننا «اتفقنا على أنه لا أحد يحتاج إلى التصعيد، لا الاتحاد الأوروبي ولا بيلاروسيا».
ويقول لوكاشينكو إنه اقترح على المستشارة طريقة لحلّ مشكلة آلاف اللاجئين الموجودين في المخيمات على الحدود، وافقت عليها ميركل، لكنه لم يفصح عنها. كما قال لوكاشينكو أيضاً إنه يعتزم التحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لطلب المساعدة الروسية من أجل حلّ الأزمة.
وحول العلاقات مع بولندا التي يقصدها اللاجئون لدخول أراضي التكتل الأوروبي، أعرب لوكاشنكو عن رغبته في تجنّب أن تتحولّ أزمة المهاجرين إلى «مواجهة»، فيما وجه انتقادات إلى بولندا التي وضعت أسلاكاً شائكة وأرسلت آلاف الجنود إلى حدودها مع بيلاروسيا.
والثلاثاء، استخدمت القوات البولندية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد مهاجرين كانوا يرشقون عناصرها بالحجارة من الجانب البيلاروسي محاولين عبور الحدود، وكتبت وزارة الدفاع البولندية الثلاثاء على تويتر «مهاجرون يهاجمون جنودنا وضباطنا بالحجارة ويحاولون تدمير السياج للعبور إلى بولندا»، مرفقة التغريدة بمقطع فيديو يظهر اشتباكات عند الحدود. وأعلنت الشرطة البولندية إصابة أحد عناصرها إصابة بالغة يرجح أن تكون كسراً في الجمجمة «نتيجة هجوم نفذه أشخاص مدفوعون من الطرف البيلاروسي»، مشيرة إلى إلقاء قنابل صوتية وعبوات غاز مسيل للدموع على القوات البولندية.
غير أن مينسك اتهمت وارسو ب«تصعيد» أزمة المهاجرين، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية «نرى اليوم من الجانب البولندي استفزازات مباشرة ومعاملة لا إنسانية لأشخاص مستضعفين». كذلك نددت روسيا باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد المهاجرين، واعتبر وزير الخارجية سيرجي لافروف ذلك «غير مقبول إطلاقاً». (وكالات)
