توحيد الجهود

الحديث عن مرض السكري الذي يعتبر من القضايا الصحية الهامة لأسباب عديدة أهمها نسب انتشاره التي تصل إلى 11.8% في الإمارات، وهي نسبة لا يستهان بها في ظل ما لهذا المرض من مضاعفات تؤثر في مختلف أعضاء الجسم ووظائفه، وحجم الضغط على القطاع الصحي من مرضى السكري سواء للمتابعة الدورية أو للبحث عن علاج للمضاعفات الخطيرة التي يتسبب بها في حال عدم الالتزام بالبرامج العلاجية المحددة من الأطباء المعالجين.
مئات الملايين من الدراهم تنفق سنوياً على كل ما يتصل بمرض السكري، بدءاً من الفحوص الدورية للكشف المبكر، مروراً ببرامج العلاج التي تختلف نوعيتها باختلاف مراحل المرض وتطوره، وانتهاء بالمضاعفات التي تشكل عبئاً على المنشآت الصحية وعلى شركات التأمين الصحي والمرضى أنفسهم، في الوقت الذي يمكن فيه الوقاية من هذا المرض بنسبة عالية تصل إلى 80% في حال الالتزام بالمشي يومياً كحد أدنى 30 دقيقة، وممارسة الرياضة بشكل منتظم والالتزام بالسلوكيات الغذائية السليمة.
الأطباء المختصون حددوا آليات الوقاية من المرض وفق دراسات وأبحاث عالمية مؤكدة، وهذا يتطلب من جميع القطاعات الصحية والقطاعات الأخرى تبني استراتيجيات واضحة ومحددة تساعد في الحد من الإصابة بالمرض، ويجب أن لا تكتفي غالبية الجهات بالفحص الدوري المجاني بين فترة وأخرى للكشف المبكر عن الإصابة بالسكري نظراً لأن 50% من مرضى السكري لا يعلمون بإصابتهم بالمرض وبالتالي لا يتلقون العلاج المناسب في الوقت المناسب ما يرفع من حدة المضاعفات وتفاقمها.
غالبية الأطباء يجمعون على أن السمنة وزيادة الوزن سبب رئيسي في الإصابة بمرض السكري، بالذات النوع الثاني، وأن معالجة السمنة والحفاظ على وزن شبه مثالي عنصر رئيسي وأساسي في الوقاية من الإصابة بمرض السكري، حتى أن المصاب بمرض السكري ويعاني من السمنة يتخلص من المرض في حال معالجة السمنة، فهل يؤخذ هذا في الاعتبار عند غالبية القطاعات في تفاصيل حياتنا اليومية بوضع آليات ومحفزات تشجع على التخلص من السمنة الزائدة.
بعض البلديات تقوم بدور رائع في هذا المجال، من خلال إنشاء ممرات نموذجية للمشاة وهواة الدراجات الهوائية، وإنشاء ملاعب رياضية في الأماكن العامة لتشجيع أفراد المجتمع على ممارسة الرياضة يومياً، ويظل السؤال.. كيف نوحد جهود استراتيجيات علاج مرض السكري والوقاية منه، بالتوسع في المراكز النموذجية في مختلف مناطق الدولة؟
 [email protected]