إعداد: مصطفى الزعبي
اكتشف علماء آثار مدينة مفقودة في القناة الإنجليزية أو «بحر المانش» المعروف بصعوبة الغوص فيه قبالة جزيرة وايت البريطانية، يعود تاريخها إلى حوالي 8000 عام، عندما كانت المملكة المتحدة لا تزال مرتبطة بالبر الرئيسي الأوروبي، وأطلق عليها أحد الغواصين اسم «مدينة الأشباح القديمة»، مع العثور على عدد من حطام السفن.
وقال العلماء: تشكلت القناة من أكبر موجات تسونامي التي سُجلت على الإطلاق، وتسبّبت في الانهيارات الأرضية المعروفة باسم «Storegga Slides» ووصلت المياه لمسافة 25 ميلاً (40 كم) إلى الداخل البريطاني، وحولت خطط المستنقعات للقناة إلى بحر كامل، مما جعل بريطانيا دولة جزرية.
وحدد موقع المدينة المكتشف لأول مرة عام 1999 خلال مسح روتيني، لكن لم يكن يعلم الغواصون ماذا يوجد في القاع؟ وكشف علماء الآثار مكاناً للأخشاب يُعتقد أنه حوض للقوارب، واستخدم العلماء أحدث التقنيات لتسجيل الهياكل.
وقال المستكشف ألبرت لين في فيلم وثائقي: «المدن المفقودة مع ألبرت لين» لعام 2019: «هناك نوع من الهيكل يبدو وكأنه طبقات من الخشب. وتبدو وكأنها مدينة أشباح قديمة، تحت الماء».
وأوضح غاري مومبر، عالم الآثار البحرية ومدير الصندوق البحري الأثري: مع ارتفاع مستوى سطح البحر تغطت بالطمي، وسحب منها كل الأكسجين، وحُفظت حتى الآن في نوع من البيئة اللاهوائية الخالية من الأكسجين.
وأضاف مومبر أن أجزاء من الموقع كانت تُستخدم لبناء القوارب، وأجزاء أخرى لصيد الأسماك، وعثرنا على أدلة على أن سكان المدينة يستخدمون الخشب، باستخدام تقنية كانت تسبق عصرها بألفي عام، ومع ذلك، فإن العمل على كشف الأسرار المتبقية في قاع البحر أصبح أكثر صعوبة، لعمق القناة.
وأكد مومبر أن الموقع، وهو الوحيد من نوعه في المملكة المتحدة، يتآكل حالياً بحوالي 50 سم كل عام.
