اشترى منزلاً

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

عدت للقاء رجل الأعمال الأوروبي المتنقل بين مدن العالم لمتابعة عمليات شركته، بعد أن كنت التقيته في يناير/ كانون الثاني الماضي في مقهى على البحر في دبي.. هذه المرة كان اللقاء في مقهى آخر جديد باشر نشاطه قبل أسابيع وبات يعج بالرواد.
سألت رجل الأعمال.. هل مازلت تتنقل بين المدن لمتابعة الأعمال؟ فرد بالإيجاب، وأوضح «لكن مشقة السفر تقلصت، فلم أعد أحتاج إلى قضاء وقت طويل في الطائرات، حيث إنني نقلت مقر إقامتي الرئيسي وأسرتي من ألمانيا إلى الإمارات، وأصبحت مقيماً هنا أتمتع بمزايا وتسهيلات وأجواء الإمارات».
وقال: «لم تعترض شركتي على قراري بل رحبت به وشجعتني عليه، وأبلغتني أسرتي بسعادتها للانتقال، وأصبحت الآن أكثر التصاقاً بعملائنا، ومازلت على تواصل آني مع زملائي في العمل، فالتقنية كفيلة بتوفير ذلك بيسر ومرونة، وأنا الآن أستمتع بهذا القرار الاستراتيجي».
سألته.. هل اشتريت منزلك أم استأجرته؟ فكان جوابه أن الشراء كان الخيار الأفضل، فالأسعار مقارنة ببلده أرخص، وآفاق الاستثمار العقاري هنا أفضل، «حتى لو قررت العودة إلى بلدي أو الانتقال إلى مكان آخر، يبقى منزلي استثماراً يدرّ علي عوائد مناسبة في المستقبل، وقد يتحول إلى منزل تقاعد لي بعد سنوات».
أضاف: «عندما حضرت إلى الإمارات في يناير، كانت الأعمال هنا جيدة مع بداية الخروج من جائحة كورونا بينما أوروبا مغلقة في معظمها، أما الآن فيبدو أنكم (في الإمارات) تعيشون مرحلة ازدهار لافت، فالشوارع مزدحمة جداً، والفنادق مشغولة بالكامل، ومراكز التسوق تعج بروادها، بينما توجد مطاعم يصعب الحجز فيها قبل أسبوع أو حتى أسبوعين». وتساءل: ماذا يحدث عندكم؟
كانت إجابتي مختصرة وبسيطة.. ما يحدث هو سياق طبيعي، فالأوضاع الصحية آمنة في الإمارات مع تراجع إصابات «كوفيد-19» إلى مستويات متدنية فيما الإجراءات الاحترازية قائمة ومتابعة من الأجهزة المعنية، أما الأعمال فهي في تحسن مع عودة الحياة إلى طبيعتها، حيث زاد الطلب بشكل واضح، في حين أن المبادرات الحكومية لتحقيق الاستدامة مستمرة، وأيضاً يستمر تدفق السياح بوتيرة أعلى للتمتع بطقس دافئ هنا، ومعهم الزوار لقضاء الأعمال وحضور الفعاليات الكبرى التي تقام بشكل شبه يومي في أنحاء مختلفة من البلاد.
كل هذا وغيره أمور كفيلة بإعادة الاقتصاد إلى تحقيق معدلات نمو إيجابية وبشكل متسارع، بما يضمن أن يكون نمواً مستداماً يحقق الفائدة للجميع، وهو أمر تسعى الحكومة إلى ترسيخه في شتى المجالات، وفق خطط هدفها الانتقال من مرحلة إلى أخرى.
جاذبية الإمارات للأعمال وللإقامة في ربوعها ليست بالأمر الجديد، ولم تأت من فراغ، فهي تقدّم لأصحاب الأعمال وللكفاءات والمستثمرين كل ما يريدونه من بنية تحتية وآفاق نمو، ورفاهية، والأهم: الثقة بالقدرة على توفير الأمان والبيئة المستقرة، مهما كانت التحديات والمفاجآت، وهو ما تأكد خلال أزمة «كورونا» العالمية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"