عادي
روايته وصلت إلى القائمة القصيرة للبوكر العربية

عبد المجيد سباطة: الكتابة درع ضد صعوبات الحياة

00:17 صباحا
قراءة 3 دقائق
عبد المجيد سباطة

حوار: نجاة الفارس

أكد الروائي عبد المجيد سباطة صاحب رواية «الملف 42» التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية، أن المشهد الثقافي الإماراتي نشيط ومكثف، يضع على عاتقه خدمة الثقافة والأدب العربي وتقديمه للعالم، عن طريق المعارض والندوات والجوائز ومختلف الأنشطة الثقافية، وأضاف ل«الخليج» لجأت إلى الكتابة، باعتبارها الدرع الوحيدة التي أعانتني على تحمل صعوبات الحياة ولا منطقيتها في الكثير من الحوادث والمنعرجات غير المتوقعة.

* كم استغرقت كتابة رواية الملف 42 ؟ وكيف انبثقت فكرتها لديك؟

- ولدت فكرة الرواية الملف عندما قرأت سطرين في موقع إنترنت يتحدثان عن قضية الزيوت المسمومة التي عرفها المغرب سنة 1959، سألت عنها الوالدين فتبين لي أنهما يعرفان تفاصيل المأساة بدقة بحكم معايشتهما لتلك الفترة، عقدت العزم إذن على الكتابة عنها وتعريف أبناء جيلي بها، من عادتي تأجيل الكتابة عن فكرة معينة إلى حين انتهاء مرحلة البحث والتوثيق التي قد تستغرق أشهراً وربما سنوات، بما يسهم في تطوير الفكرة، ولذلك استمر البحث من 2017 إلى 2019، لأبدأ بالتفرغ الكامل وإغلاق كل حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي، فاستغرقت مني الكتابة 9 أشهر كاملة، عشت معها أحداث الرواية كما لو كنت أحد أبطالها.

شهادات محورية

* ما أهم التحديات التي واجهتها أثناء كتابة الرواية؟

- يتعلق الأمر بقضية منسية في تاريخ مغرب ما بعد الاستقلال، لذلك كان البحث وجمع المصادر أمراً في غاية الصعوبة، إما لندرة هذه المصادر، أو لوجود رغبة معينة في نسيان الموضوع، لأسباب اجتماعية وأحياناً سياسية، لذلك وجدتني أتحرك في نطاق ضيق، لكن الأمور تمت على ما يرام في نهاية المطاف، بوجود أصدقاء أعزاء أرشدوني إلى مصادر بحثية مهمة، وأيضاً شهادات محورية لبعض من عايشوا تلك الكارثة وذاقوا مرارتها قبل ستين عاماً تقريباً.

* كيف تنظر إلى المشهد الثقافي في الإمارات؟

- مشهد نشيط ومكثف، يضع على عاتقه خدمة الثقافة والأدب العربي وتقديمه للعالم بأسره، عن طريق المعارض والندوات والجوائز ومختلف الأنشطة الثقافية، هي حركية لا أدل على ديناميكيتها سوى هذا الحرص الجميل على تنظيم معارض الكتاب في أبوظبي والشارقة، على الرغم من صعوبة الظروف التي فرضتها الجائحة، بما يثبت قدرة الكتاب على الوقوف في وجه كل التحديات والصعاب، وإن ظن البعض عكس ذلك.

* ما هي العوامل التي أسهمت في تشكيل شخصيتك كروائي وكاتب؟

- أعتقد بأن الكاتب في داخلي نتاج تفاصيل حياتية مختلفة، أولاً كوني وحيد والدي، ما أسهم في تقوية علاقتي بالكتب منذ سنوات طفولتي الأولى، وأيضاً شحذ ملكة الخيال التي يوفرها ذلك العيش الدائم بين سطور الأعمال الروائية والأدبية بشكل عام، كما أنني مررت بظروف شخصية معينة، لها علاقة بمساري الدراسي والمهني فيما بعد، دفعتني إلى الكتابة، وكانت هي الدرع الوحيدة التي أعانتني على تحمل صعوبات الحياة ولا منطقيتها في الكثير من الحوادث والمنعرجات غير المتوقعة.

* ماذا يعني لك وصول روايتكم إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر؟

- أرى في ذلك دافعاً قوياً لمواصلة الإبداع والسعي لتطوير أسلوبي وأفكاري في قادم الأعمال، كما أجده تعويضاً جميلاً عن سنة استثنائية تركت آثارها العميقة على البشرية جمعاء، صدرت رواية الملف 42 قبل دخولنا الحجر الصحي بشهر واحد، فحرمت من حقها في الترويج وحفلات التوقيع والندوات والأنشطة الثقافية، لكن ترشيح الرواية للجائزة حمل معه كل إيجابيات اهتمام القراء وعناية النقاد وإعادة الطبع بفضل الانتشار الواسع في عموم الدول العربية.

* إلى أي مدى أنصف النقاد أعمالك الأدبية؟

- تلقى النقاد رواياتي باهتمام كبير؛ حيث وجد فيها عدد منهم محاولات جادة لتقديم أساليب جديدة تغني الرواية العربية وتقدمها بطريقة مختلفة، وقد ظهر ذلك بالخصوص بعد فوز رواية «ساعة الصفر» بجائزة المغرب للكتاب سنة 2018 وترشح «الملف»42 للبوكر سنة 2021، فنشرت عدة مقالات نقدية تتناول تفاصيل العملين بالدراسة والتمحيص، كما سعدت بتشجيع بعض أساتذة الأدب المتخصصين لطلبتهم الجامعيين للاشتغال في مشاريع تخرجهم على رواياتي، بما يتجاوز النظرة الضيقة لنقاد آخرين، ممن فضلوا التعامل مع أعمالي بمنطق التجاهل أو الهجوم المباشر، انطلاقاً فقط من حداثة سني أو عدم انتمائي لأي تيارات أو أحزاب أو اتحادات ثقافية، وهذا مألوف للأسف عند البعض، ممن اعتادوا على الشللية في الميدان الثقافي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"