عادي
نظمت لقاء افتراضياً لأولياء الأمور

«اجتماعية الشارقة» توعي بآليات الوقاية من التنمر الأسري على الأطفال

14:31 مساء
قراءة 3 دقائق
الشارقة: «الخليج»

نظمت دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة؛ بصفتها شريكاً منفذاً في اللجنة الوطنية لمكافحة التنمر؛ لقاء افتراضياً لإدارة التثقيف الاجتماعي، تحت عنوان «التنمر اللفظي وتأثيره في الأطفال»، وذلك تزامناً مع انطلاق فعاليات الأسبوع الوطني للوقاية من التنمر في البيئة المدرسية، والذي أطلقته وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع المجلس الأعلى للأمومة والطفولة و28 مؤسسة اتحادية ومحلية قبل 5 أعوام،
وشرحت مريم القصير مدير إدارة التثقيف الاجتماعي للفعالية قائلة: بناء على توجيهات وزارة التربية والتعليم بأن يكون تركيز الأسبوع هذا العام على التنمر اللفظي، كونه يعد من أخطر معاول الهدم خاصة لشريحة الأطفال. قمنا بتنظيم لقاء افتراضي خصص لفئة أولياء الأمور كونهم معنيين بشكل رئيس وطرفاً مشاركاً في هذه المعضلة.
ظاهرة عالمية
وأضافت، يعتبر التنمر إحدى أخطر الظواهر التي باتت منتشرة وبشكل كبير في العديد من المجتمعات العالميّة، وأصبحنا نرى هذهِ الظاهرة الخطيرة في كل الطبقات الاجتماعية وفي كل مكان حولنا إن كان في المنزل، أو الحديقة العامة، أو المدرسة.
وعرفت القصير، التنمر في علم النفس بأنه أحد أشكال السلوك العدواني الذي يتسبب به شخص ما عن قصد وبشكل متكرر في عدم الراحة لشخص آخر، سواء أكان ذلك السلوك جسدياً أو لغوياً بالكلمات أو أي أفعال أخرى، وأنواعه المعروفة: جسدي كالضرب، إتلاف الممتلكات، الدفع بقوة، والإلكتروني ويتم عن طريق استخدام المعلومات ووسائل وتقنيات الاتصالات كالرسائل النصية والمدونات والألعاب على الإنترنت، واجتماعي كالإهمال والعزل الاجتماعي وتخريب العلاقات الاجتماعية للطفل، وأخيراً التنمر اللفظي وهو المضايقة اللفظية والألقاب المهينة والسخرية والتهديد والتسبب بالأذى. والحقيقة الساطعة هي أن التنمر موجود في كل مكان.
وسردت، قصة لإحدى ربات البيوت تقول: في حالة من الغضب وفي وقت انشغالي بعملي، كثيراً ما يأتي ابني ويطلب هذا ويريد ذاك، وهو يعلم أنني مشغولة ولا أستطيع أن ألبي طلباته، ولكنه يصر على طلبه، وبإصراره هذا، يغلي الدم في عروقي، وأحاول كثيراً أن أداري هذا الغليان وأقول له يا حبيب «بعدين سأحضر لك كذا»، ولكنه يصر على أن أترك ما بيدي وأحضر ما يريده، لذلك عندما أشعر أنه لا يبالي بكلامي أصرخ فيه وأنعته بــ «فاشل وغبي وغيره من النعوت السلبية»·
تدني المستوى الدراسي
وتتابع: لم أدرك مدى خطورة هذه الكلمات إلا بعد أن التحق بالمدرسة، وتحديداً عندما شعرت أن مستواه الدراسي بدأ يتدنى شيئاً فشيئاً، وهو في صف الثاني ابتدائي، حين أكدت لي المدرسة أن ابني لا يرد على أي سؤال يوجه له· وعندما سألته عن سبب عدم تجاوبه أكد لها أنني أقول له هذه الكلمات غبي وفاشل، فاعتقد بالفعل أنه غبي وفاشل· وبحرقة شديدة أضافت: لم أشعر أن هذه الألفاظ قد تهدم ثقة ابني بنفسه، وأصبح في متاهة تقييم الذات وانتقاصها، ولم أكن أتوقع أنها ستترك آثاراً نفسية يؤدي تراكمها إلى زعزعة الاستقرار النفسي لديه، لذلك فور علمي بمدى تأثيرها أخذت على نفسي عهداً آلا أتفوه بها مهما كان السبب، وبدأت أستخدم الكلمات التي لها أثر إيجابي في نفسيته، كأن أمتدحه أمام رفاقه أو الأهل، وأتحدث عن شطارته وكم هو محبوب من الجميع، فيفتخر بنفسه ولا يشعر بعقدة النقص، ورويداً تحسنت علاقتنا وأصبح طالباً مجتهداً في صفه ولديه الكثير من الأصحاب بعدما كان انطوائياً.
وتعقب قائلة، إن انعكاسات التنمر اللفظي على الأبناء كثيرة منها، اضطرابات القلق والنوم، ضعف الأداء المدرسي، ضعف الصحة العامة، صعوبة إنشاء صدقات متبادلة، توارد أفكار انتحارية، إيذاء النفس، البقاء وحيداً طوال الوقت والابتعاد عن التجمعات، قد يصبح عدوانياً وغير عقلاني، وينخفض تحصيله العلمي وتظهر عليه علامات الخوف وعدم الشعور بالأمان.
الحماية والثقة في النفس
وعن دور الأهل تجيب، عليهم حماية الطفل بحثه على التحدث إذا تعرض للتنمر وعلى إخبار المعلم في حال تعرضه للتنمر بالمدرسة، كما على الأهل مراقبة ومتابعة الأبناء باستمرار، وبيان أهمية الصحبة الصالحة، تنمية ثقتهم بأنفسهم، والتحدث عن الأخطاء التربوية، والإكثار من مدح الطفل مباشرة وأمام الآخرين، والتواصل الدائم معه، فالحوار هو أفضل الحلول لجميع المشاكل.
وفي ختام محاضرتها قدمت القصير مجموعة من التوصيات لأولياء الأمور، في حال تعرض طفلهم للتنمر اللفظي ومنها، الاهتمام بالأمر وأخذه بجدية مهما كان الموقف بسيطاً، ودعم الطفل بالشكر والتعبير عن تقديرنا له. عدم القيام بلوم الطفل، أو القول له: «لماذا لم تخبرني في وقت سابق، أو سبق وأن قلت لك دافع عن نفسك، أو لا بد وأنك فعلت شيئاً جعلهم غاضبين منك» لأن ذلك قد يمنعه من التحدث إليك مرة أخرى.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"