عادي
اتهمها بـ«كسب الفرق» بين سعر الجملة وسعر التجزئة

بايدن يطلق حرباً على شركات النفط الأمريكية لرفع شعبيته

15:16 مساء
قراءة 4 دقائق
اتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن من جديد شركات النفط الكبرى بأنها تتحمل جزءاً من المسؤولية في مسألة ارتفاع أسعار الوقود، فيما تستخدم إدارته كافة الوسائل المتاحة، بما في ذلك مخزونها الاحتياطي، لخفض الأسعار.
وقال بايدن في البيت الأبيض: إن «أسعار الوقود في سوق الجملة انخفضت بنحو 10% خلال السنوات الماضية، لكن السعر في محطات الوقود لم يتحرك فلساً واحداً».
وأضاف: «بعبارة أخرى، تدفع مجموعات التزويد بالوقود أقل وتربح أكثر بكثير»، متهماً الشركات بـ«كسب الفرق» بين سعرَي الجملة والتجزئة. واعتبر أن ذلك غير مقبول.
وقالت وزيرة الطاقة الأمريكية جينيفر غرانهولم من جهتها: إن «أسعار الوقود في المحطات مرتفعة جداً في الوقت الحالي، لكننا سنطوي الصفحة في مطلع عام 2022».
وقبل أن يبدأ الأمريكيون رحلاتهم لمسافات طويلة لقضاء عطلة عيد الشكر، الخميس، مع عائلاتهم، أطلق الرئيس الديمقراطي مبادرة تقوم على ضخ 50 مليون برميل من المخزون النفطي الاستراتيجي في السوق الأمريكية، وهي أكبر كمية يتقرر استخدامها على الإطلاق.
وتهدف هذه المبادرة بحسب وزيرة الطاقة، إلى خفض أسعار النفط التي ارتفعت بنسبة 60% منذ عام.
وقالت: «نعتقد بأن سعر البرميل (3,78 ليتر) سينخفض في ديسمبر إلى 3,19 دولار، مقابل متوسط 3,40 دولار الثلاثاء في الولايات المتحدة، وأنه سينخفض أكثر في يناير».
مساعي بايدن
تحرك بايدن غير المسبوق في محاولة لخفض أسعار النفط، وبالتالي البنزين، يستهدف إقناع الأمريكيين أخيراً أنه بالفعل رئيس الطبقة الوسطى.
وقال بايدن في كلمة ألقاها على خلفية صور لمحطات وقود وصهاريج: «إننا نطلق مبادرة كبرى». وتعهد من البيت الأبيض بأن المبادرة لن تخفض الأسعار بين عشية وضحاها، لكنها ستحدث فرقاً».
وأضاف: «الأمر سيستغرق وقتاً لكن قريباً ستشهدون انخفاضاً في سعر البنزين».
ولا تستخدم الولايات المتحدة عادة سوى النزر الضئيل من هذه الاحتياطات المقدرة حالياً بنحو 609 ملايين برميل والمخزنة تحت الأرض في لويزيانا وتكساس، في حالة حدوث كوارث طبيعية أو أزمات دولية.
ولم يأمر بايدن باستخدام الخمسين مليون برميل لتعديل الأسعار فحسب؛ بل فعل ذلك بالتنسيق مع دول أخرى، وهو أمر لم يحدث من قبل.
أكبر مستهلكي الذهب الأسود
من أجل ذلك، تجاهلت واشنطن وبكين التنافس بينهما؛ إذ انضمت الصين، أحد أكبر مستهلكي الذهب الأسود، إلى هذه المبادرة على غرار الهند واليابان وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة، بحسب البيت الأبيض.
وندد السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام في بيان بما وصفه بأنه «إساءة» استخدام لهذه الاحتياطيات المخصصة لحالات «الطوارئ».
كما اتهم الرئيس الديمقراطي بأنه وراء رفع الأسعار عبر إبطاء أعمال الاستثمار في الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة، وهي حجة يكررها المعسكر المحافظ.
ورد بايدن بالقول إن هذا ما هو سوى «خرافة»، مضيفاً: «جهودي لمكافحة تغير المناخ لا ترفع أسعار البنزين».
ويشكل ارتفاع الأسعار في محطات الولايات المتحدة التي تستهلك البنزين بكميات كبيرة، معضلة سياسية كبيرة للرئيس جو بايدن.
ولطالما كرر أن هدفه السياسي الرئيسي هو تخفيف الأعباء المعيشية عن الطبقة الوسطى المستاءة بسبب العولمة ووباء كوفيد.
فبايدن يسعى إلى إحياء الحلم الأمريكي، المتمثل في توفير الرخاء والنجاح للجميع، لإثبات تفوق النموذج الديمقراطي على الديكتاتورية.
وفي هذا الإطار، قدم بايدن برنامجه.
خلال عشرة أيام، أصدر خطة ضخمة لتحديث البنية التحتية بقيمة 1,2 تريليون دولار ودفع العملية التشريعية قدماً لإقرار برنامج إنفاق اجتماعي ومناخي ضخم بقيمة 1750 مليار دولار.
وتتصدر المعركة ضد كوفيد برنامجه؛ حيث سيعمد الرئيس الديمقراطي إلى تطعيم الأطفال وتوفير الجرعات المعزِزة للبالغين.
رسالة إيجابية
لكن على الرغم من هذا التقدم ونمو سوق العمل، لا يحظى بايدن بشعبية كبيرة.
فقد ذكر موقع استطلاع الرأي 538 FiveThirtyEight أن معدل التأييد، الذي انخفض منذ الانسحاب العسكري من أفغانستان هذا الصيف، بلغ أقل من 43% الثلاثاء.
ويعود جزء من ذلك بشكل خاص إلى التضخم الذي بلغ ذروته، وخاصة ارتفاع الأسعار في محطات الوقود، في بلد يعتبر استخدام السيارة ضرورياً في ظل ضعف وسائل النقل العام.
وليس استعمال 50 مليون برميل من الاحتياطي سوى مسألة رمزية لأن هذه الكمية تغطي ثلاثة أيام فقط من الطلب من مصافي التكرير الأمريكية.
ولكن بايدن يأمل أن تؤثر مبادرته معنوياً، سواء في الدول المنتجة للنفط مثل السعودية، التي تحجم عن ضخ الخام بقوة في الأسواق، وعلى الرأي العام في بلاده.
ويبدو أن الرئيس البالغ من العمر 79 عاماً والذي استنفد الحديث عن الجهود المبذولة للحد من الوباء ومحاربة الركود، يريد توجيه رسالة إيجابية أكثر.
قال بايدن في كلمته الثلاثاء: «بمناسبة عيد الشكر اليوم، لدينا الكثير مما يجعلنا نشعر بالامتنان». وظهر بايدن في الأيام الأخيرة في عدة مناسبات لإحياء تقاليد العيد، ولاسيما يوم الجمعة الماضي، عندما بدا سعيداً وهو يعفو عن ديك رومي قبل عيد الشكر، وسط أجواء احتفالية.
«مبادرة كبيرة»
وأكد الرئيس الأمريكي، أن استخدام مخزون الولايات المتحدة النفطي الاستراتيجي هي «مبادرة كبيرة» من شأنها أن «تحدث فرقاً» في أسعار البنزين، التي ارتفعت بشكل هائل.
وأشار إلى أن الأمر سيستغرق وقتاً، لكن قريباً ستشهدون انخفاضاً في سعر البنزين.
وستضخ أول قوة اقتصادية في العالم 50 مليون برميل من النفط في الأسواق، بحسب البيت الأبيض. وستستخدم الولايات المتحدة مخزونها النفطي الاحتياطي بطريقتين.
وستطرح 32 مليون برميل من خلال نظام «تبادل» على أن تتم إعادة هذا النفط إلى الحكومة الفيدرالية ليصب في المخزون الاستراتيجي خلال السنوات المقبلة.
وستبيع 18 مليون برميل على مدى عدة أشهر.
وتقوم الولايات المتحدة بتخزين احتياطياتها النفطية الاستراتيجية في أربعة مواقع تحت الأرض في لويزيانا وتكساس، وتحتوي على 714 مليون برميل، بحسب إحصاء أجرته وزارة الطاقة في نهاية أغسطس.
ومن النادر أن تسحب كميات كبيرة منها، إلا في حالات الطوارئ، أي عندما تضرب الأعاصير خليج المكسيك، المنطقة الحيوية لإنتاج النفط وتخزينه، أو استجابة للأزمات الدولية.
وجرى ذلك، على سبيل المثال، في عام 2011، لمواجهة وقف إنتاج النفط في ليبيا التي تشهد حرباً أهلية.
(وكالات)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"