الاحتفال الآمن

01:03 صباحا
قراءة دقيقتين

كل فرح ينسينا الحذر، يحررنا من قيود أو قلق وننساق معه نحو التفاعل والتعبير عن مشاعرنا بكثير من التلقائية، ننفتح على الآخرين، نصافحهم، نتحدث ونضحك وننخرط وسط المجموعات.. كل بهجة لا تكتمل إلا بالتعبير عن المشاعر، حتى ولو كانت المناسبة عامة وليست خاصة، فما بالنا ونحن نحتفل باليوم الوطني وبإنجازات خمسين عاماً من الفخر والنجاح والتقدم؟
طبيعي أن نشارك في يوم الإمارات، ونعبر عن سعادتنا بأشكال مختلفة ونخرج ونلتقي ونتواصل خصوصاً أن العيد يأتي في وقت تتزين فيه دولتنا بلآلئ «إكسبو2020 دبي »، وتستضيف العالم على أرضها، فكيف لا نزهو فرحاً؟
طبيعي أن نحتفل، لكن للاحتفال هذا العام شروط أخرى وظروف أخرى، إذ لا يجب أن تنسينا فرحتنا أننا ما زلنا نواجه الوباء، ومازال يهدد العالم ويدخله في الموجة تلو الموجة. وبعد كل ما حققته الإمارات من تقدم ونجاح في مكافحة «كوفيد-١٩» ، وتصدرت عالمياً في سرعة التلقيح وتراجع أعداد الإصابات واستعادة الحياة الطبيعية والمناسبات والانفتاح مجدداً على العالم، لا يمكن أن ننجرف خلف رغبتنا في التعبير عن مدى فخرنا وحبنا للإمارات تاركين كل الاحتياطات جانباً، مندفعين خلف التهور.
سنحتفل ونفرح إنما وفق بروتوكول «الاحتفالات الوطنية» الذي اعتمدته الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث. سنحتفل ونفرح دون أن نتسبب بالأذى لأنفسنا وللمجتمع وللبلد لمجرد أن نترك الإجراءات الاحترازية جانباً. الدولة تعول على وعي كل فرد منا، ويجب أن نكون على قدر المسؤولية، بالالتزام بالبروتوكول وبنوده.
المطلوب ليس كثيراً ولا غريباً، فالمحافظة على التعقيم صارت من عاداتنا التي لا يمكن الاستغناء عنها سواء تعقيم الأماكن أو الأيادي، وارتداء الكمامة والحذر من الخروج أو الاختلاط بالآخرين إذا شعر المرء بتعب أو ارتفاع بالحرارة.. أكثر ما يتغاضى عنه الناس ولا يشددون عليه خصوصاً في المناسبات، هو عدم المصافحة والمعانقة، والمحافظة على التباعد الجسدي وعدم التجمع بأعداد كبيرة، وفي اليوم الوطني تكون المسؤولية مضاعفة حيث يتجمع الناس في أماكن الاحتفالات دون التدقيق في الأعداد أو في المسافات.
«الاحتفال الآمن» هو الهدف الذي لا يصعب علينا تحقيقه كي تكتمل الفرحة ونتشارك ليس في الاحتفال فقط بل بتحمل المسؤولية الذاتية والمجتمعية، كل واحد منا مسؤول عن حماية نفسه وحماية الآخرين، والحفاظ على سلامة المجتمع، كلنا شركاء فلتكتمل فرحتنا باليوم الوطني عبر الاحتفال الآمن.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"