عادي
تحفة معمارية نادرة في مصر

مئذنة إسنا المائلة.. أعجوبة فاطمية

23:04 مساء
قراءة دقيقتين

القاهرة «الخليج»:

ينافس المسجد العتيق فى إسنا بصعيد مصر، غيره من المساجد الأثرية التاريخية، بمئذنته التي تعد واحدة من أقدم وأهم المآذن الفاطمية التي لا تزال باقية حتى اليوم.

يرجع تاريخ بناء المسجد المعروف لدى العامة «بالمسجد العمري» إلى العام 474 هجرية، حيث بني فى عهد الخليفة المستنصر بالله الفاطمي، وقد أطلق الخليفة عليه اسم «المسجد العمري» تيمنا بمسجد عمرو بن العاص، فى القاهرة، وهو الاسم ذاته الذي يطلق على معظم المساجد الكبيرة التي بنيت خلال العهد الفاطمي فى جنوب مصر، وإن ظل مسجد إسنا يحتل موقعاً متقدماً بين هذه المساجد، حتى إنه أطلق عليه في فترة من الفترات «أزهر الصعيد».

وتعد مئذنة المسجد العتيق في إسنا تحفة معمارية فريدة من نوعها، وهي تتكون من بدن سفلي مربع يصل ارتفاعه إلى عشرة أمتار، وفوق هذا الطابق المربع يأتي طابق اسطواني بارتفاع 8 أمتار، تشغل ثلثه الأخير من أعلى شرفة خشبية محمولة على «كوابيل» خشبية يعلوها طابق مثمن بارتفاع متر ونصف المتر ويتميز بأضلاعه المقعرة، ويبلغ إجمالي ارتفاع المئذنة حوالي 25 متراً وقد دمج البنّاء المسلم بين الطوب الآخر والخشب في عملية البناء.

وتتميز المئذنة من الداخل بسلم داخلي يدور حول عمود في الوسط تلتف حوله درجات تصعد من باب الدخول حتى أرضية القبة، وذلك من خلال 99 درجة من الطوب بنيت مقدمتها من الخشب.

وتعرضت المئذنة للعديد من العوامل التي أحدث بها الكثير من مظاهر التلف مثل تشرب المياه بعد إنشاء قناطر إسنا، وعندما حدث زلزال العام 1992 كان الطريق مهيأ لإحداث ميل واضح لها ناحية الجنوب الشرقي، الأِمر الذي تم استدراكه من خلال عمل «صلبات حديدية» تفادياً لزيادة الميل ومنع انهيارها، وقد استمر وضع المئذنة على هذا الحال لمدة عشر سنوات، قبل أن تتم إزالة «الصلبات الحديدية» من على بدنها لتحتفظ بميولها ولكن في ثبات لا يتزحزح، ولتصبح واحدة من المباني النادرة في مصر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"