عادي

حروب الجيل الرابع تبدأ بالشائعات

22:53 مساء
قراءة دقيقتين
2001

الحرب ظاهرة اجتماعية عرفتها البشرية منذ بدء الخليقة، وهي تنشأ نتيجة تعارض المصالح بين الجماعات والدول، وقد تطورت أساليب ووسائل الحرب منذ القدم، وارتبط تطورها وتقدمها بتطور العصر الذي أفرزها، حيث يمكن اعتبار الصراع وسماته وتطوره ترجمة لتقدم العصر، الذي أفرزه بل إن التقدم العلمي والتقني لم يعد يخدم الصراع والحرب فحسب، بل أصبحت الحاجة لتطور وسائل الصراع وأدواته تكاد تكون هي الموجه الرئيسي نحو الوصول إلى ما هو جديد ومستحدث لتلبية متطلباته وخدمة أهدافه، وينعكس على باقي نواحي الحياة الأخرى.

يشير هذا الكتاب وعنوانه «حروب الجيل الرابع» لمؤلفه د. عمر محمد علي محمد، إلى أن تطور الحروب عبر العصور شملت حروب الجيل الرابع، لتركز على السرعة في المعرفة، واستغلال قاعدة التسارع لاستمرار الضغط على الخصم، مع تطويع منجزات العلم وتطوير القدرات لصالح الصراع الذي يدار في مسرح الحرب، الذي أصبح متسعاً يشمل كل الأبعاد، بالإضافة إلى البعد الفضائي.

تركز حروب الجيل الرابع في جوهرها على الضغوط السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والحرب النفسية، التي تستثمر خصائص المجتمعات، وتعمل على التأثير في تماسكها، وتفجير التناقضات الكائنة بها، بما فيها الخصائص والمشكلات العرقية، بما يحقق في النهاية سقوط الدولة من الداخل وتحولها إلى دولة فاشلة.

يوضح الكتاب أن حروب الجيل الرابع تعتمد في المقام الأول على المواجهة الخفية مع أفراد المجتمع عن طريق استغلال ما يتم التوصل إليه من معلومات، بما يخدم زعزعة الثقة بين المجتمع ومؤسساته، ثم تأتي المرحلة التالية، وهي نشر الفوضى وإنهاك قوى الدولة، وبالتالي فإن هدفها يتحقق من خلال المراحل التالية: جمع المعلومات، الحرب النفسية، التوجيه، الفوضى.

وتعد الشائعات من أهم أساليب ووسائل الحروب النفسية والاجتماعية خلال تنفيذ حروب الجيل الرابع، ويتم ترويجها بواسطة الأجهزة التابعة لبعض الدول الكارهة، وتعتمد تكتيكات حروب الجيل الرابع في أغلبها على حروب الدعاية والحروب السرية عبر أفراد وجماعات مدربة لإحداث قلاقل، ثم تطورت هذه الممارسات وأصبحت تشكل نظريات لجيل جديد من الحروب التي تعتمد على كسر الإرادة وإفشال مؤسسات الدولة وإحداث قدر هائل من الفوضى والإرتباك والذعر الداخلي بحيث يسمح ذلك بتدخلات خارجية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"