عادي

رياح التاريخ تهب من طشقند

22:54 مساء
قراءة دقيقة واحدة
2002

لا مسوّغ لرواية بغير «جدل» يولدها، و«غواية» تعقبها، ورواية منى التميمي هذه المرّة سوف تجري مجرى الغواية والبيان والفتنة في سرد قصةٍ غريبةٍ مشوقةٍ من ألفها إلى يائها. «رياح من طشقند»، والصادرة عن الدار العربية للعلوم، قصةٍ تبدو من أبطالها وأماكنها واقعيةً وممكنةً، غير أنها تبدو مغامرة أقربُ إلى المقامرةِ من حيث سياقاتِ الأحداثِ التاريخية والأماكن الجغرافية في الرحلة التي سيقوم بها بطلها بحثاً عن سر أودعه له جدّه قبيل وفاته ورمى به في بلاد بعيدة، ليتكلّلَ الحدث/ والمحور (الوصية والنهاية) بالصدمة.

تدور أحداث الرواية بين طشقند والحجاز وسمرقند وبخارى ومشهد، وتحضر في أجوائها حكاية تيمورلنك وغزوه العالم، حتى تكاد أن تتحول الرواية مرجعاً للمرحلة التاريخية التي تُعنى بها، وما شهدته من تحولات درامية في تلك الحقبة. ولكن الرواية لم تكتفِ بعرض الوقائع التاريخية، بل بدت أنها تُعنى بما هو أهم وأكثر عمقاً، وذلك حين تبين مقصدية توظيف التاريخ في الأدب والدلالات المتحصلة من ذلك ورمزيتها التي يُمكن أن تفسر في ضوء الواقع الراهن. كما تميز خطاب الرواية بنوع من المحاججة الدينية والفلسفية المفيدة حيث تطفو في العملية السردية الحقائق الروحية المثلى بكل معانيها وتجلياتها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"