عادي
«أجيال المستقبل» يفتح الطريق لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة

دعوة لتوحيد جهود الازدهار العالمي في ختام «قمة الصناعة والتصنيع»

16:49 مساء
قراءة 5 دقائق
قمة الصناعة والتصنيع

دبي: «الخليج»

اختتمت، السبت فعاليات الدورة الرابعة من القمة العالمية للصناعة والتصنيع، المبادرة المشتركة بين وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو»، بمشاركة واسعة من قادة الدول والحكومات والشركات الصناعية وخبراء الصناعة والتكنولوجيا العالميين لصياغة مستقبل القطاع الصناعي ومناقشة أبرز الفرص والتحديات التي تواجه القطاع في ظل المتغيرات العالمية التي تسببت بها أزمة وباء كورونا وتنامي توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة. وتزامن انعقاد القمة في دولة الإمارات مع احتفالاتها بعيدها الخمسين، مما مثّل فرصة لاستعراض تجربة الدولة الرائدة على صعيد تحقيق التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة والحياد الكربوني.
وعقدت القمة على مدار ستة أيام، بمشاركة أكثر من 250 متحدثاً، بما في ذلك أربعة رؤساء دول ورئيسا وزراء وأكثر من 25 وزيرًا من داخل الدولة وخارجها، بالإضافة إلى ممثلين رفيعي المستوى من مختلف وكالات ومنظمات الأمم المتحدة والممثل الخاص للرئاسة الأمريكية لشؤون المناخ، والذين شاركوا في أكثر من 70 جلسة نقاش سلطت الضوء على الأهمية المتزايدة للتقنيات المتقدمة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والتعلم الآلي، وشبكات الجيل الخامس ودورها في تطوير القطاع الصناعي العالمي.

التحديات الصعبة 

وقال بدر سليم سلطان العلماء، رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع: «يقف عالمنا اليوم على مفترق مهم. فالقرارات التي نتخذها ستلعب دورًا مفصليًا في صياغة مستقبل الأجيال القادمة. لقد وصلنا إلى هذا المفترق نتيجة لمجموعة من العوامل، ليست التكنولوجيا إلا عاملًا واحدًا منها والتي تغيرت معها طرق حياتنا وتفاعلنا وطبيعة نشاطاتنا الاجتماعية والاقتصادية، وهي تغيرات نقلتنا في مجملها نحو الأفضل. وترافقت هذه التغيرات مع تحديات عديدة. لكن التحدي الأبرز الذي واجهناه هو وباء كورونا الذي أثر على جميع جوانب حياتنا. وهذا يدفعنا للتساؤل حول طبيعة العالم ما بعد الوباء، وما إذا كان سيخلف وراءه إرثًا مماثلًا لما خلفته الحربان العالميتان الأولى والثانية من رعب وتدمير وتحولات اجتماعية واقتصادية وسياسية غيرت مسار التاريخ. وبسبب حالة الركود التام حول العالم، استطعنا أن نفكر في التحديات الصعبة التي تقف أمامنا، ونعيد النظر في مواقفنا كمجتمع عالمي تجاه التحديات. فبيَنت لنا التوترات الجيوسياسية ضعف النظام العالمي القائم، وتبين لنا مدى تأثير حياتنا اليومية على البيئة التي أدت إلى تقلبات كبيرة في المناخ. المطلوب منا جميعًا اليوم أن نساهم في التغيير الذي سيبني نظاماً عالمياً جديداً أكثر استدامة وشمولية وقدرة على التعامل مع التحديات - وهذا يتطلب قيادة استثنائية لتبين للجيل القادم كل الجهود التي بذلناها لنضمن مستقبل واعد ومشرَف ومزدهر.»
وأضاف العلماء: «نحن سعداء بالنتائج التي تحققت في دورة هذا العام من القمة العالمية للصناعة والتصنيع، فقد أجمع كافة المشاركين على ضرورة تعزيز التعاون وتوحيد الجهود لتحقيق الازدهار العالمي. وقد كرست القمة العالمية للصناعة والتصنيع مجددًا دورها كمنصة عالمية تشجع على التعاون الدولي من أجل التوصل إلى حلول مشتركة للتحديات التي تعيق نمو القطاع وتعترض تحقيق مستقبل أفضل.»
وقد انطلق أسبوع القمة تحت شعار «الارتقاء بالمجتمعات: توظيف التقنيات الرقمية لتحقيق الازدهار»، وتمحورت فعاليات اليوم الأول حول قضايا التغيّر المناخي، بمشاركة رؤساء دول ووزراء وشخصيات دولية بارزة، والذين شددوا على أهمية تطوير التقنيات التي من شأنها الحد من الانبعاثات الكربونية، وتطوير القطاع الصناعي بما يساهم في تحقيق التعافي من أزمة الوباء العالمية ودعم الجهود الدولية لتحقيق الأهداف العالمية للمناخ.

التصدي لتحدي التغير المناخي يعتمد بشكل كبير على الشباب

شكّل برنامج «أجيال المستقبل» المقام على هامش فعاليات أسبوع القمة العالمية للصناعة والتصنيع فرصة للشباب للتواصل مع خبراء الاستدامة والتكنولوجيا العالميين، لوضع تصورات مشتركة حول مستقبل القطاع الصناعي.
وركز البرنامج على تعريف الشباب بالصناعات المستقبلية وتمكينهم من ريادة جهود تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة عبر مبادرات نقل المعرفة وتنمية المهارات. ويتضمن «برنامج المستقبل»، والذي أقيم يومي 26 و27 نوفمبر الجاري، سلسلة من الدورات التعليمية والتدريبية التي يقدمها نخبة من خبراء الصناعة والتكنولوجيا وكبار الأكاديميين. وقد تخلل جدول الأعمال في اليوم الأول جلسات أشرفت عليها كل من شركتي «شنايدر إلكتريك» و«أكسنتشر».
وخلص المتحدثون في إحدى جلسات اليوم الأول إلى أن التصدي لتحدي التغير المناخي يعتمد بشكل كبير على جيل الشباب، وشددوا على ضرورة تقديم الدعم لهم من قبل الحكومات لتمكينهم من الابتكار وتقديم الحلول الإبداعية، حيث تشير الدراسات إلى أن حوالي 20% من الأطفال حول العالم غير قادرين على تلقي التعليم الذي يستحقونه، ما يحد من قدرة الجيل الصاعد على ابتكار الأدوات اللازمة للحد من التداعيات السلبية للتغير المناخي، والسعي للحد من الارتفاع المتوقع في درجات حرارة كوكب الأرض حتى لا تتخطى حاجز 1.5 درجة.

التغير الإيجابي 

وقالت ناتاليا كيسينا، نائب رئيس قسم الموارد البشرية لدول الخليج في «شنايدر إلكتريك»: «أمامنا تحدّ كبير وفرصة كبيرة. نحن الجيل الأول الذي يتمكن من الوصول إلى الإنترنت والمعلومات ويتمتع بفيض من القوة الفكرية والتقدم التكنولوجي. إذا لم يستطع هذا الجيل تحقيق التغير الإيجابي فلن يستطيع جيل غيره تغيير واقعنا. ولا شك أن لدينا كل ما يلزمنا لمواجهة التحديات الكبرى التي يشهدها عالمنا اليوم، وعلينا أن نوفر فرص التعليم للجميع، خاصة أننا بحاجة إلى حشد كافة الجهود والاستفادة منها ومساعدة بعضنا لمواجهة تحديات التغير المناخي».
وقال أشرف عبد الخالق، رئيس الاستدامة والصحة والسلامة والعقارات في دول الخليج في «شنايدر إلكتريك»: «سيستمر الركود الاقتصادي خلال السنوات القادمة، حيث يعيش الاقتصاد العالمي دورات طبيعية من التعافي والركود. كما أن الأوبئة ستستمر في الظهور وسيكون لها تأثير كبير، ولكننا سنستطيع التعامل معها. إلا أن التحدي الأخطر هو التغير المناخي، فهو أمر لا رجوع فيه».
ولفت عبدالخالق إلى أن البشر تسببوا بانبعاث 50 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنويّاً في الغلاف الجوي، أي ما يعادل حجم 20 مليون حمام سباحة بالحجم الأولمبي أو كتلة تضم 85 مليون طائرة «إيرباص A380».

تحسين المهارات

وأشار رومانو ماسيمو، المدير في «أكسنتشر»، في جلسة نقاش بعنوان: «مستقبل العمل»، إلى أن الخوف من فقدان الوظائف بسبب الأتمتة غالباً ما يتبادر إلى أذهان الناس عند تفكيرهم في مستقبل العمل.
وقال ماسيمو: «سيعتمد مستقبل العمل على العديد من العوامل مثل الأتمتة، وتحسين المهارات، والوظائف غير التقليدية وطبيعة العمل المتغيرة. ولكن أهم العوامل التي ستضمن للشباب مستقبل عمل مشرق تتمثل في القدرة على التطور والتعلم. وتبذل الشركات جهوداً في تطوير العمل من خلال تبسّيط المهام وتوزيعها على الموظفين، ما يعرض الوظائف في هذه الشركات إلى مخاطر الأتمتة وبالتالي فقدان الوظائف. ومع ذلك، إذا استطاعت أنظمة التعليم رفع مستوى كفاءة الطلاب وتمكينهم من تطوير مهارات متميزة في حل المشكلات، فستضمن مستقبلاً مستداماً للشباب».
وتطرقت آنو آنا ماثيوز، مديرة المواهب والتنظيم في «أكسنتشر»، للحديث عن التوقعات المستقبلية لسوق العمل. وأشارت إلى أنه بحلول عام 2025 سيكون الوقت الذي يقضيه البشر والآلات لإنجاز المهام متساوياً، وقد يمثل العاملون في الوظائف المؤقتة 35-40% من القوة العاملة. في غضون ذلك، سيعمل 65% من أطفال اليوم في وظائف لم يتم اختراعها بعد.
وقالت ماثيوز: «تعمل نماذج العمل الهجين على تحسين فرص الحصول على الوظائف للأشخاص الذين واجهوا صعوبة في السابق، بما في ذلك أصحاب الهمم والأمهات، وهذا يزيد من تنوع القوى العاملة، ويكون مفيداً لأصحاب العمل، لأنه يجلب ثروة من الأفكار ووجهات النظر الجديدة». وأضافت أن 94% من قادة الأعمال يتوقعون أن يكتسب الموظفون مهارات جديدة في الوظيفة.
وناقش المتحدثون ستة أمثلة لوظائف المستقبل هي: وسيط البيانات الشخصية، ومعلم الذكاء الاصطناعي، ومهندس الطباعة الحيوية، ومصممو السيارات ذاتية التحكم، والفلاح في المزارع الرأسية، والمهندسون المتخصصون بالصناعات التي تلتقط غاز الكربون عوضاً عن إنتاجه. وتوقع ماسيمو أنه ومع سرعة اعتماد دولة الإمارات للتكنولوجيا المتقدمة، ستصبح دولة ريادية في هذا المجال حيث ستتطور وتنمو فيها وظائف المستقبل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"