إكسبو 2020 دبي: محمد الماحي
يقدم الجناح الكيني المقام في منطقة الفرص ب«إكسبو 2020 دبي» الوجه المزدهر لكينيا وثقافاتها والفرص المثالية لصنع الريادة التي تتيحها، ويسلط الضوء على الدور الذي تلعبه نيروبي، بوصفها مركزاً حيوياً يقود ويسهّل الترابط والتواصل بين إفريقيا والعالم.
وتنظر كينيا إلى مشاركتها في معرض «إكسبو دبي» على أنها فرصة لتنشيط دبلوماسيتها، وإبراز القدرة التنافسية لثقافتها وتراثها، بما في ذلك المجال الرياضي، فذلاً عن الفرص الاقتصادية التي قد تجنيها، بما في ذلك السياحة.
أخذ الجناح ملايين الزوار في رحلة عبر ثقافات كينيا المتنوعة، بما في ذلك التعرّف إلى القبائل الكينية البالغ عددها 44 قبيلة، والحصول على اسمك الكيني، ونسخة رقمية من جواز سفرك الكيني، والإمكانات الزراعية والاقتصادية لكينيا، مروراً بقطاعات الصناعة والابتكار، ووصولاً إلى الطرق التي تتبعها كينيا للارتقاء بالتقنية واغتنام الفرص.
ونقل الجناح الزوار إلى نزهة معرفية للتعرف إلى الأزياء التقليدية، والتحف التراثية، والحِرف التقليدية، ونسج السلة، وعرضاً حياً للطين، وعرض الخرز، علاوة على عروض فنية وموسيقية، مثل: «رقصات قوما، والعصا، ومسوندو، وتوراي»، ويقدم الجناح هدايا مصنوعة بالكامل في كينيا وتحتوي على «طاقة كينيا».
واجتذب الجناح الكيني، أنظار الملايين من زوار «إكسبو 2020 دبي»، من خلال عرض للحياة البرية ورحلات السفاري في كينيا،
ووسائل الترفيه المتعددة التي عرضت في الجناح أوجه الثقافة الكينية المتنوعة، وتضمنت تعريفاً قصيراً لقُرى قبائل ماساي، وغيرها من المواقع الثقافية القبلية، إلى جانب التعريف بجزيرة لامو التي صنفتها منظمة ال«يونيسكو» ضمن إحدى المدن التراثية العالمية، ومهد الثقافة السواحلية التي تتقاسم في تفاصيلها عوامل عدة، من الثقافة العربية، خاصة مع التقاليد العربية من ناحية الثقافة والدين الإسلامي وفن المعمار التقليدي، وهي مقومات أثّرت بشكل عميق في الثقافة السائدة في كينيا، كما قدم الجناح لجميع محبي وهواة رياضة الجولف الاستمتاع بهذه التجربة في كينيا، حيث يوجد 39 ملعباً للجولف، 12 منها يستخدم لإقامة البطولات العالمية الكبرى.
سوق مشتركة
ويجسد جناح الكيني في منطقة الفرص مكانتها كاقتصاد صاعد في إفريقيا، حيث يمثل سوقاً مشتركة تتوافر فيها العديد من الفرص لأي نوع من الاستثمارات، ومنها على سبيل المثال المشروع الضخم «لابست» للنقل الذي يربط كينيا بجنوب السودان وإثيوبيا، إلى جانب مشاريع الطاقة والسياحة والرعاية الصحية والنفط والغاز، وغيرها من القطاعات.
وتعد كينيا بيئة استثمارية مثالية للاستثمارات الإماراتية بسبب قوة العلاقة بين البلدين، فضلاً عن أنها لديها ثروة زراعة، والتعدين، والطاقة، والتصنيع، والسياحة وخدمات مالية متطورة، وفي هذه الأجواء تتطلع نيرويي إلى تعزيز علاقاتها مع الإمارات، حيث
شهدت العلاقات التجارية بين دولة الإمارات وكينيا تطوراً ملموساً خلال المرحلة الماضية، وبلغت قيمة التبادل التجاري غير النفطية بين البلدين خلال 2020 ما يعادل 7 مليارات درهم، مقارنة بنحو 4.4 مليار درهم عام 2011، محققة نمواً بنسبة أكثر من 58.3% خلال هذه المدة، ما يدل على قوة وتنامي العلاقات التجارية ومجمل العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وكينيا.
تنوع طبيعي
وتتمثل المميزات الموجودة في الجناح الكيني في «إكسبو 2020 دبي» في عرض الجناح للفرص المتاحة في هذه الدولة الإفريقية النابضة بالحياة، من تنوع طبيعي متعدد العرقيات، كما قدم الجناح خطوات الحكومة الكينية مُشجعة للاستثمار بشكل عام، كما قدم عرضاً لمنطقة التجارة الحرة في كينيا.
وتمتلك نيروبي أكثر تكنولوجيا متطورة في شرقي إفريقيا، وهي بذلك تنافس مراكز مثل كيب تاون، ولاوس، وهذا جعلها اختياراً استراتيجياً ذكياً للعديد من الشباب من جيل الألفية.
ويخوض زوار جناح كينيا في معرض «إكسبو» تجربة مميزة واستثنائية، مع الفقرات الاستعراضية الغنائية على الأنغام الإفريقية وبأداء رائع من الفرقة الكينية التي برعت في تجسيد روح الأدغال الإفريقية، سواء من خلال الملابس، أو من خلال الاستعراض المميز الذي قدم في واجهة الجناح الكيني.
وتتمثل المميزات الاستثمارية للجناح الكيني في النظام الاقتصادي الحر ومن دون قيود على الصرف، إضافة إلى إعفاءات ضريبية تصل إلى عشر سنوات، كما تتميز البيئة الاستثمارية في كينيا، كجزء من قارة إفريقيا، بأنها بيئة خصبة للاستثمار، وخالية من مشاكل التنافس عليها، وعندما ترتبط المشروعات الاستثمارية بمجال الصناعة تزداد المزايا الضريبية والجمركية، ولا شك في أن الاستثمار السياحي يمكن أن يستفيد كثيراً من تلك المزايا الاستثمارية لكونه أحد عناصر الاستثمار المهمة التي يمكن أن تقود عملية التنمية الاقتصادية، خاصة أن السكان يتحدثون اللغة الإنجليزية، ويعيشون في مناخ محتمل في حرارته مقارنة بدول إفريقية أشد حرارة ورطوبة، الأمر الذي يمثل عنصر جذب للسياح الذين يمكن استهدافهم عند إقامة المشروعات السياحية الكبرى، سواء كانت فنادق، أو متنزهات، أو منتجعات ومشاف طبيعية، وغيرها من المشروعات.
طرق مهمة
وقال بيتر بيوت الرئيس التنفيذي السابق لمجلس ترويج الصادرات الكيني إن المعارض العالمية تشكل طرقاً مهمة لتطبيق الدبلوماسية وتقديمها، باعتبارها مواقع تتيح إشراك جميع دول العالم دفعة واحدة، لذا، أكدت كانت كينيا منذ مايو/ أيار 2018، حرصها على مشاركة نشطة في «إكسبو دبي».
